كانت ثمار المؤتمر الدولي حول التنشئة المستمرة للكهنة محور الكلمة الختامية للمؤتمر التي وجهها عميد دائرة الإكليروس التي نظمت المؤتمر من ٦ حتى ١٠ شباط فبراير بالتعاون مع دائرتَي البشارة والكنائس الشرقية.
اختُتم السبت ١٠ شباط فبراير المؤتمر الدولي حول التنشئة المستمرة للكهنة والذي كان قد بدأ أعماله في السادس من الشهر. وفي كلمته الاختتامية بدأ الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك عميد دائرة الإكليروس التي نظمت هذا المؤتمر بالتعاون مع دائرتَي البشارة والكنائس الشرقية، بتوجيه الشكر إلى جميع من شاركوا في المؤتمر سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وأضاف أن الاستجابة الكبيرة من قِبل الكثير من الكهنة والأساقفة والشمامسة والمكرسين والمؤمنين العلمانيين تشكل علامة إضافية على اهتمام حي وصادق بهذا الموضوع، وقال إننا قد اختبرنا مرة أخرى كون اللقاء بين الدعوات المختلفة قيمة مضافة من اجل مرافقة دائمة وأخوية.
وواصل عميد الدائرة متحدثا عن عيشنا اليوم زمنا معقدا في مجتمعات مركبة، ما يفرض بالتالي ضرورة التوصل إلى طرق جديد أكثر بساطة لدعم الدعوة الكهنوتية ومرافقتها. وعقب توجيه الشكر إلى جميع مَن ساهموا في تنظيم المؤتمر الدولي أراد الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك التأكيد على أن الشكر الأكبر هو ليسوع المعلم الوحيد والراعي الصالح ومخلصنا، وللروح القدس ينبوع كل العطايا، ولمريم العذراء الأم والمثال لكل الدعوات.
ثم تابع الكاردينال مداخلته ناقلا انطباعاته عن مسار المؤتمر الدولي حول الدعوات الكهنوتية، فذكَّر أولا بدعوته خلال الافتتاح المشاركين إلى أن تكون مشاركتهم هذه لا للتلقي بل للعطاء، وهذا ما حدث، قال عميد الدائرة. تحدث بالتالي عن الخبرة القوية التي عيشت خلال المؤتمر المتمثلة في الحوار في الروح القدس الذي تم خلال نشاط مجموعات العمل التي تم تشكيلها من سبعة مشاركين. وواصل مشيرا إلى ثمار أسلوب العمل هذا فتحدث عن اختبارنا بقوة جمال كوننا تلاميذ وفرح كوننا خداما، ووصف هذا بنعمة حقيقية.
وفي حديثه عن النتائج أشار الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك إلى المقترحات الكثيرة التي أسفر عنها المؤتمر. وقال إن هذه المقترحات هي تعبير عن الطرق الثلاثة التي أرشدنا إليها البابا فرنسيس، وذلك في إشارة إلى حديث الأب الأقدس إلى المشاركين في المؤتمر خلال لقائه إياهم عن ثلاثة طرق لعيش خدمتهم، ألا وهي فرح الإنجيل الذي يجعلنا أبناء لله ممتلئين برحمته وحنانه، والانتماء إلى الشعب والذي يجعلنا نعيش كأخوة ونعتني أحدنا بالآخر، ثم الخدمة المولدة للحياة والتي تجعلنا أباء ورعاة بالمعنى الأكثر حقيقة وكمالا.
ثم تطرقت المداخلة إلى سؤال أساسي ألا وهو كيف يمكننا السير قدما، وقال عميد دائرة الإكليروس إن الهدف هو إطلاق مسيرة وتأسيس شبكة لخدمة الكهنة في العالم كله. وأضاف أن كثيرين قد تساءلوا خلال هذه الأيام كيف علينا ان نواصل السير. وتابع الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك أن الدائرة، مع غيرها من الدوائر الفاتيكانية، قد فكرت في تنظيم هذا المؤتمر الدولي لإطلاق مسيرة ثم سنرى كيف يمكننا الاستمرار. وتابع أن هناك في الأفق لقاءً سينظَّم في نهاة شهر نيسان أبريل القادم في الفاتيكان يشارك فيه ٣٠٠ من الرعاة يمثلون كل مجالس الأساقفة. وأضاف أن هذه مبادرة للأمانة العامة للسينودس مع الدوائر الثلاث، أي دوائر الإكليروس والبشارة والكنائس الشرقية. وهكذا نرى أن هذه السير معا سيتواصل، قال الكاردينال. أشار من جهة أخرى إلى الاحتفال بيوبيل العام ٢٠٢٥ والذي اختير شعاره “حجاج الرجاء” والذي سيتضمن يوبيل الكهنة في ٢٥ حزيران يونيو، وأضاف عميد الدائرة أننا سنرى كيف يمكن لخبرة أيام المؤتمر أن تساهم في هذا اللقاء مع الكهنة القادمين من جميع أنحاء العالم. وتحدث هنا عن أن كثيرين من المشاركين في المؤتمر قد اقترحوا اللقاء مجددا سنة ٢٠٢٦ وقال إن هذا اقتراح سيُدرس، لكنه أكد من جهة أخرى أن بالإمكان منذ الآن أن نظل متحدين وأن نتواصل بشكل مستمر من خلال الموقع الإلكتروني الجديد لدائرة الإكليروس والساعي إلى أن يكون منصة لتقاسم المبادرات والممارسات الجيدة. وقد تم بالفعل تَلَقي الكثير من هذه الممارسات حسبنا أكد الكاردينال داعيا الجميع إلى مواصلة التعريف بها.
توقف عميد الدائرة بعد ذلك في مداخلته الختامية عند ما يمكن القيام به على الأصعدة المحلية، وقال للمشاركين أنهم بالتأكيد سيطلقون مبادرات سواء بشكل رسمي أو غير رسمي. وأشار على سبيل المثال إلى الحديث عن نية مجموعة من المشاركين مواصلة التواصل عقب المؤتمر، وتحدث أيضا عن المؤتمر الوطني حول التنشئة المستمرة للكهنة الذي سيعقد في البرازيل خلال أسابيع.
ومما أكده المؤتمر حسبما واصل عميد الدائرة أهمية تقوية بُعد الصداقة والأخوة بين الكهنة. وأضاف أن هناك النية في ذلك حسبما يشهد ما ميز عمل مجموعات العمل في المؤتمر من تعاون وتفاهم. وتابع مؤكدا ضرورة خلق الفرص وفسح المجال أيضا للحظات عفوية وغير رسمية لها مذاق العائلة وشعور الأشخاص بأنهم في بيتهم. وتحدث الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك هنا عن اتفاق الجميع حول بُعد المرافقة الإنسانية والذي لا يحل بالطبع محل بُعد الإيمان لكنه يدعمه ويمكنه أن يشكل مساعدة هامة. وذكَّر عميد الدائرة هنا بكلمة البابا فرنسيس إلى المشاركين في المؤتمر حين تحدث عن أن كوننا تلاميذ ليس تصرفا دينيا بل هو أسلوب حياة، ما يتطلب الاهتمام بإنسانيتنا.
وفي نهاية كلمته مختتما المؤتمر الدولي للتنشئة المستمرة للكهنة أوكل عميد دائرة الإكليروس الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك حياة وخدمة الكهنة جميعا إلى مريم العذراء والتي تهبنا نعمة الحنان، وهي نعمة تجعلنا أقوياء حتى في الضعف.