علوان ترأس قداسا في زوق مصبح بذكرى دخول مار شربل الى المحبسة: قاوم تجارب الشرير والصعاب بالصوم

ترأس النائب البطريركي العام المطران حنا علوان قداسا احتفاليا على مذبح كنيسة مار شربل الرعائية في زوق مصبح، في ذكرى دخول القديس شربل الى المحبسة ناسكا ومتعبدا لله، عاونه فيه لفيف من كهنة الرعية .
بعد الانجيل المقدس، شرح علوان “الابعاد الإيمانية لمعنى” زؤان الحقل” الذي يصنف فيه الله الإنسان “بين الشر والخير” ويخبر المثل أن الفعلة بعدما زرعوا القمح الجيد في الحقل فوجئ بالزؤان الذي راح ينمو مع القمح وكاد يخنقه فعرضوا على الزارع رب العمل أن يقتلعوا الزؤان من بين القمح، ولكن صاحب الأرض أوصاهم بأن يتركوا الكل ينمو الي يوم الحصاد خوفا من اقتلاع القمح مع الزؤان وفي يوم الحصاد يفصل القمح الجيد عن الزؤان ليرميه في النار ويحتفظ بالقمح”.
وقال:” في هذا المثل يشبه الرب يسوع الزؤان بفعلة الشر الذين يزرعهم الشرير ويزيلهم عن الحقل والايمان فيكونون بذلك من أبناء الظلمة، والقمح يمثل الابرار وهم ابناء ملكوت الله الذين قاوموا الشرير وتجاربه التي تحيط بهم اثناء حياتهم وفازوا بالملكوت فكانوا من أبناء النور”.
اضاف: “يريد السيد المسيح من هذا المثل أن يفهم تلاميذه ثلاثة أمور: الأمر الأول أن الحقل هو الانسان اي الزارع الصالح فما تزرع فيه تحصده وان الشيطان هو الذي يزرع في الأرض الشر الممثل في الزؤان. والأمر الثاني أنه ما دمنا احياء سيحاول الشيطان دائما أن يزرع بيننا الزؤان وان يجرنا بعيدا عن الطريق الصحيح طريق الخير والمحبة والسلام وعلينا مقاومته كي لا يخنقنا الزؤان. والأمر الثالث هو يوم الحصاد، اي يوم الحساب يوم يمثل الإنسان أمام الله حيث يفصل الديان الخراف عن الجدأ ويدعو الصالحين الى ملكوته والخاطئين إلى نار جهنم”.
وتابع: “ان الزارع -اي المسيح- الذي يترك للإنسان كامل حرية الاختيار والتصرف في حياته ليكون في صف الاخيار او في صف الاشرار، وبما أن الإنسان هو الذي يقرر مصيره في الاخرة من خلال عيش حياته على الأرض، فإما أن يكون من أبناء الظلمة أو من أبناء الملكوت اي ابناء النور، والنور هو رمز حالة السعادة لانه يعكس وجه الله الذي هو النور الحقيقي”.
وتحدث عن “مسيرة القديس شربل الإيمانية وذكرى دخوله المحبسة ليكون ناسكا”، فقال: “هي مسيرة طويلة ومن التقوى ومع النور بدأها منذ صغره وتابعها بإيمان صلب يوم دخوله المحبسة وما يزال بنعمة الرب يسير على هداها، وقد تجلت في حياته في عدة مراحل وبعد مماته بعجائبه المتعددة التي ظهرت للعلن في ضوء الهامات الروح القدس حيث عبر عن رغبته بالترهب فقصد الدير ودخل الرهبانية المارونية ونذر نفسه فيها العفة والطاعة والفقر، وكان صوت الرب يدعوه إلى المزيد من التجرد والامات والتضحية ما جعله يطلب أن يكون حبيسا متنسكا”.
اضاف: “كانت كل أفكاره ورغباته مستوحاة من صوت الرب والروح القدس ونور الانجيل وكان هذا النور في مسيرته مخفيا إلى أن ظهر للعلن يوم اشعل الرب بقوته ذاك السراج الذي كان إشارة إلى رؤسائه، للسماح له بمتابعة مسيرة دعوته الى التنسك، وكان لنور السراج الذي اضيء بطريقة عجيبة بقوة الروح القدس علامة له أيضا، لكي يحتفظ ويتمسك بهذا النور في حياته والمحافظة عليه كي لا ينطفىء مقاوما تجارب الشرير والصعاب التي كان يكافح ضدها بالصوم”.