أثار إعلان تقديس خوسيه غريغوريو هرنانديز سيسنيروس المرتقب، بموجب مرسوم وقّعه البابا فرنسيس في 25 شباط 2025، موجة من الفرح والامتنان في فنزويلا . ويُعرف هرنانديز بلقب “طبيب الفقراء”، وقد توفي بعدما صدمته سيارة في كاراكاس عام 1919، وهو شخصية تحظى بتقدير كبير في البلاد، متجاوزًا كلّ الانقسامات. وسيصبح هذا العلماني أول قديس في تاريخ فنزويلا.
حدث تاريخي طال انتظاره
في بيان صدر بعد ساعات من الإعلان عن المرسوم في روما، عبّر المطران راؤول بيورد كاستيو، رئيس أساقفة كاراكاس، عن سعادته قائلاً: “هذا الحدث التاريخي، الذي لطالما انتظره الشعب الفنزويلّي، هو اعتراف بالحياة النموذجية والفضائل البطولية لرجل كرّس حياته لتخفيف معاناة البشر، ونقل رسالة حب وأمل”.
شخصية وطنية بارزة
يؤكد الأب جورج إنجل، وهو مبشر فرنسي خدم طويلًا في رعية كاراكاس، أنّ الدكتور هرنانديز يُعدّ شخصية لا غنى عنها بالنسبة إلى الشعب الفنزويلي، سواء للمؤمنين أو غير المؤمنين. قبل أن يترك بصمته الروحية في البلاد، كان معترفًا به علميًا كواحد من أبرز المتخصصين في علم البكتيريا عالميًا، وهو من أدخل استخدام المجهر في فنزويلا وأسّس أكاديمية الطب في كاراكاس.
ويضيف الأب إنجل: “لم يكن الشعب الفنزويلي بحاجة إلى حكم الكنيسة ليُظهر تقديره لهرنانديز، فقد احتشدت أعداد هائلة لحضور جنازته، وكان الجميع يشيد بقربه من الفقراء والمهمشين، تمامًا كما يدعو البابا فرنسيس”.
نموذج للتفاني الشخصي والخدمة
تم تطويب خوسيه غريغوريو هرنانديز في 30 نيسان 2021 في كاراكاس، وقبل هذا الحدث بأيام، أرسل البابا فرنسيس رسالة فيديو مطولة إلى الشعب الفنزويلي يشيد فيها بهذه الشخصية التي خدمت المسيح من خلال رعاية الفقراء.
وأوضح البابا حينها: “إحدى أبرز السمات وأكثرها إلهامًا في شخصية خوسيه غريغوريو هرنانديز كانت شهادته على التفاني الشخصي وخدمة المواطنين استوحاها من المثال الذي قدّمه المسيح خلال العشاء الأخير، عندما بدأ بغسل أرجل التلاميذ. كما دعا البابا المؤمنين إلى الاقتداء بالمطوَّب لتحقيق المصالحة في البلاد.
إجماع وطني حول شخصيته
يذكر الأب جورج إنجل أن هرنانديز يحظى بتقدير حتى في التقاليد الدينية الشعبية، موضحًا: “في فنزويلا، هناك العديد من الطقوس الروحية التي تُعرف بـ”السانتيروس”، وفي هذه الطقوس يتم استدعاء خوسيه غريغوريو هرنانديز. لقد كان رجلًا بسيطًا وطيبًا، استطاع من خلال تميزه العلمي وقربه من الفقراء أن يحقق إجماع الجميع حول شخصه، سواء كانوا مؤمنين أم لا”.
إرث خالد في خدمة الفقراء
كان هرنانديز عضوًا في رهبنة مار فرنسيس الثالثة، وتوفي بالقرب من صيدلية بعد أن اشترى أدوية لامرأة فقيرة. وفي العام 2023، خصّص البابا فرنسيس إحدى لقاءاته العامة للحديث عن الغيرة الرسولية، مسلطًا الضوء على حياة هذا العلماني الفنزويلي، وداعيًا المؤمنين إلى اتباع نهجه في العطاء.
“كان طبيبًا، رجلًا من عامة الناس، مدفوعًا بروح الغيرة الرسولية ليعيش حياته في القيام بأعمال الخير والرحمة”.
علمانيّ يصبح أوّل قديس في تاريخ فنزويلا
