كانت الخدمة باعتبارها السلطة الأخلاقية للأسقف محور عظة أمين دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية المطران بول ريتشار غالاغير مترئسا قداسا إلهيا في الفلبين مع أساقفة البلاد.
ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية المطران بول ريتشار غالاغير الخميس ٤ تموز يوليو، وفي إطار زيارته إلى الفلبين، قداسا إلهيا في مزار التجلي في ملايبالاي بوكيدنون وذلك مع أساقفة مجلس أساقفة الفلبين. وانطلق في عظته من قراءة اليوم من إنجيل القديس متى الذي يحدثنا عن شفاء يسوع للمُقعد. وتوقف أمين السر عند إيمان مَن أتوا بالمُقعد إلى يسوع، هذا الإيمان الذي جعل يسوع يقول “غُفرت لك خطاياك”. ثم ذكَّر المطران غالاغير بكلمات يسوع إلى الكتبة الذين اعتبروه يجدف “فأَيُّما أَيسَر؟ أَن يُقال: غُفِرَت لَكَ خَطاياك، أَم أَن يُقال: قُمْ فَامشِ؟ لِكَي تَعلَموا أَنَّ ابنَ الإِنسانِ لَه في الأَرضِ سُلطانٌ يَغْفِرُ بِه الخَطايا”. وقال يسوع للمقعد: “قُمْ فَاحْمِلْ سَريرَكَ واذْهَبْ إِلى بَيتِكَ”، فقام ومضى بينما مجدت الجموع الله “الَّذي أَولى النَّاسَ مِثلَ هذا السُّلطان”.
تابع أمين السر متحدثا بالتالي عن فعلين ليسوع في هذا الحدث: مغفرة الخطايا والشفاء الجسدي، وأضاف أن الفعلين مترابطان ويجمعهما سلطان يسوع لعملهما. ثم تحدث عن أفعال الكهنة والأساقفة الأسرارية التي يتم القيام بها والتي محورها شخص يسوع كتعبير عن هذا السلطان، إلا أنه توقف عند ضرورة أن تمنح الكنيسة الكهنة والأساقفة هذه السلطة، وأوضح أمين السر أنه يتحدث بشكل خاص عن السلطة الأخلاقية لا القانونية. وأضاف المطران غالاغير أن السيامة تمنحنا ككهنة وأساقفة سلطات إلا أن كيفية ممارستنا لها تساهم في سلطتنا الأخلاقية كرعاة. وذكَّر هنا بكلمات البابا فرنسيس في عظته في ١٧ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢١ حين قال للأساقفة إن سيامتهم تعني الخدمة، فهذه هي دعوتهم والتي بالخدمة يعززونها ويصبحون رعاة حقيقيين. وعاد أمين السر مجددا إلى البابا فرنسيس وذلك في كلمته في ١٧ تشرين الأول أكتوبر ٢٠١٥ لمناسبة الذكرة الخمسين لتأسيس سينودس الأساقفة حين شدد على ان السلطة الوحيدة لتلاميذ يسوع أمس واليوم ودائما هي سلطة الخدمة. وواصل أمين السر قائلا للأساقفة إن الكهنة والشعب حين يرون ويختبرون روح الخدمة لدينا سيثقون فينا.
وأراد المطران غالاغير في عظته لفت الأنظار من جهة أخرى إلى أن قيادة الخدمة هذه لا تعني المحدودية أو الصمت أو المشاركة أمام الظلم والشر. وتحدث في هذا السياق عن أوقات يكون فيها على الأساقفة استخدام سلطتهم لمواجهة سلطة قوى العالم حسبما ذكر. وأعطى هنا مثلا القديس أوسكار روميرو وكثيرين غيره من الشهداء في تاريخ الكنيسة. كما وأراد أمين السر التذكير بالبابا القديس يوحنا بولس الثاني وما كان له من سلطة أخلاقية حسبما ذكر. وأضاف أن شهادة البابا القديس لقيمة الشخص البشري، وتعليمه حول الحرية الحقيقية كانا من العوامل الحاسمة للتغيرات التي شهدتها أوروبا الشرقية ما بين عامي ١٩٨٩ و١٩٩١. وختم المطران غالاغير مشددا على أن سلطة الأسقف الأخلاقية تمارَس دائما في المحبة.