عظة البطريرك الراعي في ذكرى ٢٥ سنة لوجود الرهبانية الانطونية المارونية في Villa Serenella.

روما – ايطاليا، السبت ٢٥ ايار ٢٠٢٤
“يشبه رجلا بنى بيته على الصخر.”
(مت ٧: ٢٤-٢٧)
أخي صاحب السيادة، قدس الرئيس العام والرؤساء العامين والآباء، سعادة سفيري لبنان لدى الفاتيكان ولدى الدولة الإيطالية.
أيها الإخوة والأخوات الأحباء،
كلام الله هو كلام لا يمكن أن نسمعه بالأذن وينتهي، بل هو كلام يقتضي منا أن نسمعه ونعمل بموجبه. وبذلك نشبه رجلا عاقلا بنى بيته على الصخر. فعندما عصفت الرياح من كل نوح وضربت ذاك البيت لم يسقط لأنه مبني على الصخر. أما من يسمع كلامي ولا يعمل به يشبه رجلا بنى بيته على رمل. فما إن هطلت المياه وضربت ذاك البيت سقط. وكان سقوطه عظيما.
أتكلم بهذا ونحن نعيش اليوم صعوبات كثيرة. منها صعوباتنا في لبنان. أمّا أن نسمع كلام الله ونؤمن به ونجعله قوة نبني عليها حياتنا، وهذا هو المقصود وهذا هو المطلوب لكي نستمر على الرغم مما نعيش في لبنان من صعوبات لكي نتمكن من الوقوف. ونحن نؤمن نحن نؤمن أن الله يسمع ويرى وينقذ شعبنا المؤمن بكلامه الذي يحمل هذا الكلام ويبنيه على صخر. يسعدنا اليوم، أن نعيش مع الأباء الأنطونيين، قدس الرئيس العام والأباء هذه الفترة الجميلة، يوبيل خمس وعشرين سنة على حضورهم في فيلا سيرينيلا في المعهد والدير مار إشعياء النبي حيث هم اليوم.
إنها مناسبة لنقدم لهم التهاني لأنهم بهذا الدير يعيشون جمال سماع كلام الله والعمل به. يعيشون جمال كلام الله بالفضائل والصفات الإنجيلية. وكل ما يؤثر على مسيرة حياتهم، ويجعل منهم كهنة وآباء يحملون مسؤولية كلام الله إذ يعيشونه في حياتهم. ونحن في لبنان نتطلع هكذا إلى شعبنا المؤمن الذي يؤمن بدور كلام الله. وإنما يبين لنا أكثر فأكثر أن في لبنان شعب مؤمن. شعب يؤمن بكلام الله، شعب يعيش كلام الله. ولذلك نستطيع أن نقول لا خوف على لبنان من أي جهة كانت.
أكيد أكيد سيأتي يوم وهو آتٍ، أن الله سيسمع وينظر إلى الذين يسمعون كلامه ويعملون به. والسماء تحدثنا في هذه الأيام، تحدثنا بالطوباوي الجديد، الطوباوي البطريرك العظيم البطريرك الكبير اسطفانوس الدويهي الذي، في الثاني من آب المقبل، يرفع على المذابح طوباويا بين الطوباويين، وكذلك الإخوة المسابكيين الثلاثة الذين سيرفعهم قداسة البابا في السنة المقبلة قديسين بين قديسي السماء. هي السماء تحدثنا مرة ثانية وثالثة لتؤكد لنا أن شعبنا لن يسقط لأنه يبني بيته على صخرة، لا على الرمل. فلهذا نحن ننظر بكثير من الرجاء إلى ما يجري في لبنان.
أقول هذا الكلام ونحن في فرحة عيد، في فرحة يوبيل خمسة وعشرين سنة على الحضور الأنطوني في مقربة من هذا المكان. في هذا الدير والمعهد فيلا سيرينيلا. إلا أنني أقدم التهاني لقدس الأب العام والآباء المدبرين وكل أبناء الرهبنة ولرئيس الدير الأب يوسف شديد وجمهور أباء هذا الدير، لأقول لهم أنكم تبنون هنا في نفوسكم بيت الله الذي يقول عنه القديس بولس في رسالته التي سمعناها يقول إنكم هيكل الله من يهدم هيكل الله الله يهدمه.
أنتم لا تهدمون بيت الله الذي هو انتم بل انتم تحافظون على هذا البيت الذي هو انتم.
مع هذه التهاني ارفع صلاتي معكم اليوم صلاةً نلتمس فيها من الله بشفاعة أمنا مريم العذراء وبشفاعة المعلم الإلهي شفيع هذه الكنيسة لكي يبارك سنة اليوبيل هذه، يباركها ويجعلها لكل أبناء الرهبانية وللكنيسة ولكل اصدقاء هذا البيت، سنة خير وبركة، بانتظار أن الرب يتدخل كيفما يريد وساعة يريد وعندما يريد لكنه يتدخل وينجي لبنان هذا الوطن الذي أصوات السماء ما زالت تتحدث فوق اصواتنا.
فنرفع المجد والشكر للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس الآن والى الأبد آمين.