عبود في احتفال اقاليم كاريتاس الاربعة بقداسها السنوي: كاريتاس لا تعمل من اجل بطن الانسان فقط بل ليعيش في المحبة

احتفلت اقاليم كاريتاس الاربعة، صيدا وجزين والشوف الساحلي والشوف الأعلى، بالقداس السنوي تزامناً مع عيد القديس شربل في مقام القديس شربل في دير القمر، تحت شعار “مجاهدين معاً بنفس واحدة لإيمان الانجيل”، ترأسه رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، وعاونه منسق جهاز الاقاليم الاب رولان مراد، خادم رعية سيدة التلّة ومرشد اقليم الشوف الاعلى الاب الرئيس جوزيف ابي عون ومعاونه الاب شربل عيد، مرشد اقليم جزين الخوري الياس بو راشد وخادم رعيتي المختارة وعين زحلتا الأب ايلي كيوان، في حضور الوزير السابق ناجي البستاني، رئيس اقليم اخويات لبنان في الشوف كميل طانيوس، نائب رئيس بلدية الدامور انطوان بو نصر، نائب رئيس كاريتاس الدكتور نيقولا الحجار، امين المال العام نديم نادر وعقيلته، المدير التنفيذي جيلبير زوين، المنسق العام لشبيبة كاريتاس الدكتور بيتر محفوظ، الى رؤساء الاقاليم الاربعة: رئيسة اقليم الشوف الاعلى الدكتورة سليمى بستاني، رئيس اقليم صيدا الدكتور الياس خطار، رئيس اقليم جزين المحامي أنطوان بو راشد، ورئيسة اقليم الشوف الساحلي جوسلين مطر واعضاء هيئة المكتب والمتطوعين والشبيبة في الاقاليم الاربعة وعائلات اعضاء الاقاليم الاربعة ومثلين عن الجمعيات واهالي المنطقة.
الاب عبود
في عظته تحدث الاب عبود عن المناسبة التي تجمع عائلة كاريتاس، فقال: “نحتفل اليوم في هذا القداس لمناسبة عيد القديس شربل في هذا المزار التابع لرابطة كاريتاس لبنان، وقد جئتم اليوم إلى هنا لان روح الله موجودة فيكم وهو الذي دفعهم لترك بيوتكم وراحتكم المجيء. اليوم كنائس مار شربل من عنايا إلى بقاعكفرا الى كل الكنائس لم تعد تتسع للمؤمنين كما في كنائس مار شربل في كل العالم، فما هو سر هذا القديس وما هو سر الشاب يوسف مخلوف الذي ولد يتيم الاب من بقاعكفرا وتحدّى الفقر ومارس حياته الايمانية وترك قريته ليترهب في عنايا ؟ ما سر هذا الراهب الذي أخذ اسم شربل وهو اسم قديس كان يعيش داخل الدير موضوع سراج المياه واعطى النور؟ ما سر هذا القديس الذي ترك كل شيء وعاش في المحبسة متقشفا ومات وهو يحمل القربان المقدس؟ سره هو سر الله الذي ما زال يسأل عن الإيمان وسر حضور الله في العالم، لذلك نقول اليوم أن الله حاضر وهو يتمجد في قديسة”.
اضاف: “لمن يسأل عما إذا كان هناك سماء وحياة أخرى، نقول له نعم الإنجيل يدلّك، وقد سمعنا اليوم في الإنجيل أن هناك حياة أبدية والله حاضر، وكل شخص يقوم بتحضير سماءه على الارض، نحن نصدق انجلينا واذا كان نريد علامات حسية فلنتطلع إلى حياة القديس شربل وحياة كل القديسين، مار شربل الذي انطبعت حياته في كل العالم وصار لبنان عنوانا لمار شربل، وعندما لا يعرفون لبنان نقول لهم نحن من بلد القديس شربل، ما سر هذا الشخص الذي انتقل من عنايا إلى كل الدنيا رغم انه لم يكن يعرف ذلك. أن حضور القديس شربل مرتبط بسر حضوره مع الله ،لكننا لا نستطيع أن نشترك في القداس ونحتفل بعيد مار شربل دون أن نحمل معنا زوادة لنكبر جسديا ونتقدم فكريا وثقافيا، والأهم روحيا. وهذا ما يدعونا للقداسة”.
وتابع: “بعد لحظات سنقول الاقداس للقديسين بالكمال والنقاوة والطهارة فمن سيتقدم للمناولة؟ مار شربل تناول أكثر من مرة وشبع من القربان إضافة الى القديسة ريتا ،هؤلاء لن يتناولوا نحن من سيتناول القربان ،بالكامل لأننا كلنا مدعوون له للنقاوة، لتطهير القلوب ولنطلب من الله ان يقدسنا ولولا ذلك لما كنا موجودون هنا، ما يجمعنا بالقديس شربل عناصر كثيرة، بداية ما جمعنا به هو الصلاة والله (انا هو أقرب الهك لا يكن لك اله غيري)، كل إنسان عليه أن يسأل، هل الله هو الإله الحقيقي ام اني ما زلت اؤيد أشخاصا معينين أو الحق أشياء معينة؟ الحياة سوف تنتهي وسوف نرى وجه الله ،علينا أن نتحضر ومن يعيش مع الله على الارض سوف يذهب إليه ومن يرفضه هنا سوف يرفضه هناك، هنا السماء وهنا جهنم، القديسون تغذوا بالقربان ،نحن لدينا سياراتنا والكنائس منتشرة في كل مكان ونستطيع الوصول إليها في أي لحظة”.
واردف: “يسأل البعض هل الغياب عن القداس خطيئة؟ نحن نقول بالطبع خطيئة، هذه خسارة بإمكانك أن تتناول جسد المسيح لتدخل السماء إلى قلبك وبيتك وعائلتك فهل ما تقوم به أهم من الكنيسة والقربان؟ مار شربل ومعه كل القديسين كان عندهم اكراما لمريم العذراء، هذا ليس اكسسوار في إيماننا المسيحي بل هو من صلب إيماننا المسيحي فمريم هي من يحمينا وعلينا أن نحبها كما أحبها يسوع، شربل والقديسين جعلوا من الإنجيل دستور حياتهم، نحن حياتنا اسهل وكل الإنجيل يصلنا عبر الهاتف ورغم ذلك نرفض، فكيف سنرى وجه الله يوما؟ اكيد بكل خجل لأننا لم نقرأ الانجيل،كلمة الله تشبعنا، والقديسون علامة لنا ليقولوا لنا أن بإستطاعتنا أن نتقدس كلُّ من موقعه، والقديسون مختلفون بظروفهم، والمسيح قال “في بيت أبي منازل كثيرة” والكل يستطيع الوصول عبر من قال (انا هو الطريق والحق والحياة، لا أحد يأتي إلى الآب إلا بي)،طريقنا هو الصليب المقدس الذي يعطينا القوة وقد مات من اجله الكثير من الشهداء وارضنا مروية بدمائهم”.
وختم مشيرا الى أن “الذين خسروا حياتهم الأرضية لان لديهم هويتهم المسيحية، وسمعوا صوت الرب يقول لهم: (تعالوا الى الملكوت المعد الممكن إنشاء العالم، فقد كنتم أمنيين على القليل كونوا أمنيين على الكثير)، وهذا ما يجمعنا اليوم، فشكرا لكل من حضر هذا اللقاء الذي لن ينتهي هنا، فكل منا لديه حياته وإيمانه وشكرا لمعالي الوزير ولكل المحسنين ولكل من يعيش من كلمة الله، من هنا فإن كاريتاس المنتشرة في كل العالم لا تعمل من اجل بطن الإنسان فقط بل ليعيش الإنسان في المحبة والله محبة”.
وفي ختام القداس تبادل المشاركون المعايدة وكوكتيل بالمناسبة.