احتفل اقليم “كاريتاس لبنان” الثاني – بعبدا بالقداس السنوي في كنيسة مار عبدا وفوقا في البلدة. ترأس الذبيحة الالهية رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبود، عاونه منسق الاقاليم الاب رولان مراد وخادم الرعية الخوري دانيال الخوري.
حضر القداس النائب آلان عون، رئيس وأعضاء مكتب الإقليم المتطوعون والشبيبة، المدير التنفيذي جيلبير زوين، رئيسة اقليم بعبدا الاول السيدة فاديا البراكس وأعضاء الإقليم، بالاضافة الى ممثلين عن جمعيات محلية وحشد من المؤمنين.
وألقى رئيس الاقليم الدكتور شربل بطرس كلمة رحب فيها بالحضور وشكر الرب على هذا اللقاء مع الاصدقاء المليء بالفرح، وطلب من الرب أن يغفر خطايا الجميع التي اقترفت بمعرفة أو بغير معرفة. وإذ طلب ايضا من الرب أن يمد يده لمساعدة الجميع من محتاجين ومن فقراء الجسد والروح ، وشكره على كل نعمه.
بعد الإنجيل، ألقى الاب ميشال عبود عظة شكر فيها الخوري دانيال لاستقبال رابطة كاريتاس لبنان مع إقليم بعبدا الثاني، وكل الاشخاص في الرعية للصلاة من أجل المحسنين والمحتاجين والأشخاص الذين يشكلون جزءا من رسالة كاريتاس قال :”نحن نتأمل في إنجيل أحد الأعمى الذي وضعته الكنيسة، نكتشف أن الله يتحدث معنا، وعندما تنزرع كلمة الله في قلوبنا لا يستطيع الإنسان الا أن يتغير اذا اخذ هذه الكلمة على محمل الجد على أنها كلمة الله له، يخبرنا الإنجيل أن يسوع خرج من أريحا التي تعتبر أخفض منطقة في العالم، في الأراضي المقدسة هناك 365 مترا تحت سطح البحر، ما يعني أنها أخفض نقطة في العالم وهذا يجعلنا نسأل لماذا تجسد الله على هذه الأرض وليس في كندا أو في أوستراليا أو في أوروبا، هذا ما دعا البابا يوحنا بولس الثاني ليقول أن المسيح أتى إلى أكثر نقطة انخفاضا في الارض ليرفع الإنسان إلى أعلى السماوات ، أن لدى يسوع شعبيته ومنهم ما هو مميز كالرسل الثاني عشر الذين تركوا كل شيء والأشخاص الذي أتوا اما ليأكلوا الخبز وإما نتيجة الحشرية وكل لديه أسبابه. اللافت أن يخبرنا عن شحاذ يدعى بلطيما والاسم مهم لأنه يدل على اهمية الشخص رغم كل العجقة في المكان الذي يكون فيه هذا الشخص ، عندما يبتعد تلامذة يسوع عنه ويعودوا ليبخبروه انهم طردوا الشياطين باسمه شفوا المرضى. قال لهم لا تفرحوا من أجل هذا كله، افرحوا لأن اسماءكم باتت مكتوبة في السماء وهذا يعني أن لديهم مكانا فيها، وهذا يعني أن علاقتنا مع الله هي علاقة خاصة وكل انسان يبني إخلاصه ضمن المجموعة التي تسمى الكنيسة.”
اضاف :” يخبرنا الإنجيل عن هذا الأعمى الذي كان شحاذا مما جعله يجلس على جانب الطريقه مهمشا وليس له أي مكان، لكنه استخدم نقاط قوة آخرى موجودة لديه، وهي سمعه حيث بدأ يصرخ عندما سمع يسوع الناصري ،كل انسان منا لديه نقاط ضعف لكن عليه أن يكتشف نقاط قوته ،لذلك نقول أن لا وجود لإنسان ضعيف، بل هناك إنسان يجهل موطن قوته فعندما يكتشف الإنسان هذه النقاط ينطلق، وهو ما يجعل البعض يتقدم والآخر يبقى في مكانه، وذلك لان من تقدم كان لديه من ساعده ليكتشف هذه الطاقات الذي اعطاهم الرب له، وهذا ما نعرفه في إنجيل الوزنات، لقد صرخ الأعمى بأعلى صوته يا يسوع ابن داوود ارحمني فأسكتوه من كانوا مع يسوع – تماما كما فعل التلامذة مع أطفال اورشليم – لأنهم خافوا عليه كما بعض الأشخاص في الكنيسة الذي يكونون السبب في أبعاد الناس، لكن الأعمى لم يتوقف بل زاد صراخه، وهذا ما يجب أن نعرفه أن هناك أصواتا كثيرة تحاول إسكات أصوات من يصلون وصوت الكنيسة وإنما العقبات لا تقف ابدا بوجه المؤمن للوصول إلى الرب الا اذا تكاسل وخاف كما بطرس عندما دعاه المسيح للسير بإتجاهه فوق الماء فغرق، الإنسان الذي يخاف من عجقة هذه الدنيا وقسوتها لا يستطيع أن يقترب من الله الذي قال لنا “اطلبوا تجدوا ،اقرعوا يفتح لكم”، هذا هو ايمان الاعمى ، وعندما سمع يسوع صوته وقف وقال لهم، ادعوه، قالوا للاعمى، ثق وانهض انه يدعوك، هذا ما كنا نقوم به خلال الحرب عندما نخاطب الجريح بالقول له(يلا ناطرين ولادك قوم)،هذا ما يجعل الضعيف يتقدم إلى الأمام، وهذا ما نسميه اليوم الطاقة الإيجابية، على عكس الأشخاص الذين يستعملون الطاقة السلبية ويترجمونها بعبارات سلبية وانتقادات دون أن يروا أي نقطة إيجابية، الإنسان الذي يتمتع بقوة إيجابية هو من يضعها في الآخرين لان كل شخص رغم ضعفه ورغم مشاكله لديه نقاط إيجابية ويجب أن نغذيها، يقول لنا الإنجيل طرح الأعمى رداءه بكل ما يحوي من اكل ومال ،فسأله يسوع ماذا تريد أن اصنع لك؟هذا السؤال غريب خصوصا وأن المسيح يعرف انه اعمى لكنه يعني ايضا أن الله لا يدخل إلى حياتنا الا بإرادتنا ليشجعنا على معرفة ما نريد وهذا من اصعب الامور خصوصا لدى الشباب، فالإنسان الذي يعرف ماذا يريد يكون قادرا على تحديد الأولويات والقيام بها بعيدا عن التفاصيل ،وهذا ما يترجم قول الاعمى ،اريد ان أبصر ولم يطلب أي شيء آخر رغم فقره، وكان أول شيء ابصره في العالم هو وجه يسوع ، وهذه هي الحياة ، نحن نعيش مع الله الذي يتجسد قربانة بين يدينا لكننا نذهب إلى السماء لنرى وجهه فالذي لا يتوق هنا بأن يرى وجه الله، لن يراه في السماء لكن بمجرد أن نجتمع ونصلي فهذا أكبر دليل بأنه موجود في حياتنا وأن لدينا هذا الشوق رغم كل الخطايا والضعف الذي قد يعني إيماننا وقلبنا، وأخيرا يقول له يسوع، ايمانك خلصك، وهنا نرى إرادة الإنسان ونعرف اننانحتاج إلى عنصرين لنرى النور وهما العيون ووجود النور، من هنا كانت نعمة الله للجميع لكن البعض يتجاوب معها وهو من يريد التقدم إلى الأمام وهو الأمر الذي يتحقق في إقليم بعبدا الثاني في كاريتاس والذي نشكر الله عليه ونشكر كل الخيرين بعد خمسين سنة على استمرارية كاريتاس وعطاءها رغم الحاجات المتزايدة لكن الله معنا كما كان في الخمسين سنة الماضية لذلك نشكر باسم كل الإدارة رئيس الاقليم شربل بطرس وكل أعضاء المكتب والمرشد الاب فادي صادر، وكل الأشخاص الذين يعطون للناس فرصة لعمل الخير لان من يعمل مع الله يبقى الله معه.”
بعد القداس كان لقاء في صالة الكنيسة مع التمنيات لرابطة كاريتاس لبنان ولإقليم بعبدا الثاني دوام الاستمرار في سبيل الوقوف بجانب الضعيف.