شبيبة الأبرشية رفعت الصلاة تحضيراً لخميس الجسد الإلهي

انطلقت ثلاثية صلوات خميس الجسد الإلهي في زحلة بلقاء صلاة جمع شبيبة الأبرشية في مقام سيدة زحلة والبقاع بحضور سيادة المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، خادم مقام سيدة زحلة والبقاع الأرشمندريت ايلي بو شعيا، مرشد الشبيبة الأب اومير عبيدي والآباء جاورجيوس شبوع وايلي البلعة، مدير عام وزارة الزراعة ورئيس لجنة التحضير لليوبيل المئوي الثاني لخميس الجسد المهندس لويس لحود، المهندس وسيم رياشي، رئيس دائرة زحلة في الضمان الإجتماعي الياس بخاش، اعضاء لجنة خميس الجسد وممثلون عن الجمعيات الكشفية في زحلة والصليب الأحمر اللبناني.
وتخلل اللقاء تأملات وترانيم خاصة وتلاوة الإنجيل المقدس فكلمة للأب اومير عبيدي تحدث فيها عن خميس الجسد الإلهي، وبعدها كان السجود للقربان المقدس ومباركة الشبيبة من سيادة المطران ابراهيم.
وفي ختام اللقاء توجه سيادة المطران ابراهيم بكلمة من القلب الى الشبيبة قال فيها :
” حضرة المدير العام لويس لحود، وكلكم يعرف المدير العام، فهو شاب مثلكم لكن هو في خدمة اعلى واكبر لهذا الوطن الحبيب لبنان.
قدس النائب العام والآباء الأحباء الذين يرافقونكم في هذه السهرة وفي العمل الرعوي، كلٌّ من رعيته ومركزه.
اغمضت عيني قليلاً وتساءلت ماذا سأقول للشبيبة؟ وقلت في نفسي سأجلس معهم وبقربهم وأفكّر مثلهم لكي ارى مدى وسع الأمل امامنا، ومدى انفتاح الأفق امامنا لكي نعيش حياتنا المسيحية دون انفصام، لأن مرض العصر في هذا العالم بين المسيحيين هو الإنفصام ! الإنفصام بين الإيمان الحقيقي والإيمان المزيف، بين الإيمان العميق وبين الإيمان الشعبي السطحي، بين الكلمة والعمل. لا تعتقدوا ان الشبيبة فقط تعاني من هذا الأمر، الرسل عانوا منه ايضاً. هذا الإنفصام ناتج عن عمق الرسالة المسيحية، عمق الرسالة التي قدمها لنا يسوع المسيح ابن الله المتجسد والتي هي اكبر بكثير من قياسنا كبشر ولا نستطيع ان نلمسها بسهولة. صحيح اننا نرتل ” انتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم هللويا” ولكن ما هو قياسنا وما هو قياس المسيح؟ نحن قياسنا بالسنتيمترات او بالميلليمترات او بالقياسات الميكروسكوبية امام الله الخالق كل شيء، الألف والياء. ما هو قياس السيد المسيح؟ وكيف نلبسه؟ اذا هو جعل نفسه على قياسنا وهذا معنى التجسد الحقيقي، لكن علينا ان نعرف كيف نصبح على قياسه ، علينا ان نكون مرتفعين ومتّسعين لهذا القياس الكبير الذي هو يسوع المسيح. هل نستطيع ان نعيش هذا الأمر بصدق وفرح؟ وليس بضحكة تسرقنا من الواقع، لأن الواقع احيانا مختلف عن الضحكة التي نستعملها احياناً للهروب من الواقع الصعب الذي نعيشه ، وليس مصادفة اننا نعيش في بلد صعب.”
واضاف” عندما اغمضت عيني سألت كيف يرى الشباب الغد؟ انا في مرحلة من المراحل جلست مكانكم، وفي مرحلة من المراحل كان هناك اشخاص قبلي جلسوا مكاننا، هناك قديسون جلسوا مكاننا، واليوم هناك قديس قدّم للعالم وهو كارلو اكوتيس، جلس مكانكم كان لديه همّ وتحدٍّ وضبابية في الرؤية لكن كان لديه ايمان ثابت لا يمكن ان تهزه الجبال ولا التجارب. محظوظ هو من يحصل على هذا الإيمان، فلا يعود هناك اي شيء يستطيع ان يتغلب عليه، لذلك خلال فترة الصوم كنا نرتّل ” ان الله معنا فاعلموا ايها الأمم وانهزموا”، اعلمي ايتها التجارب والخطايا واعلم ايها الشك الذي يجوب افكارنا ويحتلّنا احياناً، اعلموا كلكم ان الله معنا فليس احد علينا، وفي الترنيمة نقول ” اعلموا ايها الأمم وانهزموا” لأنه اذا لم يهزموا فهذا يعني انني انا هُزمت ونحن لم نوجد لكي ننهزم، نحن وجدنا لكي ننتصر.
قبل كارلو اكوتيس كثر جلسوا مكاننا، مكان الصبايا اللواتي هن من ارض مريم ومن قماشة مريم. هي جلست مكانكم وفجأة اتاها ملاك يقول لها اشياء لا تفهم انه منها سيولد ابن العلي، ما هذه البشرى الرهيبة؟ لكن مريم قالت نعم، لأنه كان لديها بساطة الإيمان الذي هو كل القوة. عندما يصبح الإيمان معقداً وعلمياً ومختبرياً، لا يعود قوياً، لكن الإيمان الحقيقي هو ايمان البساطة، ايمان التواضع، وهذا ما يلزم ان يتحلى به اي شاب او صبية في ايامنا.”
وتابع” يوحنا الحبيب جلس مكاننا، كان شاباً واقفاً امام الصليب محتاراً، ان الشخص الذي احبه مصلوب امامه! كان يعتقده الله الكلي القدرة، كيف صُلب؟ لكن يسوع بقي يؤمن بيوحنا وقال له ” يا يوحنا هذه امك” وقال لمريم ” هذا ابنك”، وهو يقولها لنا كل يوم ويوصينا بالوصايا الجميلة بأننا مؤتمنين على كل شيء جميل اعطانا اياه.
يوحنا المعمدان جلس مكاننا ايضاً، هو الذي وقف امام هيرودس الملك وتحداه بالحق لأنه صاحب ضمير. شبابنا اليوم يتحدّون بالحق والضمير عندما يكون هناك مساومة على الحقيقة، على الأخلاق، على دعوتنا وحضور الله في حياتنا؟ نحن نتناول القربان المقدس، ونحن مقبلون على الإحتفال بخميس الجسد الإلهي، الذي يعطى لنا خبزاً سماوياً. وعندما نتناول نعترف بأن يسوع يقول لنا، اصير معكم جسداً واحداً وروحاً واحداً، ومن خلال كل اسرار الكنيسة يعطينا الرب ان نتّحد به ونصير جزءاً منه ويصير هو لنا بكلّيته.”
واردف سيادته” هذا هو الرب يسوع الذي يلمس الشباب بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يعيشونها. تساءلت بماذا يفكر شبابنا اليوم؟ وكان الجواب الهجرة! الأخبار كلها سيئة. على فكرة انا اوقفت متابعة الأخبار لكي لا يتلوث فكري او قلبي. وسائل الإعلام لدينا موجودة فقط لنشر التلوث على انواعه: الفكري والأخلاقي والسياسي وكل انواع التلوث. انا لبست الدرع الواقي، درع الإيمان لأحمي نفسي. على الشباب ان يحموا انفسهم.
وتساءلت ايضاَ بماذا يحلم شبابنا ؟ بالهجرة؟ ماذا قال يسوع للتلاميذ؟ قال لهم ” اذهبوا وبشروا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس” . لم يهاجر اي منهم للعمل وجني الأموال واكتساب شهرة. جميعهم هاجروا للتبشير.
الأرض هي ملك كل الناس وبلد كل الناس، الحدود التي توضع بين البلدان هي من صنع الناس وليس من صنع الرب، لذلك قال يسوع لتلاميذه ” اذهبوا وتلمذوا كل الأمم ” .
في هذه الأبرشية هناك شباب كثر منسيّون، والأبرشية في النهاية هي عائلة، ومهمة الشباب في رعية معينة تطال كل الشباب في الأبرشية، علينا دائماً ان يكون لدينا هذا الهم ان نكون شبيبة منفتحة على كل الرعايا وعلى كل الشباب المحتاجين لنا.”
وختم المطران ابراهيم ” اشكر سعادة المدير العام لويس لحود الذي قًبِل ان يكون قائدنا لهذه السنة وللسنة القادمة في خميس الجسد الذي نحتفل بيوبيله المئوي الثاني العام المقبل، وكما قال سعادته من نعم الله علينا ان نعيش هذا اليوبيل، كثيرون غيرنا تمنوا ان يعيشوا هذه الفرحة. مئتا سنة مرّوا والتطواف بالجسد الإلهي لم يتوقف في زحلة، وعرف الزحليون كيف يحافظون على هذا التطواف على مدى 200 سنة. هل يا ترى سيلتقط شبابنا هذه الوديعة المقدسة ويحافظون عليها للأجيال القادمة؟ هذا السؤال اضعه بين يديكم وفي قلوبكم وافكاركم.
اشكر الآباء الذين رافقوكم في هذا اللقاء، واشكركم انتم بنوع خاص فرداً فرداً شباب وصبايا المسيح.”