عُقد مؤتمر صحفي عصر السبت في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي تحدّث فيه عميد دائرة الاتصالات، ورئيس لجنة الإعلام، باولو روفيني، للصحفيين عن الجمعية العامة الخامسة عشرة التي تميّزت كما قال “ببعض الشهادات القوية والعاطفية والعميقة، القادمة من أماكن الحرب أو المعاناة مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا والأمازون وغيرها” وأكّد روفيني أن هذه “الأصوات” قد لقيت استحسانًا أخويًا من قبل الجمعية بأكملها. كذلك تم تسليم تقارير حلقات الحوار المصغرّة الـ ٣٥ إلى الأمانة العامة – في نهاية الدورة الثانية عشرة – والتي تتعلّق بالقسم ب ٣ من وثيقة أداة العمل.
وفي المداخلات في القاعة، قال روفيني، تم تناول “مسألة تمييز علاقات صنع القرار في العلاقة بين السلطة والمسؤولية المشتركة” بشكل خاص. وقد أُشير إلى أن السينودسيّة “لا تلغي السلطة بل تضعها في سياقها”، وتمَّ التذكير بأن “هناك حاجة إلى السلطة” و”علينا ألا نخاف من البحث عن المناقشة أو الاختلاف”. وأُطلقت الدعوة إلى المضيِّ في الحوار، موكلين أنفسنا إلى الروح القدس الذي يحول أماكن القتال إلى أماكن عبور”. كذلك ذكر روفيني أن الأولوية هي الاصغاء المتبادل للجميع، “بدءًا بالذين يعتقدون أنه لا يمكن قبولهم في الكنيسة أو الذين قيل لهم إنهم لا ينتمون إلى الكنيسة”، مثل، على سبيل المثال، “المهاجرون الذين ينتمون إلى ديانات أخرى”، الفقراء، أو الذين يتعرضون للتمييز، أو الأشخاص ذوي الإعاقة – الذين يمكنهم أن يعلِّموننا كيفية التواصل – أو السكان الأصليين. وبشكل خاص، فيما يتعلق بالأشخاص المثليين، ذكر عميد دائرة الاتصالات أنه تم التذكير بواجب الاستقبال و”رفض أي نوع من أنواع العنف ضدهم”. نقطة أخرى تم تناولها في المداخلات وهي “الشركة مع البابا”: حيث قيل إن كل من ليس في شركة أساسية مع بطرس هو “يجرح جسد المسيح الذي هو الكنيسة”. وخلص عميد دائرة الاتصالات، ورئيس لجنة الإعلام إلى القول إنَّ الشركة هي الرسالة الأفضل التي يمكننا أن نقدّمها في عالم عالق بين الاستقطاب وكراهية الأجانب والحرب.
بعدها تحدّثت شيلا بيريس، أمينة سرِّ لجنة الإعلام، لافتة إلى أنّه من بين المواضيع التي تمَّ تناولها هناك دور المرأة والمكرسات، مع إيلاء اهتمام خاص لإمكانية إسماع أصواتهن عند اتخاذ القرارات. وأوضحت بيريس أن موضوع الإكليروسيّة عاد مجدّدًا إلى محور التفكير من خلال التوصية بالتنشئة المستمرة التي تسمح أيضًا بمعالجة مسألة الانتهاكات. وتم تسليط الضوء على الحاجة إلى وجود هيكلية مناسبة لمكافحة الانتهاكات. وتم التعبير عن الشكر للبابا لأنه أدخل هيكلية جديدة للتعامل مع مأساة الانتهاكات. وتمَّ تسليط الضوء على أنّه من المهم تعزيز المبادرات على جميع المستويات من أجل حماية جميع الأشخاص، بالغين وأطفالا. موضوع آخر تم اقتراحه مجدّدًا في المداخلات وهو الرسالة في العصر الرقمي، والتي لا يجب أن يكون لها بعد افتراضي على الإطلاق لأنها تتعلّق مع الحياة الحقيقية للأشخاص. كذلك، خلصت أمينة سرِّ لجنة الإعلام إلى القول إن هناك نقطة مشتركة في المداخلات في القاعة تتعلق بإعادة تأكيد رسالة الكنيسة في خدمة الفقراء، في الوعي بأن الرب سوف يحاسبنا على الطريقة التي أحببنا بها الصغار وليس على المعرفة المتراكمة لدينا.
بعدها تحدّث الكاردينال اليسوعي بيدرو ريكاردو باريتو خيمينو، رئيس أساقفة هوانكايو ورئيس المجلس الكنسي في الأمازون، وذكّر أنّه قد تمَّ إعداد هذا السينودس لمدة عامين، أولاً في الرعايا ثم في الأبرشيات، ثم على المستوى الوطني وبعدها على المستوى القاري”. وقال نحن لا نخترع شيئًا ولكننا نجمع ما قاله الروح القدس للكنيسة. ثم أشاد باريتو بفرصة “جمع الخبرات المعاشة، وإنما أيضًا بعيش خبرة الكنيسة الجامعة بطريقة صغيرة: تنوع الأجناس والثقافات واللغات، التي تتّحدُ جميعها في روح واحد، هذا الروح الذي مصدره الثالوث الأقدس. وقال إن الله هو شركة ورسالة ومشاركة: لذلك فإن هذه الخبرة السينودسية تفتحنا على أفق التنوع في وحدة الله. وختم بتفاؤل بأن “الكنيسة، وسط الصعوبات التي تواجهها، داخليًا وخارجيًا، تنطلق في مسيرة لكي تخدم المسيح والبشريّة فقط”.
كذلك تحدث المطران فرانز جوزيف أوفربيك، أسقف إيسن، عن خبرة المسار السينودسي للكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا، والتي بدأت عام ٢٠١٨ وانتهت العام الماضي. وقال: “إنَّ السبب الذي دفعنا إلى بدء هذه الرحلة هو العدد الكبير من حالات الانتهاكات التي تم اكتشافها في البلاد”. وقال الأسقف إن “طريق التوبة والتجديد” هذا يستلزم الحاجة إلى “فحص عمل الكنيسة من خلال انتقاد ذاتي، ووضع إصبعنا على الجرح، والسؤال عن التغييرات الملحة لتجديد الحياة الكنسية”. تم اختيار أربعة مجالات للتَّأمُّل: السلطة، والكهنوت، ودور المرأة، والأخلاق الجنسية. وقد تم الترويج لخمس مؤتمرات في فرانكفورت للتعمُّق في هذه المواضيع وتقديم قائمة بالأشياء التي يجب تحقيقها. ويمكن الاضطلاع على النتائج في سلسلة من الأوراق التي نشرها مجلس أساقفة ألمانيا. “وبهذه الطريقة اخترنا أسلوبًا للعمل كان بالنسبة لنا أسلوبًا جديدًا للعيش معًا، كنوع من السينودسية تقريبًا التي نعيشها على مستوى الكنيسة الألمانية”، وأوضح أن “هذه ليست قرارات سينودسيّة مُلزمة قانونيًّا”، على الرغم من أنّه ولمنحها ثقلاً أكبر، قد تقرَّر اعتماد فقط تلك التي صوت عليها ما لا يقل عن ثلثي الأساقفة. وأضاف: “لقد كانت هذه المسيرة على الدوام مرحلة لتعلم وممارسة السينودسية؛ لم يسِر كل شيء دائمًا بشكل جيد”، ولكننا في النهاية التزمنا “بتطوير مفهوم الجمعية الكنسية التي تواصل عمل الجمعيات السينودسية”.
بعدها تحدّث المطران جان مارك إيشين، أسقف غرونوبل فيين في فرنسا، عن خبرته في جنوب تولوز، في واقع هامشي يسمى “الأمازون الفرنسي”، باعتباره “إقليمًا يتسم بانتشار الفقر على نطاق واسع ولكنه يعزز البحث الروحي عن المسيح والإنجيل، وإذ تحدّث عن التحديات التي يواجهها شدد الأسقف على أن التحدي الرئيسي هو المسؤولية المشتركة. وفي هذا الصدد، قال “إن السينودس حول السينودسية يعني أن نتأمل معًا ونرى كيف يمكن للكنيسة أن تتبنى هذا المفهوم”، وتنتقل “من كنيسة تضم عددًا قليلاً من الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية المشتركة إلى كنيسة حيث يكون الجميع مسؤول بشكل مشترك عن إعلان المسيح”. كنيسة تكون حقًا جسد المسيح وحيث يعبِّر كلُّ فرد عن رأيه من أجل اتخاذ قرار نهائي يتعلّق الجميع. وأشار الأسقف إلى أن المسؤولية المشتركة تعني القيام “بخبرة سينودسية حقيقية”.
ثمَّ تحدّثت الأخت ماريا نيرماليني، الرئيسة العامة لراهبات الكرمل الرسولي ورئيسة اتحاد المكرسين في الهند. وشددت الراهبة، التي تشارك في العمل ضمن الاتحاد العالمي للرئيسات العامات، على القرب في الصلاة من أبناء وطنها المكرَّسين الذين يرافقونها في هذه “الخبرة الجميلة والمسيرة الرائعة” أي السينودس، حيث “يشارك كل من المشاركون، حتى دون أن يعرفوا بعضهم البعض وعلى الرغم من اختلاف الثقافات والأصول، خبراتهم وأفكارهم بحرية مع الكرادلة والأساقفة واللاهوتيين والمكرّسين والعلمانيين، مع شخص بسيط مثلي، دون خوف أو ضغط”.