ساكو: اليوم يتعرّف النّاس على يسوع من خلال محبّة الكنيسة لهم وتجرّدها وشفافيّتها

على رسالة يسوع والكنيسة ركّز بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو في عظة قدّاس عيد القدّيس يوحنّا المعمدان والأحد الأوّل من زمن الدّنح الّذي ترأّسه في كابيلا راهبات قلب يسوع الأقدس- عنكاوا، بمشاركة المطران باسيليوس يلدو والأب أفرام كليانا، بحضور الرّاهبات وتلاميذ المعهد الكهنوتيّ وحشد من المؤمنين.
وفي عظته قال البطريرك ساكو بحسب إعلام البطريركيّة: “اليوم يوافق عيد القدّيس يوحنّا المعمدان وهو الأحد الأوّل من زمن الدّنح.
يوحنا نبيٌّ على طريقة أنبياء العهد القديم كإشعيا وإرميا. نبيّ صارم في لباسه وطعامه وكلامه. كلامه مباشر يقول الحقيقة ولا يخاف، ولا يُساوم. يوحنّا يدعو إلى التّوبة والاهتداء لكي تكون للنّاس الحياة: “فأثمروا إذًا ثمرًا يدلّ على توبتكم” (لوقا 3/8): الثّمر يدلّ على سلوك الإنسان كلّه لا فقط على مظهره الخارجيّ. فسأله الجموع: “فماذا نعمل؟” فأجابهم: “من كان عنده قميصان، فليقسمهما بينه وبين من لا قميص له، ومن كان عنده طعام، فليعمل كذلك” (لوقا 3/10)، وسأله أيضًا بعض الجنود: “ونحن ماذا نعمل؟” فقال لهم: “لا تتحاملوا على أحد ولا تظلموا أحدًا و اقنعوا برواتبكم” (لوقا3/ 14)، أيّ لا تقتربوا من المال الحرام! ثمّ يشير الى يسوع. “هذا هو الّذي أشرت إليه، له ينبغي أن ينمو ولي أن أنقص” (يوحنّا 3/13).
أليس هذا ما يلزم أن يفعله كلّ رجل دين ومؤمن مسيحيّ؟
يختلف أسلوب يسوع عن يوحنّا، أسلوبه حليم ومنفتح يستقبل الجميع ويحبّهم ويخدمهم، ولا يقبل أن تكسر قصبة مرضوضة (متّى 12/ 20). يأمل في تغيير الإنسان حتّى الخاطئ لأنّ رحمة الله بلا شروط. في إنجيل اليوم لوقا (4: 14/ 30) يعلن يسوع رسميًّا عن برنامجه الكامل، وعن سنة مقبولة للرّبّ يجسّدها في شخصه!”.
“روح الرّبّ عليّ”. أيّ أنّ كلَّ مواهب الرّوح القدس ونعمِه أعطيت له بشكل غير محدود. هذه النّعم تُعطى لنا في المعموديّة، وفي كلّ مرّة نقتبل سرًّا من أسرار الكنيسة.
يسوع يبشّر كلّ المقهورين والمظلومين، أيّ كلّ الّذين جرّدت منهم كرامتهم: “أبشّر المساكين، وللمأسورين بالتّخلية، والعميان بالبصر، ومنكسري القلوب بالتّعزية”. أيّ التّطويبات الّتي أشار إليها الإنجيليّ متّى (فصل 5)، إنّه كلامٌ عكس الاتّجاه وغير معتاد، إنّه برنامج العهد الجديد جسّده يسوع في خدمته، والكنيسة والمسيحيّون مدعوّون لتجسيده في واقعهم ليخفّفوا عن الظّلم والجهل والفقر والمرض ومعالجة البطالة واحترام حرّيّة النّاس وكرامتهم.
إنّ البابا فرنسيس يؤكّد دومًا في خطاباته على إعطاء الأولويّة لمعالجة هذه الأوضاع البائسة بأعمال المحبّة والرّحمة.
سنة مقبولة، سنة يوبيل هي مشروع فسح المجال أمام الجميع لاستقبال النّعمة وتحقيق المصالحة والغفران والسّلام في جوّ من الأخوّة والمحبّة والعدالة والمساواة. سنة تتحوّل إلى عيد واحتفال. هذا هو مشروع الخلاص الّذي علينا جميعًا تحقيقه، كلّ من موقعه.
اليوم يتعرّف النّاس على يسوع من خلال محبّة الكنيسة لهم وتجرّدها وشفافيّتها”.