قام الزائر الرسولي على موارنة اوروبا المطران مارون ناصر الجميّل بزيارة رعوية ثانية إلى رعية مار شربل في برشلونة أسبانيا، يرافقه الخوري خادم الرعية عيد بوراشد لتفقد ابناء الرعية والإطلاع على اوضاعهم.
وكانت الزيارة مناسبة للقاء القنصل اللبناني الفخري خورخي زهر، والسيدتين جوزيان صادر وجولي عساف وجمهور المؤمنين الوافدين حديثا إلى هذه المدينة.
إلى ذلك، التقى المطران الجميّل والخوري بوراشد الكاردينال أوميّا في دار المطرانية، لأكثر من ساعة. ادّى خلالها المطران واجب الشكر وعرفان الجميل إلى رئيس أساقفة برشلونة وإلى فريق عمله على حسن ضيافة كنيسة كتالونيا لمؤمني الكنيسة المارونية الوافدين من المشرق العربي، ولجميع المؤمنين من سائر الطوائف والمذاهب المسيحية. إذ وضع تحت تصرفهم، كنيسة سيدة النصر الأثرية في وسط المدينة القديمة، في دير الآباء اليسوعيين، لاحتفالاتهم الدينية والاجتماعية.
وفي المناسبة، قدّمً المطران الجميّل الى الكاردينال نسخة من كتابه الفرنسي حول المبادلات الثقافية بين الموارنة وأوروبا.
ودار الحديث حول وضع الكنيسة المارونية في المًشرق العربي وفي العالم، في هذه الأيام الصعبة. وعن تاريخ العلاقات الثقافية العريقة بين الكنيسة المارونية وإسبانيا، منذ شارلكان، في القرن السادس عشر، ومع الأبوين ميخائيل الغزيري وبولس الهدّار، ودورهما في الاستشراق الإسباني، وفي فهرسة المخطوطات العربية في مكتبة الإسكوريال، في القرن الثامن عشر.
وثمّرَ المطران الجميّل العلاقة الكريمة التي قامت في القرن العشرين ، بين البطريرك أنطون عريضة والجنرال فرانكو، الذي وفّرَ للكنيسة المارونية مدرسة مار أفرام. ومِنَحاً للطلاب الإكليريكيين للدراسة في سلامانكا على غرار المدرسة المارونية في روما، هدفها الإنفتاح على المدى الأسباني وحضارته. هكذا تستطيع الكنيسة المارونية التواصل بسهولة مع شعبها المقيم في أميركا اللاتينية.
وتمنى إحياء هذه العلاقة من جديد، وخاصّة في ما يمكن أن تقدمه اليوم هذه الكنيسة المشرقية المتملكة من اللغة السريانية والعربية إلى كنيسة برشلونة من خبرات رعوية وحضارية تساعد على الحوار بين الأديان والطوائف.
كما القى الجميل محاضرة أمام الجالية اللبنانية حول موضوع : الهجرة نعمة أم نقمة؟ عن مساوئ الهجرة وفوائدها من جوانب مختلفة.
و اختتم الجميل الجولة بقداس في كنيسة سيدة النصر عاونه فيه الخوري بو راشد وألقى عظة باللغتين العربية والإسبانية ركز فيها على خدمة للمؤمنين، وضرورة مشاركتهم في ذبيحة الشكر .
وبعد القداس التقى المؤمنين شبيبة وعائلات حول غداء مشترك في إحدى حدائق المدينة .
بعدها غادر المطران الجميّل إلى بيروت عن طريق مدريد للمشاركة في مجمع الأساقفة المرتقب في حزيران من كل سنة.