وافت المنية يوم أمس الثلاثاء المونسينيور غويدو توديسكيني، الذي أسس مجموعة “راديو تيلي باشي”. وبصفته صحفي رافق البابا يوحنا بولس الثاني في زياراته الرسولية إلى مائة وأربعين دولة، موفراً التغطية التلفزيونية لتلك الزيارات.
الكاهن الإيطالي الراحل، من مواليد فيرونا عام ١٩٣٦ وأصبح كاهناً عام ١٩٦١. في العام ١٩٧٧ أسس “راديو باشي” وبعد سنتين قام بتأسيس المحطة التلفزيونية “تيلي باشي”. بدأ مشواره الكهنوتي كمدرّس في أحد المعاهد الإكليريكية، قبل أن يرسله الأسقف ليخدم في المخيمات الصيفية ثم في البيت الذي أصبح لاحقاً مقراً للمحطة الإذاعية والتلفزيونية الكاثوليكية.
وبدعوة من البابا يوحنا بولس الثاني قام بتأسيس مزار مريمي في منطقة شيرنا، على “تلة السلام”، مزار مكرس للعذراء نجمة الكرازة بالإنجيل. مما لا شك فيه أن حياة الأب غويدو تميزت بالعمل الدؤوب وكانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأعمال المحبة وبالكرازة بالإنجيل، عن طريق التواصل الذي قدمته للكنيسة مجموعة “راديو تيلي باشي”. وقد عُرف بنهجه المنفتح وبحواره مع المشاهدين من خلال الرسائل الكثيرة التي كانوا يرسلونها إليه.
في العام ١٩٨٥ بدأ يرافق البابا كارول فويتيوا في زياراته الرسولية، فزار حوالي مائة وأربعين بلداً حول العالم، وكان ينقل بصوته وقائع الزيارات والاحتفالات والفعاليات خلال تلك الزيارات. في العام ١٩٩٠ شاء يوحنا بولس الثاني أن يُفتح مقر لمحطة تيلي باشي في روما، وفي السنة نفسها تمكن الأب غويدو من تدشين مقر إذاعي وتلفزيوني آخر في أبرشية كيافاري، ثم تلاها فتح مقر في فاطمة بالبرتغال ومن بعدها في القدس.
وقد خدم الكاهن الإيطالي في السجون أيضا، لاسيما في الولايات المتحدة حيث توجه إلى سجون ولاية تكساس والتقى بالسجناء المحكومين بالإعدام. وكان في إيطاليا معرفاً لماركو فورلان، الشاب الذي أدين بارتكاب سلسلة من جرائم القتل. وكان مرشداً روحياً لبيترو مازو، الذي أقدم في العام ١٩٩١ على قتل والديه لأسباب مرتبطة بالإرث.
بعد نبأ موته أصدرت أبرشية فيرونا بياناً نُشر على موقعها الإلكتروني الرسمي، وصفت فيه الراحل بـ”صديق السلام” وأكد أن العناية الإلهية شاءت أن يرحل في عيد ميلاد القديس يوحنا من كالابريا، الذي أسس الجمعيتين الرهبانيتين لخدام وخادمات العناية الإلهية الفقراء.
ولم تقتصر التعازي على الأوساط الكنسية والدينية إذ صدر بيان عن رئيس مجلس النواب الإيطالي لورنزو فونتانا عبر من خلاله عن ألمه لرحيل الأب غويدو توديسكيني، الذي كان رمزاً تاريخياً للإعلام الكاثوليكي ومؤسساً لمجموعة “راديو تيلي باشي”، كما كتب فونتانا، مضيفا أن الراحل حمل – من خلال التزامه وشغفه – رسالة إيمان ورجاء إلى العديد من الأشخاص. وعبر رئيس مجلس النواب الإيطالي عن قربه من عائلة الراحل وأصدقائه وجميع العاملين في محطة تيلي باشي، معرباً عن ثقته بأن مثاله سيستمر في إنارة مسيرة أشخاص كثيرين.