جال رئيس جمعية وادي قنوبين في اوستراليا، الياس يوسف ملحم وعضو الجمعية ريمون بشارة في قريتهما الأم وادي قنوبين وفي سائر أنحاء الوادي المقدس والجوار. وقد التقيا بمختار القرية طوني خطار وبعدد من الأهالي مطلعين على أوضاع القرية العامة وسكانها، الذين يتابعون أنماط الحياة الفريدة فيها، التي كانت في أساس تصنيفها، مع الجوار، منظراً ثقافياً، في لائحة التراث العالمي سنة 1998. وزارا دير سيدة قنوبين، ومن هناك الى الكرسي البطريركي في الديمان حيث التقيا الوكيل البطريركي الخوري طوني الآغا.
وكان عرض لكيفية مضاعفة الإهتمام بقرية وادي قنوبين، والمحافظة على أبنائها، وتسهيل أعمال ترميم بيوت القرية، وتنفيذ مشروع تأهيل طريقها المقرر منذ سنوات. وقد أكد الخوري الآغا، أن توجيهات البطريرك الكردينال بشارة الراعي وموقفه واضح لجهة العناية برعية وادي قنوبين، وانعاش الحياة الروحية الرعوية فيها. وهذا ما بدأنا نلمسه ونراه محققاً، بخاصة لجهة ترميم البيوت، وتعزيز تواجد الأهالي في قريتهم. بعد ذلك كانت زيارة مكتبة الوادي المقدس، ومنها الى حديقة البطاركة وجولة فيها أيضاً، واطلاع على إنشاءاتها ومرافقها.
وفي نهاية الجولة قال ملحم: “نأتي، هذه المرّة، الى وادي قنوبين، قريتنا، بقرار مختلف يؤسس لمرحلة جديدة من تعاطينا مع واقع القرية. أما القرار فهو ترجمة التمسك بهويتنا وتاريخنا وجهاد آبائنا وأجدادنا الطويل، مع بطاركة وسائر آباء كنيستنا، الذين صنعوا تراثاً عظيماً هو مفخرة لكل اللبنانيين. أما ترجمة تمسكنا هذا فتقوم على جانبين متكاملين الأول ثقافي بحثي اعلامي، والثاني عمراني تنموي. فقد بدأنا باعداد عمل ثقافي شامل عن وادي قنوبين، قريتنا، جغرافية وتاريخاً وجماعة بشرية ومعالم عمرانية تراثية وحاجات ومطالب. وشاءت جمعيتنا في أستراليا انتاج هذا العمل باللغة الإنكليزية، مع العربية، ليطال شباب قنوبين المولودين في تلك البلاد، وفي غيرها من بلدان الإنتشار”.
أضاف: “أما الجانب العمراني التنموي فيتمثل بالسعي الى دعم خطة بقاء أهالي الوادي في قريتهم، من خلال ترميم بيوتهم وتطوير مواردهم المعيشية. وقد لمسنا من البطريركية تشجيعاً على هذا الموضوع، عملاً بتوجيهات أبينا البطريرك الراعي، الذي قال مراراً وتكراراً نريد رعية وادي قنوبين عامرة ككل الرعايا المارونية، ولا يجوز، تحت أي اعتبار، أن تفرغ من أهلها. ونحن نعمل بهذا التوجه، وسوف تكون لنا متابعة مع جميع المعنيين المهتمين لتحقيق هذا الهدف”.