خلال مشاركته في احتفال نُظم في سفارة إسرائيل لدى الكرسي الرسولي لمناسبة الذكرى السنوية السادسة والسبعين لاستقلال الدولة العبرية شاء أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، أن يسلط الضوء على نداءات البابا فرنسيس بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، داعياً إلى تعزيز التعاون من أجل التصدي لظاهرة معاداة السامية، ولفت إلى أن الكرسي لا يستطيع أن يبقى غير مبالٍ من الناحية الخلقية إزاء الرد العسكري القوي في غزة.
جاءت كلمات المسؤول الفاتيكاني في خطاب ألقاه خلال الاحتفال استعرض فيه ثلاثين سنة من العلاقات بين الكرسي الرسولي ودولة إسرائيل، وعبر عن أمنيته بأن يحل السلام المنشود في إسرائيل في القريب العاجل. ولم تغب عن كلمة رئيس الأساقفة غالاغر أحداث السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي، متحدثا عن اعتداء إرهابي مقيت شنته حماس وميليشيات أخرى ضد الشعب الإسرائيلي، والذي قُتل فيه بوحشية مئات الأشخاص، من بينهم العديد من اليهود، فيما تعرضت النسوة للاغتصاب وتم احتجاز عدد من الرهائن.
وعبر سيادته عن ألمه حيال ما جرى مذكراً بما قاله البابا فرنسيس في كلمته إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي في كانون الثاني يناير الماضي، عندما أكد أن الإرهاب ليس الحل لأي صراع، إنه فعل يحتقر تماماً الحياة البشرية، ولا يوجد أي سبب، سياسي أو ديني، يمكن أن يبرره. وذكّر سيادته في هذا السياق بكل الجهود التي بذلها الحبر الأعظم مطالباً بالإفراج فوراً عن جميع الأشخاص المحتجزين، كما أنه التقى بعائلات الضحايا، وبعث برسالة إلى الجماعات اليهودية بإسرائيل، رسالة – قال غالاغر – فريدة من نوعها ولم يسبق لها مثيل.
بعدها توقف أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية عند ما سماه بـ”الرد العسكري الإسرائيلي القوي في غزة”، والذي أشعل فتيل هجمات عسكرية ضد إسرائيل من قبل أطراف غير حكومية من لبنان واليمن وغيرهما. وذكّر بأن الكرسي الرسولي، والذي يحافظ على مبدأ الحياد، لا يستطيع البقاء غير مبالٍ من الناحية الخلقية إزاء الصراعات المسلحة. وأضاف أن الفاتيكان لا يُغلق الأبواب في وجه أحد، ويسعى إلى فهم دوافع ووجهة نظر كل طرف، ومع ذلك يؤكد على ضرورة الحفاظ على المبادئ الإنسانية الأساسية، والحيلولة دون أن تنال منها الاستراتيجيات العسكرية وإلا يُنتهك مبدآ الضرورة والتناسبية.
هذا ثم سلط سيادته الضوء على أوضاع الكنيسة الكاثوليكية في إسرائيل مشدداً على أهمية تعزيز التعاون مع السلطات الرسمية من أجل وضع حد للممارسات المناهضة للمسيحيين التي تُرتكب على يد المتطرفين اليهود. وعبر عن أمله بأن تواصل الجماعات الكاثوليكية في إسرائيل تقديم إسهامها في مجال التربية والرعاية الاجتماعية، وتعمل على تعزيز الحوار بين الأديان والحوار المسكوني. كما تمنى رئيس الأساقفة غالاغر أن تعود الأماكن المقدسة لتستقبل مجدداً الحجاج من مختلف أنحاء العالم. وفيما يتعلق بآفة معاداة السامية – كما سماها البابا فرنسيس – والآخذة بالتنامي، شدد الدبلوماسي الفاتيكاني على ضرورة التعاون من أجل القضاء عليها بكافة أشكالها.
في ختام كلمته توقف أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية عند يوبيل العام ٢٠٢٥، مشيرا إلى أن البابا فرنسيس يدعو إلى القيام بممارسات ملموسة تهدف إلى تحقيق السلام، وحثّ سيادته جميع الأشخاص على التسلح بالأمل، مؤكدا أن الحوار والتفاهم ممكنان، وأشار إلى الحاجة الملحة للسلام، آملا أن تنعم دولة إسرائيل بهذا السلام في أقرب وقت ممكن.