لخمس وعشرين سنة خلت، وبالتحديد في الثامن من تشرين الثاني نوفمبر من العام ١٩٩٩ حطت طائرة البابا يوحنا بولس الثاني على أرض مطار تبليسي بجورجيا في زيارة رسولية التقى خلالها فويتويا بالبطريرك إيليا الثالث، ما أعطى دفعاً للحوار المسكوني، وحمل النور إلى بلد كان يواجه صعوبات سياسية واقتصادية وشجع الكنيسة التي خرجت للتو من تحت سيطرة الشيوعية.
البابا يوحنا بولس الثاني كان أول حبر أعظم في التاريخ يزور جورجيا، وذلك في طريق عودته من الهند، قبل أن يعود إلى الفاتيكان في اليوم التالي. وُصفت الزيارة بالتاريخية خصوصا لأنه تم خلالها التوقيع على إعلان مشترك من قبل البابا فويتيوا والبطريرك إيليا الثالث، سلط الضوء على أهمية قيمة السلام، وأطلق نداء إلى العالم كله من أجل بذل الجهود التي تجنبه الحرب والإرهاب.
في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لهذه الزيارة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المدبر الرسولي للاتين في منطقة القوقاز، المطران جوزيبيه بازوتّو، تحدث خلالها عن أهمية هذه الزيارة، وقال إنها كانت حدثا استثنائياً، وكانت الكنيسة المحلية تتطلع إليها وتنتظرها بفارغ الصبر، خصوصا وأنها خرجت للتو من تحت هيمنة الشيوعية. وقال إنه كان حاضرا آنذاك وعاش تلك المناسبة بحماسة وفرح كبيرين، موضحا أن الرئيس كان ما يزال إدوار شفرنادزي، وكانت البلاد تسير نحو مستقبل جديد، وقد جاءت زيارة البابا بمثابة نور يُشع في اتجاهات مختلفة.
بعدها روى سيادته أنه ساعد المسؤول عن الاحتفالات الدينية، المطران ماريني آنذاك، في عملية التحضيرات للقداس الإلهي، مشيرا إلى أنه ساعد أيضا البابا فويتويا على قول بعض الكلمات باللغة الجورجية. ومضى المدبر الرسولي يقول إن البلاد كانت تعيش في تلك الحقبة مرحلة من الفقر، موضحا أنه بعد الاستقلال اندلعت الحرب الأهلية، وكان الوضع الاقتصادي صعباً للغاية، وكان السكان يفتقرون إلى التيار الكهربائي والمياه والغاز. بيد أن زيارة الحبر الأعظم تمكنت من إحياء الأمل في القلوب، مشيرا إلى أن الإنسان وعندما يتسلح بالأمل يستطيع أن يفعل أموراً عظيمة. وقد رأى الكثيرون في زيارة البابا، التي لم يكن تصورها ممكنا قبل سنة واحدة، انفتاحاً على القارة الأوروبية، وعلى الخارج بصورة عامة.
رداً على سؤال بشأن الثمار التي حملتها الزيارة والتي ما تزال موجودة لغاية اليوم قال سيادته إن كل زيارة رسولية تترك بصمتها، مع أنها قد لا تغيّر الواقع الراهن، مضيفا أن البابا، وخلال زياراته، يقدم التوجيهات ويدل إلى الطريق الواجب اتباعها. ولفت إلى أن المشاكل، على المستوى المسكوني، ما تزال قائمة في جورجيا، بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية، مع ذلك لقيت الزيارة ترحيباً كبيراً، خصوصاً من قبل الجماعة الكاثوليكية، التي تمكنت من استعادة هويتها. ولفت إلى أن عدداً من المؤمنين الأرثوذكس شاركوا في الاحتفالات التي ترأسها يوحنا بولس الثاني، خاتما بالقول إن خيار البابا في التوجه إلى جورجيا حمل العديد من البلدان على إيلاء اهتمام بالحوار المسكوني.