خلال زيارته الرسولية إلى لوكسمبورغ اليوم الخميس السادس والعشرين من أيلول سبتمبر، زار قداسة البابا فرنسيس عند الساعة الرابعة والنصف عصرا كاتدرائية “نوتردام” حيث التقى الجماعة الكاثوليكية. وتخللت اللقاء كلمة ترحيبية للكاردينال جان كلود هوليريش رئيس أساقفة لوكسمبورغ، وثلاث شهادات.
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة خلال لقائه الجماعة الكاثوليكية في كاتدرائية “نوتردام” عصر اليوم الخميس، عبّر فيها عن سروره الكبير للقائهم في هذه الكاتدرائية الرائعة، وقال إن هذا اللقاء يُعقد بالتزامن مع يوبيل مريمي تحيي فيه كنيسة لوكسمبورغ أربعة قرون من تكريم مريم العذراء معزّية الحزانى، شفيعة البلاد. وإذ سلط الضوء على الموضوع المُختار لهذه الزيارة وهو “للخدمة”، تابع الأب الأقدس كلمته مشيرا إلى أن التعزية والخدمة هما جانبان أساسيان للمحبة التي أعطانا إياها يسوع، وأوكلها إلينا كرسالة (راجع يوحنا ١٣، ١٣ – ١٧)، ودلّنا عليها كالطريق الوحيد للفرح الكامل (راجع أعمال الرسل ٢٠، ٣٥). ولذلك، أضاف البابا فرنسيس، سنطلب من أمّ الله، في صلاة افتتاح السنة المريمية، أن تساعدنا لنكون “مرسلين، مستعدين للشهادة لفرح الإنجيل”، وأن تجعل قلوبنا مثل قلبها “لنضع أنفسنا في خدمة أخوتنا”. وسلط الضوء من ثم على ثلاث كلمات: الخدمة، الرسالة والفرح.
وأشار البابا فرنسيس أولا إلى الخدمة، وتوقف عند ما تم الاستماع إليه خلال اللقاء حول أن كنيسة لوكسمبورغ تريد أن تكون “كنيسة يسوع المسيح الذي لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدُم” (راجع متى ٢٠، ٢٨؛ مرقس ١٠، ٤٥)، وحول التذكير بصورة القديس فرنسيس الأسيزي وهو يعانق الأبرص ويعالج جراحه. وفيما يتعلق بالخدمة، قال البابا فرنسيس إنه يريد أن يوصيهم بأمر ملح جدا اليوم وهو الاستقبال، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بلدهم لديه تقليد عريق في هذا المجال، كما ذكرت الراهبة ماريا في شهادتها خلال اللقاء. وأضاف أن روح الإنجيل هو روح الاستقبال والانفتاح على الجميع. وتابع الأب الأقدس مشجعا على البقاء أمناء لهذا الإرث والاستمرار في جعل بلدهم بيتًا صديقًا لكل من يطرق بابهم طالبًا المساعدة والاستقبال. وأشار إلى واجب عدل قبل أن يكون واجب محبة، كما قال القديس يوحنا بولس الثاني حين ذكّر بالجذور المسيحية للثقافة الأوروبية. وفي إشارة إلى الكلمة الثانية وهي الرسالة، توقف البابا فرنسيس عند ما قاله رئيس أساقفة لوكسمبورغ الكاردينال هوليريش خلال اللقاء، وأضاف لقد أعجبتني هذه العبارة حول أن الكنيسة، في مجتمع معلمن، تنضج وتنمو. لا تنطوي على نفسها، حزينة، مستسلمة، مستاءة؛ إنما تقبل التحدي، في الأمانة للقيم، لإعادة اكتشاف وتقييم طرق البشارة بطريقة جديدة. وأشار الأب الأقدس من ثم إلى ما قالته الشابة كريتسين في شهادتها خلال اللقاء، حول تقاسم المسؤوليات والخدمات، والسير معا كجماعة تعلن وتجعل من السينودسية “طريقة دائمة للتواصل” بين أعضائها.
وتابع البابا فرنسيس كلمته مشيرا إلى أن الشباب قدّموا صورة جميلة عن قيمة هذا النمو من خلال مشاهد من العرض الموسيقي Laudato sì، وأكد في الوقت نفسه أن عملهم هو ثمرة جهد جماعي شارك فيه كثيرون في الأبرشية، وهو علامة نبوية لنا جميعا. إذ يذكّرنا أولا بمسؤولياتنا إزاء “البيت المشترك”، ويجعلنا من ثم نفكّر كيف أن هذه الرسالة، المُعاشة معا، تشكل في حد ذاتها وسيلة جماعية رائعة تنقل للجميع جمال الإنجيل. وأشار الأب الأقدس إلى أن ما يدفعنا إلى الرسالة هو الرغبة في تعريف أكبر عدد ممكن من الإخوة والأخوات على فرح اللقاء مع المسيح. وأضاف البابا فرنسيس أن المحبة تدفعنا إلى إعلان الإنجيل من خلال الانفتاح على الآخرين، وأن تحدي الإعلان يجعلنا ننمو كجماعة، ويساعدنا على التغلب على الخوف من اتباع طرق جديدة، ويدفعنا إلى الترحيب بامتنان بإسهام الجميع. وأشار إلى أنها ديناميكية جميلة وسليمة وفرحة، من الجيد أن ننميها في داخلنا ومن حولنا. وتوقف الأب الأقدس من ثم عند الكلمة الثالثة: الفرح، وأشار إلى ما قاله الشاب ديوغو في شهادته خلال اللقاء متحدثًا عن خبرة اليوم العالمي للشباب ومذكّرا بالفرح الذي شعر به. وأضاف الأب الأقدس أن إيماننا هو فرِح، لأنه يقول لنا إننا أبناء الله الذي يريدنا سعداء ومتحدين، وأكبر سعادة له هي خلاصنا. كما وذكّر البابا فرنسيس في كلمته بتقليد جميل لبلدهم وهو “تطواف الربيع” الذي يُقام في عيد العنصرة، في ايشتيرناخ، لتذكّر العمل الإرسالي للقديس ويليبرورد، مبشر هذه الأراضي.
وفي ختام كلمته خلال لقائه الجماعة الكاثوليكية، في كاتدرائية “نوتردام” في لوكسمبورغ، قال البابا فرنسيس إن الرسالة التي يوكلها إلينا الرب هي جميلة، التعزية والخدمة على مثال مريم وبمعونتها. وشكر الجميع على العمل الذي يقومون به وعلى المساعدة السخية التي أرادوا تقديمها إلى المعوزين.