حداد احتفل بعيد مار يوحنا المعمدان في كرخا الجزينية: نصلّي من أجل لبنان وغزة

ترأس راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد، لمناسبة عيد القديس يوحنا المعمدان، قداساً في باحة مزار “مار يوحنا المعمدان” في بلدة كرخا الجزينية، والذي جرى إعادة توسيعه وتأهيله وتدشينه في العام 2022 بمبادرة من ابن البلدة رجل الأعمال المغترب شارل حنا.
شارك في القداس مطران كندا للروم الكاثوليك ميلاد الجاويش، راعي أبرشية صور وتوابعها للروم الكاثوليك المطران جورج إسكندر، وحضره وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور هكتور الحجار، النائبة الدكتورة غادة أيوب ممثلة رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، النائب السابق الدكتور أمل أبو زيد ممثلاً رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ناصيف عيسى ممثلا النائب الدكتور أسامة سعد، النائب السابق الدكتور سليم الخوري، ممثل الامين العام ل”تيار المستقبل” أحمد الحريري منسق عام “التيار” في صيدا والجنوب مازن حشيشو، رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش، رئيس رابطة مخاتير جزين جوني الحداد ورؤساء بلديات ومخاتير من المنطقة.
وحضر أيضاً اللواء الياس الشامية، قائد اللواء الأول في الجيش اللبناني العميد الياس سابا، قائد موقع جزين العميد شكري الحلو، رئيس مكتب مخابرات جزين المقدم جيمس أبو عزيز ومسؤول مخابرات المحكمة العسكرية المقدم وسيم نهرا، الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم تيريز روكز ووفد من الراهبات ولفيف من الآباء، نائب رئيس كاريتاس لبنان الدكتور نقولا الحجار ممثلون عن عدد من الحركات الرسولية وجمعيات وهيئات أهلية.
وكان في استقبالهم كاهن الرعية الأب وليد الديك ( المشرف على المزار ) ورئيس البلدية الأستاذ جان نخلة والمختار أنور نصورة ، ولجنة مزار مار يوحنا – كرخا .
حداد
استهل القداس بترحيب من الأب وليد الديك ، ثم ألقى المطران حداد كلمة قال فيها : “ان هذه المناسبة عزيزة على قلوبنا، وخصوصا أننا نأتي الى مكان الكل احبه، الكل أحب مار يوحنا ومزار مار يوحنا. نحييكم على هذا العمل العظيم وتحية للأخ شارل حنا المغترب المواطن، ومثال الإغتراب اللبناني الذي نتمنى له دائماً النجاح لأنه يعرف كيف يضع الثروة في محلها ويستغلها حيث يقول له قلبه وقلبه في لبنان وخصوصا في كرخا ومع مار يوحنا. تحية لكم حجاج هذا المزار الآتين الليلة في عيد القديس يوحنا وكثيرون منكم دائماً يطلون على هذا المزار الذي اصبح مع مزار مغدوشة منارتين كبيرتين في الأبرشية . لا أجمل من الأماكن المقدسة تجعلنا نأتي اليها لنسمع فيها بصمت وهدوء، وكم نحن بحاجة للإصغاء لكلام الله ولكلام القديسين، يلامس قلب كل منا ويجعله يعود بنوايا جديدة ويقول أريد أن أصلح حياتي وأن اكون أحسن مما كنت، وأن أصلح هذه الخطيئة وتلك وهذه الهفوة وأريد أن أعود لطفولتي البريئة”.
وأضاف: “من يأتي الى مزار يوحنا المعمدان سيسمع صوتاً قوياً يقول له: أرسلتك الى المجتمع وارسلتك حيث أنت، فانشر اسمي وانشر المحبة وانشر السلام، ليعطونا زاداً كما خُلقنا من اجل السلام ولم نُخلق من أجل الحرب او من أجل شر معيّن . كلنا خُلقنا من أجل السلام ونريد أماكن كهذا المكان لنعود ونتذكر لماذا خُلقنا وكيف خُلقنا وكيف تربينا، لم يُخلق أحد منا من أجل الحرب ولم يترب من أجل الحرب كلنا تربينا من أجل المحبة والسلام. تعالوا الى المزارات وادخلوا الكنائس لنركع ونصلي ونسمع كلام الله يجدد فينا رسالة المحبة ورسالة السلام الموجودة في كل الأديان. كل الناس وكل الأديان ندعوهم ليأتوا الى هذا المزار، يأتي اليه المسلمون والمسيحيون هنا وفي مغدوشة، لأن الكل بحاجة الى واحة هدوء وسكينة يسمعون فيها الله يحكي المسلم والمسيحي والدرزي، لكن علينا ان نسمع رسالة الله ورسالة يوحنا المعمدان في هذه الليلة ليلة عيد مار يوحنا أن عودوا الى براءتكم والى رسالة الخالق الذي لم يعط لأحد رسالة سيئة بل أعطانا رسالة جميلة”.
وتابع المطران حداد :” لو قام كل منا بالرسالة التي أعطاه الله إياها ، لكان مجتمعنا بألف خير .. لهذا السبب علينا أن نتوب وأن نعترف بأننا لم نعمل دائماَ بوحي الروح القدس وبوحي رسالة الله الينا ، لأن مجتمعنا مضطرب وسيء ، في لبنان وخارج لبنان . آذاننا مغلقة لذلك نأتي الى هنا لنصلي من اجلنا ومن اجل غيرنا حتى يفتح الله آذاننا ويفتح قلوبنا ونستطيع أن نعيد الخير الى العالم . هذه الليلة هي ليلة صلاة من أجل لبنان طبعاً ومن أجل المنطقة كلها وبخاصة من هنا من الجنوب وما بعد الجنوب ، غزة .. وكل انسان معذب في هذه المنطقة التي كثرت فيها الشرور. وأبشع مشهد نراه في هذه اللوحة أن الأديان غائبة عن زرع السلام. لا بل في بعض الأوقات نتقاتل بإسم الأديان وهذه أبشع صورة يراها الله على الأرض عندما يرانا نتقاتل أبناء ديانات وندعي أننا نحب الله .. انظروا العنف والدمار الذي يحدث ، إنه ابشع لوحة تشوه الأديان وتشوه كل انسان يدعي انه متدين بينما هو يكذب على نفسه وعلى الله.. فلتكن الليلة ليلة توبة – كما مار يوحنا تماماً – ليلة صدق وأمان “.
وختم المطران حداد: ” الليلة علينا أن نكون مثل يوحنا شجعاناً جريئين أقوياء، كما يوحنا الشجاع القائد، الأمين، الصادق، فلتكن صورة هذا الإنسان الجميل الذي زرعه لنا شارل حنا وجان والمختار وكل الأيادي البيضاء في هذا المزار، فليكن هذا التمثال دائماً أمامنا عندما نغمض عيوننا لنتذكر هذه القيم وهذه الفضائل التي يجب ان نتحلى بها لنصلح بلدنا، كل واحد منا مسؤول على قدر مسؤوليته أن يصلح هذا البلد وهذا العالم. اجدد معايدتي لكم جميعا وترحيبي بكم وبسيدنا ميلاد وسيدنا جورج وفقكم الله في عملكم في الأبرشيات هنا وفي الإغتراب”.