أحيت جامعة العائلة المقدّسة- البترون الذكرى الخامسة عشرة لتأسيسها، باحتفال أقيم في قاعة المحاضرات، في حضور رئيسة الجامعة الأخت هيلدا شلالا، أعضاءِ مجلسِ الجامعةِ، أعضاءِ الهيئةِ التعليميّة والإداريّة في الجامعة، الراهبات، وقدامى الجامعة.
بعد النشيد الوطني، قدمت للحفل الدكتورة نادين الشايب.
شلالا
ثم ألقت الأخت شلالا كلمة قالت فيها: “إنّهُ لَفَرحٌ عَظيمٌ أن نَراكُم هُنا، أحبّاءَ وأصدقاءَ، لبّيتُم النّداءَ اليومَ للاحتفالِ معًا بعيدِ الجامعةِ الخامِسَ عَشَرَ تحتَ أنظارِ المُكرَّمِ البطريرك الياس الحويك، فلكُم منّا كلُّ المعزّةِ والتقدير”.
واضافت: “يُسعِدُنا أن نتشاركَ وإيّاكُم مسيرةَ هذا الصَّرحِ الجامعيِّ خلالَ السّنوات الخمسَ عشْرةَ المنصرمةِ وتِلكَ القادِمة. إنّ هذا الصّرحَ الجامعيّ كانَ ولا يزالُ بيئةً تعليميّةً أكاديميّةً رائدةً تبني مُجتمَعَ المعرفةِ وتحرِصُ على تقديمِ برامجَ أكاديميّةٍ بكلِّ تميُّزٍ وإتقانٍ لتنسجمَ مع خُطَطِ التّنميةِ واحتياجاتِ سوقِ العمل، في ظلِّ شراكةٍ مجتمعيّةٍ فاعلةٍ واتّفاقيّاتٍ دوليّةٍ استراتيجيّةِ الرّؤية. اليومَ، نعيشُ في عصرِ التطويرِ الرّقميِّ الّذي يقودُ العالَمَ نحوَ تحوُّلاتٍ تكنولوجيّةٍ هائلةٍ. ومن خلالِ مقاربةٍ علميّةٍ ومنهجيّةٍ تتماشى مع طموحاتِ جيلِ الإلكترونيّاتِ واللُّغاتِ الرقميّةِ، كان من الضروريِّ للجامعةِ أن تضيفَ مِنصّتَينِ إلكترونيّتين إلى برنامج المعلوماتيّة BITS المعتمدِ في الجامعة، بهدفِ مواكبةِ أساليبِ التعليمِ الرقميِّ وتوفيرِ دعمٍ تربويٍّ لكلّ طالبٍ (LMS/SAM). وبالإضافةِ إلى ذلك، تعتمدُ الجامعة على منصّاتٍ رقميّةٍ عالميّةٍ من خلالِ اشتراكاتٍ سنويّةٍ، لتوفيرِ المراجعِ الرقميّةِ الموثوقةِ للبحثِ والتعليم، وإجراءِ امتحاناتٍ شفّافةٍ وموضوعيّةٍ، وإثراءِ جميعِ البرامجِ المعتمدة. ولا ننسى برامجَ التنشئةِ المستدامةِ المخصّصةِ لكم أنتُم المِهَنيّينَ، والّتي تُحاكي تطلُّعاتِكُم، وغالبًا ما تُساهِمُ، من خلالِ اقتراحاتِكم أو مداخلاتِكم، في نقلِ المعرفةِ وتنميةِ المهارات. إنّها فرصةٌ لنُطلِقَ مشروعَ “طالِبُ الأمسِ أمسى الأستاذ”، ممّا يسمحُ لطلّابِ اليومِ بالاستفادةِ من خِبْراتِ طلاّبِ الأمسِ، عبر تعدُّد وسائلِ إتاحةِ التّعليم للجميع، مِثلِ استخدامِ التعليمِ عن بُعد، ومرافقةِ الطلّابِ في مراكزِ التدريبِ، وتنظيمِ حَلَقاتٍ دراسيّةٍ ومؤتمراتٍ محلّيّةٍ ودوليّة. كما يُمكنكُم المساهمةُ من خلالِ دعمِ طالبٍ أو أكثر تميّزوا بمواهبهم أو نتائجِهِم الجامعيّة. هذا ما تشدِّدُ عليه الجامعةُ وتعملُ كلَّ سنةٍ على تقديمِ منحٍ تعليميّةٍ لهؤلاءِ الطلّاب، تقديرًا لما يتمَّيزُ به طلّابُ جامعتِنا من كفاءاتٍ علميّةٍ وقُدُراتٍ مِهْنيّةٍ وإبداعيّة. كما تقومُ الجامعةُ بدعمِ المشاريعِ للمشاركةِ في المسابقات العالميّة”.
أضاف: “ولأنّنا نُدركُ أهمّيّةَ العلاقات مع الخارج، ونعتبرُها مرآةً تعكِسُ أهمّيّةَ التعاونِ الدَّوليِّ في بناءِ استراتيجيّاتٍ جديدةٍ للاستجابةِ لمتطلّباتِ النظامِ العالميِّ ووتيرة العولمةِ المتسارعة، فإنّنا نَحرِص على أن تبقى علاقاتُنا مع شركاءِ الجامعةِ الدوليّينَ مميّزةً، إذ تفتحُ لنا آفاقًا واسعةً لناحيةِ التدريبِ والدّراسةِ الفصليّةِ وتأهيلِ الجسمِ التعليميِّ، وتقديمِ شهاداتٍ مزدوجةٍ في بعضِ البرامج. بعدَ تمكُّنِنا من إرساءِ قواعدِ المسؤوليّةِ الاجتماعيّةِ بدعمٍ من الجامعاتِ الفرنسيّةِ في ليل ولورين، قامت الجامعة بعدّةِ خَطَواتٍ تتوافقُ معَ أهدافِ المسؤوليّةِ الاجتماعيّةِ من ناحيةِ الحفاظِ على البيئةِ وخدمةِ المجتمعِ اللّبنانيّ… وفي ما يتعلّقُ بالعلاقةِ معكُم، أيُّها الخرّيجون الأعزّاء، فإنّنا نعترفُ بأنَّ الخَطَواتِ الّتي نقومُ بها لتوطيدِ العلاقاتِ بين الجامعةِ وخرّيجيها في لبنانَ وفي الدّولِ العربيّةِ والأجنبيّةِ لا تزالُ خجولةً وتحتاجُ إلى تفعيلٍ جِدّيٍّ يعودُ بالخير على الجميع”.
وتابعت: “يَهُمّنا أيضًا أن نُعلِمَكم أنّه، وتماشيًا مع احتياجاتِ الجامعةِ والمتطلِّباتِ العَمَليّةِ والتعليميّةِ المُتجدِّدة، وبعد الحصولِ على رُخصةِ البناء في العام 2020، قرّرنا، قبلَ انتهاءِ صلاحيّةِ هذه الرُّخصة، الشروعَ في إنجازِ طابقٍ إضافيّ يَضُمُّ مركزًا للأبحاثِ والابتكار، وقاعةً للأسواق العالميّة، وقاعاتٍ للمُحاضرات، وقاعاتٍ للتِّكنولوجيا التربويّة والامتحانات، ومَشاغِلَ تربويّةٍ ومكاتبَ إداريّةٍ… وإن شاء الله سنبدأُ بالورشةِ قريبًا. وبقناعةٍ مطلَقةٍ، نعتمد إدارةَ ضمانِ الجودة في الجامعةِ لما لها من أهمّيّةٍ في تحسينِ وتطويرِ العملِ الأكاديميّ والبحثيّ والمؤسّسيّ، وكذلك إدارةَ استمراريّةِ الأعمالِ في الأزماتِ والمَخاطر. وقبل انتهاءِ صلاحيّةِ الشَّهادةِ العالَميّةِ لضَمان الجودة، التي حصلتْ عليها الجامِعةُ في العام 2019 والتي تمتدُّ حتّى تشرينَ الأوّل 2024، تمَّ الاتّفاقُ بمُوجِب عَقدٍ موقَّعٍ من قِبَلِ الجامعةِ وشركةِ AQUIN العالَميّة على تقييمِ العديدِ من البرامجِ في الكُلّيّاتِ الثَّلاث، بالإضافةِ إلى التقييم المؤسَّسيّ.”
ثم أدى طلاب من الجامعة نشيد المخلوقات، فكلمة عميدة كليّة الصحّة الأخت الدّكتور ماري مارغريت كيوان عن التطور الذي سجل في الكلية منذ تأسيس الجامعة وحتى اليوم، ثم كانت مداخلات لرؤساء الأقسام والبرامج في الكليّة.
وكانت كلمة لعميدة كلّيّة إدارة الأعمال الدّكتور جوزيان أبي خطّار عن التطور في الاقسام والبرامج والتعاون مع الجامعات في الخارج.
بعدها كانت محطة موسيقية مع العازف بيار غانم على الكمان. وكانت كلمة لعميدة كلية التربية الأخت الدكتورة إيمانويل الحاج عن أقسام الكلية وبرامجها. فكلمة شاعرية لرئيسة قسم التّربية الدّكتور باسكال الحاج.
وتخلل الاحتفال شهادات من خريجي الجامعة حول فرص العمل التي حصلوا عليها والمشاريع التي اطلقوها بعد تخرجهم. كما كانت محطة عن النجاحات التي حققتها الجامعة من خلال مشاركة طلابها في معارض دوليّة للاختراعات والابتكارات بسعيٍ من خليّة الابتكار في الجامعة التي ألقت كلمتها الأستاذة نور لطّوف.
ثم كانت كلمة للمدرب موسى سويدان عن عمل الخلية وتحربته مع جامعة العائلة المقدّسة.
بعدها جرى تكريم الطلاب الذين فازوا في المعارض الدولية خارج لبنان وتم تسليمهم الشهادات.
كما قدمت الأخت شلالا درعينِ تكريميتينِ لكلٍّ من الأستاذة نور لطّوف والسّيّد موسى سويدان، تقديرا لجهودهما في خلية الابتكار في الجامعة وحيازتهما على شهادات إشراف Master of Innovation. مع الاشارة الى أن الأستاذة لطّوف حازت على شهادة تقدير للتّحكيم Advisory Board Member. بدورها قدّمت الأستاذة لطّوف بصفتها رئيسة الجمعيّة اللّبنانيّة للمبتكرين درعًا للجامعة بمناسبة عيدها الخامس عشر. كما حازت الجامعة بعامّة وكليّة التّربية بخاصّةٍ على شهادات تقدير des divers competitions de divers pays..
وفي الختام، أقيم كوكتيل وقطع قالب حلوى بالمناسبة.