على غير العادة لم تتجمل مدينة ميلاد السيد المسيح هذا العام بزينة عيد الميلاد، بما فيها شجرة بيت لحم، بينما تواصل إسرائيل حربها في قطاع غزة. يقول الفلسطينيون في الضفة الغربية، وبيت لحم خاصة ،إنه “لا عيد هذا العام بينما تواصل إسرائيل حرب الإبادة بحق أطفال قطاع غزة”.
ففي كنيسة المهد التي شيدت على المغارة التي ولد فيها السيد المسيح، تقام الصلوات من أجل أطفال غزة، بينما تبدو الساحة شبه فارغة من المارة والسياح. ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء أكثر من 16 ألف قتيلاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وفي مثل الوقت من كل عام كانت بيت لحم تعج بالحجاج والسياح الذين يزورن المدنية احتفالاً بعيد الميلاد، حيث تقام احتفالات وتضاء شجرة الميلاد التي تعد واحدة من أهم أشجار الميلاد في العام. وخلت أزقة البلدة القديمة وأسوار الكنيسة من أي مظاهر للزينة والعيد. وبدت ساحة المهد التي تشهد دومًا حركة نشطة وتنصب فيها كل عام شجرة الميلاد شبه فارغة إلا من سكان محليين.
حداد
يقول رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا، إن “مهد المسيح تتشح بالحداد هذا العام غضبًا على أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة واستمرار العدوان، إلى جانب الإغلاقات والقتل في الضفة الغربية”. وأضاف: “لا يمكن ولا يعقل أن تحتفل بيت لحم في ظل هذا العدوان وقتل الأطفال في القطاع، لذلك قررت البلدية مع الكنائس ومؤسسات المجتمع اقتصار العيد على الشعائر الدينية فقط”.
وتابع: “بيت لحم لن تكون مزينة، أو تحتفل، ولن يكون شجرة بسبب الأوضاع”.
ويعتمد اقتصاد بيت لحم على قطاع السياح، لكنه هذا العام شهد ضربة كبيرة في أهم موسم مما أثر سلبًا على الوضع الاقتصادي في المدينة بحسب رئيس البلدية. ولفت إلى أن البلدية ترسل رسائل إلى المدن التي تعقد معها شراكة حول العالم والتي تفوق 100 مدينة مطالبة المجتمع الدولي بالوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعم حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة.
وأشار رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا إلى أن “كنائس بيت لحم وكنيسة المهد، مهد السيد المسيح، تصلي اليوم وفي العيد لأطفال غزة التي تقتلهم إسرائيل وتحرقهم”. وأضاف: “من مهد المسيح نرسل رسالة للعالم مفادها بأن أوقفوا هذه الحرب، حرب الإبادة”.
لا مكان للفرح
ويقول الفلسطيني جورج نصار للأناضول، إن “بيت لحم هذا العام حزينة، لا مكان للفرح والبهجة بينما يقتل شعبنا المسيحي قبل المسلم في قطاع غزة”. وأضاف: “ندعو الله في صلواتنا من هنا من مهد المسيح أن ينهي الحرب والدمار وأن يعيش شعبنا بسلام”.
سيف صبح، دليل سياحي وصاحب متجر لبيع التحف الشرقية في بيت لحم، قال للأناضول، إن “الوضع السياحي في بيت لحم صعب للغاية”. وأضاف: “لا يوجد أي مظاهر للفرح أو العيد بالمطلق، توقفت السياحة بشكل كامل منذ يوم 7 أكتوبر الماضي. وأشار إلى أن “الوضع أصعب من حالة وباء كورونا، الأمر الذي تسبب بخسارة كبيرة للقطاع الأهم في بيت لحم”، لافتًا إلى أن “ذروة السياحة في بيت لحم في أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر ويناير من كل عام”.