تدشين تمثال للمسيح في كولومبيا: الأكبر في أميركا اللاتينيّة

في قلب الحيّ 13 في ميديلين (كولومبيا)، وهو حيّ معروف بتحوّلاته الاجتماعيّة والفنيّة، يرتفع رمز جديد للفخر والأمل منذ نهاية كانون الأوّل 2024: إنّه “المسيح المواطن” الثلاثي الأبعاد، وهو تمثال مهيب يبلغ ارتفاعه 11 متراً، ويحمل لقب أكبر تمثال للمسيح بتقنيّة الطباعة الثلاثيّة الأبعاد في أميركا اللاتينيّة.
في التفاصيل التي نشرها القسم الفرنسي من زينيت، وبصرف النّظر عن حجمه، يتميّز هذا العمل بأصالته وجذوره الثقافيّة. مستوحى من الشخصيّة الكلاسيكيّة للمسيح المخلّص، يدمج “المسيح المواطن” عناصر رمزيّة من ثقافة أنتيوكيا، ويدمج التكنولوجيا والتقاليد في لفتة مطبوعة بالهويّة المحلية.
كان تشييد هذا العمل الضخم ممكناً بفضل جهود فريق مكوّن من حوالى أربعين شخصاً، بمن فيهم المستثمرين والطلاب من معهدITM في ميديلين. وقد تمّت طباعة كلّ قطعة من أكثر من 1600 قطعة تشكّل التمثال بتقنية الطباعة الثلاثيّة الأبعاد، باستخدام مواد قابلة للتحلّل، ثمّ تمّ تعزيزها بالألياف الزجاجيّة والراتنج لضمان المتانة.
من ناحيتهم، قال المسؤولون عن المشروع الذين يأملون في إدخال هذا العمل في موسوعة غينيس للأرقام القياسيّة باعتباره أكبر تمثال للمسيح في العالم بتقنيّة الأبعاد الثلاثيّة: “أردنا أن نظهر كيف يمكن دمج التقنيات الجديدة في ثقافتنا لتحويل البيئة وتوليد تأثير إيجابي”.
معلم سياحي جديد
إنّ موقع “المسيح المواطن” ليس صدفة: فهو يقع عند المستوى الثاني للسلالم المتحرّكة الشهيرة في الحيّ 13، وهي نقطة استراتيجيّة تستقبل الآلاف من السيّاح كلّ عام. لا يعمل هذا النصب التذكاري على تعزيز جاذبية المنطقة كوجهة ثقافيّة فحسب، بل يهدف أيضاً إلى زيادة تدفّق الزوار بنسبة 10% على الأقلّ.
إلى جانب تأثيره السياحي، يشهد “المسيح المواطن” على الإمكانات التحويليّة التي تتمتّع بها التكنولوجيا عندما يتمّ وضعها في خدمة الإيمان والمجتمع. ويرمز هذا العمل إلى براعة وقدرة الشباب في أنتيوكيا على الحلم الكبير وتحقيق مشاريع مبتكرة تعمل على تعزيز هويّة السكّان وشعورهم بالانتماء، علاوة على تجميل المكان.
لقد أصبح الحيّ 13، الذي كان في السابق مرادفاً للعنف والوصمة، مثالاً على المرونة والإبداع. إنّ “المسيح المواطن” هو أحدث مشروع في سلسلة من المشاريع التي تضع هذا الحيّ في موقع المرجع الثقافي والاجتماعي.