بينما تستعد الكنيسة لافتتاح اليوبيل، يقول السفير قسيسية: الأرض المقدسة تنزف

قال سفير دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي، عيسى قسيسية، إنه في غياب وقف إطلاق النار، فإن عام اليوبيل 2025، سوف يشوبه المعاناة وإراقة الدماء في الأرض المقدّسة، داعيًا الفاتيكان إلى تكثيف جهوده الدبلوماسيّة من أجل السلام.
وفي مقابلة مع موقع OSV News، قال السفير قسيسية إنه يأمل أن “تكون الحرب وراءنا” بحلول الوقت الذي يفتتح فيه البابا فرنسيس عام اليوبيل، عشية عيد الميلاد المجيد، لأنّ “علينا أن نتذكر أن مهد المسيحية هو في الأرض المقدّسة، وهي مكان ميلاد وقيامة السيد المسيح. وقال: “لا يمكننا أن نحتفل بيوبيل عام 2025 والأرض المقدسة تنزف وتبكي والناس يعانون”. وأضاف: “يجب أن نقول: كفى حروبًا، ولنمنح مساحة لصانعي السلام، كما يطلب منا ربنا”.
وأشار السفير قسيسية أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس حذر المجتمع الدولي بشكل مستمرّ من “أن الوضع الراهن غير مستدام وأن الأمور ستنفجر”. وقال: “وهذا ما حدث؛ انفجرت الأوضاع في وجه العالم. والناس، الأبرياء، يدفعون الثمن”، متطرقًا للندءات العديدة التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس بأنّ “الحرب هزيمة للإنسانيّة”.
لحماية لبنان
وفيما يتعلق بامتداد الحرب إلى لبنان المجاور، قال السفير قسيسية إنه من أجل “تهدئة الوضع في لبنان، يجب أن تتوقف الحرب في غزة”، وأنّ السلام الحقيقي في المنطقة لا يمكن تحقيقه من دون معالجة السبب الجذري للمشكلة، وهو الاحتلال المستمر في الأراضي الفلسطينية”.
وأضاف أن زعماء العالم “يجب أن يحموا لبنان، ولا ينبغي لنا أن نصل إلى النقطة التي وصلت فيها غزة إلى الدمار الكامل”. وقال: “على العالم أن يحافظ على هوية لبنان وجماله. إنهم يعانون؛ حقًا، إنهم يعانون. كانوا يعانون بالفعل من صعوبات اقتصادية. وهم لا يستحقون هذا”.
معيار مزدوج
وانتقد السفير قسيسية الدول الغربية “التي تواصل دعم إسرائيل بشكل أعمى، في حين تتجاهل الحقوق الوطنية الأساسيّة للشعب الفلسطيني، استنادًا إلى الشرعية الدوليّة، وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة”. وقال: “ينظر شعبنا إلى هذا على أنه نفاق ومعيار مزدوج، مما يؤثر سلبًا على النظام العالمي القائم على القوانين”.
وكان قسيسية قد صرّح لشبكة “أو إس في نيوز” الإخبارية، إن الولايات المتحدة “لا تستطيع أن تعلمنا وتعظنا بشأن حقوق الإنسان عندما تستمر في تجاهل الانتهاكات والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي يرتكبها المستوطنون والجنود الإسرائيليون في الأراضي الفلسطينية المحتلة”. وأوضح بأنّه “لا يمكنها الحديث عن تقديم المساعدات الإنسانيّة أو تشجيع المساعدات الإنسانيّة للفلسطينيين في غزة، وفي الوقت نفسه، تعمل على تزويد إسرائيل بكل الأسلحة ضد شعبنا”.
الوجود المسيحي مهدّد
وحثّ سفير فلسطين لدى الكرسي الرسولي الفاتيكان على تكثيف جهوده الدبلوماسية من أجل المسيحيين في الأرض المقدسة، الذين “يدفعون الثمن” أيضًا مع استمرار الحرب. وقال إنّ الوجود المسيحي في الأرض المقدسة مهدّد.
أضاف: “انظروا إلى بيت لحم! أصبحت بيت لحم الآن مدينة مهجورة… الناس يعانون هناك، الناس يرغبون بالهجرة، وخاصة المسيحيين. نحن بضع عائلات مسيحية متبقية في القدس وفي بيت لحم، إنها قصة حزينة للغاية”.
وقال “أناشد الفاتيكان أن يتنبهوا بجديّة إلى الوضع في بيت لحم والقدس، وبشكل خاص – أجرؤ على القول بصفتي سفيرًا فلسطينيًا – يرجى الانتباه إلى الحجارة الحية المتبقية في الأرض المقدسة، الأوصياء، حماة الأماكن المقدسة”.