بو نجم رعى افتتاح مركز “ضيعة الرسالة” في الدكوانه

افتتحت جمعية “ضيعة الرسالة” وبلدية الدكوانه، مركز “ضيعة الرسالة”، في حفل أقامته مساء أمس في مركز الجمعية في الدكوانه، برعاية راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم وحضوره، الى جانب رئيس البلدية المحامي أنطوان شختورة وأعضاء المجلس البلدي، مختار الدكوانه أمين خوري، آمر فصيلة الدكوانه الرائد عماد الخولي، خادم رعية مار جرجس الأب فادي العلم، مرشد “ضيعة الرسالة” الأب هادي عبود، راهبات “أخوات يسوع الصغيرات”، رئيس الجمعية الأستاذ كلود الخوري والهيئة الإدارية للجمعية ووجوه إعلامية واجتماعية ومتطوعين ومتطوعات وحشد من أهالي الدكوانه.
أبي ياغي
استهل الحفل بالنشيد الوطني وكلمة ترحيبية من عرّيف الحفل الفنان والمدرّب المسرحي كريم شبلي، ثم ألقت المسؤولة الإعلامية في “ضيعة الرسالة” جاندارك أبي ياغي كلمة قالت فيها: “هو حلم استغرق أكثر من عشرين سنة رعاه حتى الواقع رئيس الجمعية الأستاذ كلود الخوري، في أن يكون للإنسان في شيخوخته ضيعة أو دار للعجزة. وبدأ التفتيش عن ضيعة الحلم فكانت في منطقة غدراس- فتوح كسروان. ولكن مع بدء الأزمة الإقتصادية توقفت الأعمال في مشروع غدراس، حتى شاءت العناية الإلهية أن يطّلع رئيس بلدية الدكوانه على المشروع فأُعجب بالفكرة وعرض علينا الأرض البديلة (مركز الدكوانه) من أجل تحويل الحلم إلى حقيقة”.
شختورة
وبعد كلمة لأمينة الصندوق في الجمعية ومسؤولة التواصل الاجتماعي في المشروع الآنسة جوليا شرحت فيها مراحل بناء المركز، تحدث شختورة قائلا: “بالنسبة إلي، هذا العمل كان حلمًا يراودني منذ ما قبل رئاسة البلدية، وقد تبلور من أفكار إلى حقيقة، إلى أن تعرفت على الأستاذ كلود الخوري عارضًا عليّ المشروع الذي نال موافقتي وتشجيعي. هذا المشروع يرمز إلى هوية الدكوانه- الرسالة، وهذا هو عمق الإيمان المسيحي الذي يدعونا إلى حمل البشارة السارة بين الناس، وكلٌ على طريقته. ونحن في الدكوانه نجسد هذه الرسالة في عملنا اليومي خلال تنفيذ المهمات، ففي النهاية، الإنسان هو همنا من أي منطقة كان”.
وختم مهنئًا “كل الذين ساهموا في هذا الإنجاز الإنساني تجاه العجزة والمحتاجين”، ومعربا عن دعمه ومساعدته لهذا المشروع.
شبيعة
ثم تكلمت المهندسة المصممة للمشروع إيليز شبيعة عن تفاصيله ومراحله حيث تبلغ مساحته 420 مترًا مربعًا.
بو نجم
أما المطران بو نجم، فقال: “وكانَ جَماعَةُ الَّذينَ آمَنوا قَلبًا واحِدًا ونَفْسًا واحِدة، لا يَقولُ أَحدٌ مِنهم إِنَّه يَملِكُ شَيئًا مِن أَموالِه، بل كانَ كُلُّ شَيءٍ مُشتَرَكًا بَينَهم،” (اع 4 : 32). هذه الاية هي وصف الجماعة المسيحية الأولى، وتبدأ الجماعة بالإيمان. الذي نِشهَده اليوم، ليس مشاريع إنسانيّة فقط، بل مِبنيّ على إيماننا بالله الذي أحبنا أولًا، فشاركنا بإنسانيتنا ليشركنا في حياته الالهيّة. يقول البابا فرنسيس: “يمكننا بناء أشياء كثيرة، ولكن ان لم نعترف بيسوع المسيح، (…) نصبح مؤسسة إنسانية (NGO) ولكن لا نكون الكنيسة، خطيبّة المسيح”. منه تعلّمنا ونتعلّم المحبّة، على مثاله نشارك، بناء على الايمان به وجوابًا على دعوته لنا نطلق اليوم: ضيعة الرسالة”.
أضاف: “بشهر قلب يسوع، نطلق اليوم هذا المشروع على مثال الجماعة الأولى، اجتمع أشخاص “بقلبٍ واحدٍ ونفسٍ واحدةٍ”. الضيعة هي جماعة أشخاص، والجماعة المسيحيّة الحقيقية يوحدها يسوع. فكلّ واحد منّا اليوم، ما عاد يتصرّف من تلقاء نفسه بل بقلب واحد هو قلب الفادي. على مثال المسيح، يجب أن ندخل بواقع الآخر، نفهمه، نشاركه آلامه، نتّحد فيه ونحبّه. ليس حبّا عاديّا بل حبّا مسيحيّا، يبذل نفسه في سبيل الآخر ويكرّس كلّ شي عنده لخدمة الآخر : “لا يَقولُ أَحدٌ مِنهم إِنَّه يَملِكُ شَيئًا مِن أَموالِه، بل كانَ كُلُّ شَيءٍ مُشتَرَكًا بَينَهم (اع 4 : 32)”.
وتابع: “ما نقوم به اليوم هو تقدمة مقبولة عند الرب وذبيحة روحية مباركة منه، وإكراما لجسده الطاهر، والدعوة لنا كلّ يوم لنكون ممتنين من عطايا الرب لنا، ونطلب نعمة الوعي لحاجات الآخرين”.
وختم بو نجم: “أدعوكم الى التفكير بسؤالين يوميًّا: كيف يمكنني أن أغني الآخرين بما أشركني الرب اليوم وكيف يجب أن أشارك الآخرين؟ فلترافقكم بركة الله دائمًا وانشاء الله يكون كل ما تقومون به لخير الإنسان، كل إنسان وكل الإنسان، ولمجد الثالوث الاقدس له المجد الى الابد”.
وقدّم رئيس الجمعية أيقونة الثالوث الأقدس لبو نجم الذي جال مع الحضور في أرجاء المركز مدونا في سجله الذهبي:
“إلى أحبائي ضيعة الرسالة، أنتو شهود لقيامة يسوع وحضورو بيناتنا”.