بلدية حالات أطلقت اسم نهاد الشامي على أحد شوارع البلدة

أطلقت بلدية حالات اسم “السيدة نهاد الشامي” على احد شوارع البلدة خلال احتفال اقيم امام كابيلا مار شربل بالقرب من منزلها، برعاية وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار وحضوره، وذلك بعد موافقة وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي.
وللمناسبة اقيم قداس احتفالي ترأسه راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون وعاونه الأب بطرس زيادة ممثلا رئيس دير مار مارون عنايا الاباتي طنوس نعمة، كاهن الرعيّة الخوري الدكتور طوني الخوري ولفيف من الكهنة والآباء، خدمته جوقة رعية مار يوسف بقيادة مارون ابي شديد والانشاد المنفرد لكارلا ابي رميا، بمشاركة عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيمون أبي رميا، عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط، رئيس البلدية المحامي توفيق الراعي وأعضاء المجلس البلدي، رؤساء بلديات بلاط قرطبون ومستيتا عبدو العتيّق ، المزاريب وعرستا بشير افرام ، يانوح ملكان البعيني والرئيس السابق لبلدية الفيدار نسيب زغيب، مختاري البلدة جورج الراعي وزخيا ضو، عضو المجلس التنفيذي في الرابطة المارونية بشارة القرقفي ، عائلة الشامي وفاعليات.
عون
بعد الإنجيل المقدّس، شدد المطران عون في عظته على معاني الاحتفال الذي يصادف مع عيد العنصرة ، متحدثا عن دور الروح القدس في حياة كل مسيحي مؤمن وصولا إلى ربح الملكوت، وأشار إلى أن “عجائب القديس شربل تنتشر حول العالم وتشمل غير المسيحيين الذين نالوا نعمته وهو علامة قوية لكي تساعد المؤمنين في مسيرتهم سعيا الى القداسة”، وشدد على “اهمية تطبيق وصايا الرب في حياتنا”، مؤكدا انه بـ”قبولنا الروح القدس لا نستطيع العيش بالحقد والعداوات والانقسامات ، بل بالاخوة والمحبة والتواضع والفرح والسلام وعيش ايماننا المسيحي الذي هو ثمار الروح القدس التي توحدنا على المحبة”.
وقال:”علينا ان نعيش ثمار الروح القدس داخل عائلاتنا وأحزابنا وفي علاقاتنا الإجتماعية والوطنية ، فعيد العنصرة هو عيد الكنيسة التي تأسست من قوة الروح القدس، ويجب أن نمتلىء منه لأننا لا نستطيع العيش من دون المسيح لنتقدس كل يوم أكثر من اي شيء يوم، فما يميز المسيح هو في ان يكون تلميذ المسيح” .
وختم متحدثا عن الارتباط بين كلمة الله “التي هي كلمة الحياة ووصية ربنا للانسان”، واكد انه “علامة لكي تؤكد له بأن هذه الكلمة صادقة وصحيحة ولديها سلطانا وقوة لتعطي ثمار حياة ابدية في قلوب الاشخاص الذين يستقبلونها”، وشكر للمجلس البلدي تكريم الشامي من خلال تسمية شارع بإسمها بسعي من المراجع الرسمية”.
بو هدير
بعد القداس، تم عرض فيلم وثائقي عن القديس شربل والاعجوبة التي حصلت مع الشامي والقى الاعلامي ماجد بو هدير كلمة توجه فيها الى المكرمة بالقول:” أنت التي بقرار من السماء، أوفدت إليك القديس شربل طبيب النفوس، في حلم تلك الليلة في الثاني والعشرين من كانون الثاني عام 1993، وقال لك : (أنا الأب شربل جايي أعملك عملية). وهكذا كان، حيث تعجز الأرض، تنجح السماء ، أطباء الأرض قالوا لا يوجد أي علاج لشفاء هذه الحالة، (فالج لا تعالج)، فتأتي السماء لتعطي العلامة، لكيما تقول الإيمان ينقل الجبال، لكيما تقول الله حاضر، يرافق من سمائه يبارك أبناءَه، يريدهم أن يسيروا على درب القداسة”.
اضاف:”نعم هذا القديس الآتي من بقاعكفرا، إستعمل خيطان ثلاثة على الجهة اليمنى من عنقك، وخيطان على الجهة اليسرى، عاونه راهب ثان، عاونك على شرب الماء بشكل طبيعي من الكوب، وهو القديس مارون كما أسرت لك القديسة ريتا في حلم آخر. فنجد أنفسنا أمام الرقم سبعة متواجهين في يوم العنصرة هذا مع مواهب الروح السبعة: الحكمة، والفهم، والمشورة، والقوة، والعلم، والتقوى، ومخافة الله”.
وسأل:” ألا يكفينا ذلك لكي نتابع مشوار هذه الأرض صعودا نحو سماء؟ الصعود يستلزم طريقا معبدا بالشهادة الحقة، والتسربلِ بوشاح الثقة . عليه نأتي اليوم في رمزية هذا التاريخ، الزمان، والمكان لكي يتذيل هذا الشارع باسم نهاد الشامي، التي ما فتئت طيلة عقود ثلاثة بالسير أمامنا مع أمواج المؤمنين نحو طريق القداسة”.
ختم:” ألا تكفي مشهدية كل 22 الشهر في عنايا من محبسة إلى دير وكنيسة، على طريق تتحد مع ملايين الأقدام التي زارت هذا المكان الإشعاع من لبنان إلى العالم؟”.
الخوري
اما خادم الرعية الخوري طوني الخوي فقال:”منذ 32 عامًا فتحت الطريق الضيقة المؤدية إلى منزل سمعان ونهاد الشامي المتواضع، وتوسعت شيئا فشيئا لتصبح طريقا إلى السماء، وطأتها أقدام مئات الآلاف من الحجاج الآتين من لبنان والعالم، ليعاينوا مجد الله، ويلمسوا حنانه (حتى يشوفوكي ويآمنوا) ويؤمنوا بأن الله معنا، ليلا ونهارا، معنا صباحا ومساء، معنا في ظلمة حياتنا، وفي الألم والحزن معنا وفي الفرح معنا فالله حقا معنا”.
اضاف : “اليوم تقوم بلدية حالات بشخص رئيسها المحامي توفيق الراعي، ومجلس بلديتها بخطوة مميزة ستخلد في ذاكرة الأجيال أعجوبة حالات، فقد سعت البلدية مع وزارة الداخلية والبلديات بشخص الوزير القاضي بسام مولوي على تسمية قسم من شارع بيت البومة – حالات، باسم شارع السيدة نهاد الشامي، وصدر المرسوم في 31-5-2023، واستكملت الخطوة مع وزير السياحة الذي بدوره أصدر مرسوما أدرج بموجبه كابيلا مار شربل، الكائنة قرب منزل السيدة الشامي، الشاهدة على إيمان وفرح، ودموع وألم، وأمراض وشفاءات، ضمن خارطة السياحة الدينية في لبنان. وكل ذلك ببركة راعي الابرشية المطران ميشال عون الذي لطالما رافق العائلة بحنان الأب”.
ختم:” كل من سيمر فيه اليوم وغدا وبعد غد وفي المستقبل، سيتذكر بأن هذا المكان شهد الأعجوبة الأكبر في تاريخ الكنيسة، الأعجوبة التي أدهشت العالم وما زالت، وكشفت لطف الله ومحبته التي أفاضها لنا في الحبيب يسوع، وسيتذكر بأن الرب يسوع جعل من جرح نهاد علامة تذكر بجراحه على الصليب، تلك الجراح التي بها شفينا”.
الراعي
من جهته قال الراعي:”إن الرسالة التي اوكلها الله الى السيدة نهاد الشامي ،عبر قديس لبنان والعالم، هي ان تكون رسالة وعلامة ومثلا صالحا حيا ليعود الناس الى ربهم والى الصلاة والتثبت بالايمان، وهكذا اصبح بيتها في بلدة حالات مزارا يتقاطر الناس اليه من كل اصقاع العالم ومن كل الطوائف والاديان . فاض الله عليها بنعم كثيرة منها الزيت الذي يرشح من صورة القديس شربل في منزلها، واوراق السنديان التي يباركها مار شربل في كل غطاس لتكون الدواء الشافي لكل داء طبعا كل حسب ايمانه ، وقد فهمت نهاد الشامي ان العائلة هي الاساس بمشروع الرب لذلك جاهدت ، صبرت وتحملت الكثير من المصاعب”.
ختم:” يطول الحديث عنها لكن بالمختصر المفيد اقول، تسلحت بالصلاة اليومية واعمال المحبة والتسامح والخدمة فقاومت الشر بالحب لانها فهمت انه في النهاية لن يبقى الا المحبة ومن يزرع الحب لا يحصد الا الحب”.
نصار
ثم تحدث نصار عن العلاقة التي تربطه بالقديس شربل منذ طفولته ، واستذكر الايام التي قضاها في عنايا مع والديه واخوته، مؤكدا ان “القديس شربل هو قديس عابر للطوائف”. واشار الى “الرهبة التي تعتريه في وجوده في هذا الاحتفال “، كاشفا ان “الاحد المقبل سيكرس ويدشن البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي كنيسة مار شربل في مدينة فلورانس الإيطالية التي اعاد ترميمها قنصل لبنان الفخري في فلورانس شربل شبير، ابن بلدة الفيدار الجبيلية، وستكون الكنيسة الثالثة التي تحمل اسم القديس شربل في ايطاليا بعد روما وميلانو”.
وتحدث عن “التحضير منذ اليوم لاقامة يوم سنوي لمار شربل العالمي في السنة المقبلة، وذلك ضمن استراتيجية السياحة الدينية التي اطلقتها وزارة السياحة”، وشكر لبلدية حالات “قرارها وللوزير مولوي موافقته على تسمية الشارع بإسم السيدة نهاد الشامي”. وقال:”نحن اليوم في لبنان، اكثر من اي يوم مضى بحاجة الى التمسك بإيماننا ومد اليد لبعضنا، واعادة ربط جسور المحبة والتوافق والحوار وقبول الاخر، ورغم كل شيء، ورغم الايام الصعبة التي نعيشها هذا يزيدنا ايمانا وارادة ومحبة، لان الصلاة والمحبة هما الرجاء اللذي يوصلنا الى الخير”.
وتلا نصار مضمون القرار 82 الصادر بإدراج كابيلا القديس شربل على خارطة السياحة الدينية والترويج له محليا وعالميا ، متمنيا للشامي “العمر المديد بالصحة والسعادة”، ثم سلمها القرار .
وفي الختام ، القى نجل الشامي، سعد الشامي كلمة وشكر كل من ساهم في هذا الإحتفال، ثم أزيحت السّتارة عن اللوحة التذكارية التي تخلّد تسمية الشارع باسم نهاد الشامي”.