بقعوني في قداس الميلاد: للالتزام بالوطن والمجتمع والنضال من أجل تطويره

ترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني، قداس عيد الميلاد المجيد، في كنيسة المطرانية، بمشاركة النائب العام الارشمندريت كميل ملحم والنائب القضائي الاب القاضي اندره فرح، وبحضور المطران كيرلس بسترس، وقد خدمت القداس جوقة المطرانية بقيادة المرنم ايلي اسعد ومشاركة مرنم المطرانية الاول الاستذ روبير رومية، في حضور حشد كبير من المؤمنين، تقدمهم عضو المجلس الدستوري القاضي ايلي مشرقاني، المفتش العام للامن الداخلي العميد فادي صليبا، السفير سمير شما، القنصل غابي ابو رجيلي، رجل الاعمل نقولا بو خاطر، الشيخ البير القاصوف والاعلامي غسان حجار.
العظة
بعد الانجيل المقدس، القى بقعوني عظة جاء فيها:
“المسيح ولد فمجدوه،
اتمنى عيدا مباركا رغم كل الظروف والتحديات، أكان على الصعيد الشخصي والوطني والاقليمي، ورغم ذلك فنحن نعيد لأن رجاءنا وايماننا ليس من هذه الأرض ولأن مخلصنا أتى ولأن الرب أبانا يحبنا.
في الرسالة الى اهل غلاطيا يقدم لنا الرسول بولس عصارة خبرته مع الله، فيقول:” عند ملء الزمان ارسل الله أبنه مولودا من امرأة، ومولودا تحت حكم الشريعة ليفتدي الذين هم تحت حكم الشريعة، وتحت حكم الناموس ولننال التبني ونصير أبناءه. اذا، نحن لسنا بيتامى بل لدينا أب في السماء واله ليس ككل الالهة، فالذي حير الفلاسفة كشف لنا عن ذاته بأنه محبة وهذه حقيقة، نحن بحاجة ان نتذكرها دائما خصوصا في الصعوبات، ونحن لسنا بيتامى رغم ان شعور الكثير منا في هذه الأيام بأنه ليس لنا مرجعية وشخص نلجأ اليه، فماذا نفعل ونصنع في وسط كل هذه الظروف؟”
اضاف:” كشف لنا الابن بتجسده عن الأب، والاب تبنانا، فنحن لسنا بمتروكين، الله يحبنا وهو معنا”.
وأشار إلى آخر ارشاد رسولي للبابا فرنسيس تحت عنوان: “انها الثقة”، ويتحدث في هذا الإرشاد طوال الوقت عن القديسة تريزيا الطفل يسوع التي كانت تكرر دائما بأن لديها ثقة بالاب، وهذه حقيقة هي حقيقة إيمانية ولاهوتية. ونحن في الممارسات اليومية بحاجة لأن نحيا كأشخاص لديهم آب يعتني بهم وبشؤونهم وبحاجاتهم الروحية والزمنية.
وأشار إلى ان “غفران الخطايا هي المرحلة الأولى للخلاص، والخلاص يعني أيضا ان ننال الحياة الأبدية وملء الحياة. والحياة الأبدية تعني بأن نبني ملكوت الله على هذه الأرض. فمن يريد الخلاص يجب أن يذهب إلى العمق ويلتقي بجديد مع يسوع المسيح وان يعود من جديد اليه، ويصدق بأن المخلص هو يسوع وليس المال ولا الجاه والمراكز”.
وقال: “نحن بحاجة جميعا أن نجدد رغبتنا للقاء بيسوع لنطلب منه الخلاص الذي ليس ببعيد عنا. فالمسيح أتى الينا وهو اقترب منا، أتى إلى معاناة الكرة الأرضية إلى معاناة الشعوب وفقرهم وأمراضهم، إلى الظلم، فالأب بحكمته ومحبته ارتأى بأن يرسل أبنه الوحيد ليخلص العالم، كما سلم الرسل والمعمدين رسالة حمل الخلاص للجميع، وبناء ملكوت الله وملكوت هذه الدنيا الملأى بحضور الله، فيجب الا نستسلم فمعظم المسيحيين استسلموا ولم يعد يرضون بالنضال والجهاد وبناء الملكوت، واداروا اذانهم واصغوا إلى الكثير من الفلسفات والكلام الذي لا يفيد شيئا”.
وختم بقعوني: “اشجع اليوم الجميع في عيد الميلاد ان يلتزموا بالمجتمع وبالوطن، والنضال من اجل التطوير والتحسين، وأن نقبل الخلاص ونساعد الأخرين على معرفة يسوع المسيح”.
وفي ختام القداس، تبادل المؤمنون المعايدة بالعيد على انغام اناشيد ميلادية.