ترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني قداس عيد الظهور الالهي في كنيسة القديس يوحنا الذهبي الفم في بيروت بمشاركة المطرانين كيرلس بسترس وجوزف جبارة، النائب العام الارشمندريت كميل ملحم والنائب القضائي الاب القاضي اندره فرح، وخدمت القداس جوقة المطرانية بقيادة المرنم ايلي اسعد، بحضور حشد من المؤمنين والفاعليات السياسية والعسكرية والقضائية.
وبعد الانجيل المقدس القى المطران بقعوني عظة تناول فيها معنى الظهور الالهي وقال:”اليوم عيد لأننا في مثل هذا اليوم عرفت البشرية من هو الله الذي حير فكر العلماء والفلاسفة والفكر البشري بأكمله، وظهر لنا في مثل هذا اليوم، وعرفنا من هو الله، هو آب وابن وروح قدس وظهر لنا باينه الوحيد يسوع المسيح، عندما نسمع صوت الآب قائلا: هذا هو ابني الحبيب “.
اضاف: إذا هذا هو الله والآب والروح القدس يؤيدان رسالة يسوع، وعرفنا أن الله محبة وهو يريد أن يخلص جميع بني البشر بنعمة مجانية منه، إذ أننا لا نستطيع أن نشتري رضا الله وأن نشتري السماء وأن نخلص أنفسنا بأنفسنا بل نستطيع فقط أن ننفتح لنعمة الله وأن نرجع إلى الله وأن نتوب ونجاهد للعمل بمشيئته. فالمسيح اقترب من جميع مكونات المجتمع البشري وهو لم يأت للميسورين والوجهاء ولرجال الدين، بل أتى للجميع وللفقراء وساوى نفسه بهم ، وأتى إلى البعيدين والخطأة وعندما قبل أن يتعمد على يد يوحنا الذي كان يعمد معمودية التوبة لغفران الخطايا، هو ليس بخاطئ بل قبل مشيئة الآب أن يساوي نفسه بهؤلاء كي يقول لهم انا اتيت من أجلكم وللذين هم بلا رجاء وللذين هم في حالة يأس من شرهم أو خطيئتهم والذين تعبوا من حمل اثقالهم يقول لهم يسوع انا جئت من أجلكم وساويت نفسي بكم، من أجل المرضى والمرذولين والمهمشين في مجتماعنا ولكن الله اقترب من الجميع”.
وتابع:” هذا يوم الفرح لان الله ليس محصورا بفئة وخلاصه ليس محصورا بفئة بل الخلاص يشمل الجميع شرط أن يرغب الإنسان أن ينال هذا الخلاص وأن ينفتح لهذا الخلاص وأن يرجع لله وأن يتبنى في حياته مشروع الآب ويصبح ابنا آخر، فمن يلبس المسيح يلبس مسيحا آخر”.
وقال بقعوني:”نفرح اليوم لان لنا هوية جديدة وعيد الظهور الإلهي هو من أقدم الأعياد المسيحية، حتى قبل عيد الميلاد لان بالنسبة لنا اهم ما حصل عدا الآلام والموت والقيامة هو هذا الحدث الذي ظهر به الله للبشر، وكشف لنا عن ذاته بابنه الوحيد:.
وتابع:”خذلنا من هذا العالم ومن بعض ابناء البلد ومن بعض أفراد العائلة احيانا وصدمنا من أمور كثيرة ولكن الوحيد الأمين الذي لا يخدعنا ويريد خيرنا وخلاصنا وملء الحياة لنا هو الرب يسوع. فهو يريد أن يمنحنا الحياة ويريد من خلالنا أن يصل إلى الآخرين اي أن نحمل مشروع الآب إلى الآخرين ونترجم ذلك في حياتنا اليومية في مجتمعنا لان الكل بحاجة إلى هذا الخلاص وعلينا أن نشكر الله لانه كشف لنا عن ذاته وأن نقبل متابعة المشوار وان نرسل إلى الآخرين بشهادة حياتنا بمحبتنا وصبرنا وغفراننا، فهذه كلمات أصبحت صعبة على البعض منا، والبعض منا أصبح انتقائيا باتباعه ليسوع، اما الله فأحبنا بمجانية وهو يدعونا للامتثال به والعمل لخلاص الناس مثله”.
وختم بقعوني:”نصلي لانتخاب رئيس للجمهورية ونطالب النواب بعدم الخروج من المجلس قبل انتخاب رئيس اذا كانوا فعلا يمثلوننا وكذلك نطالب كل من يتولون مسؤولية مدنية أو روحية أو قضائية أو أمنية بالسعي من أجل الخير العام وخير الآخرين، وأن ينصرفوا لشؤون مجتمعنا، وعلينا نحن أيضا أن نلتزم في يومياتنا العمل من أجل الخير العام على مختلف الصعد، على أمل أن يمن الله علينا وعلى بلادنا بالسلام والطمأنينة والحلول التي نحن بحاجة إليها”.
وفي ختام القداس اقيمت رتبة تقديس المياه وتم نضح المؤمنين بالماء المقدسة ثم انتقل الجميع الى صالون المطرانية لتبادل التهاني بالعيد.