اليوبيل، قواعد الحصول على الغفرانات

نشرت محكمة التوبة الرسولية الوثيقة التي تشير إلى الأساليب والممارسات والأماكن المقدسة، في روما وفي العالم، والتي يمكن من خلالها الحصول على عطية الرحمة هذه في أشهر السنة المقدسة، ولا سيما في رحلات الحج ومن خلال أعمال المحبة
إن الغفران الكامل هو نعمة يوبيلية تسمح لنا باكتشاف رحمة الله التي لا تعرف الحدود”. تستشهد محكمة التوبة الرسولية بالوثيقة Spes Non confundit – المرسوم الذي أعلن من خلاله البابا يوبيل عام ٢٠٢٥ في ٩ أيار (مايو) الماضي، لكي تشرح في وثيقة مفصلة الأماكن والإمكانيات التي ستسمح للمؤمنين بالحصول على هذه العطية التي سيمنحها البابا ابتداءً من ٢٤ كانون الأول (ديسمبر) المقبل، عندما ستبدأ السنة المقدسة.
توضح “القواعد” أولاً أنه “خلال اليوبيل العادي لعام ٢٠٢٥، يبقى ساريًا كل منح آخر للغفران الكامل” وبالتالي، في ظل الظروف المعتادة، سيكون من الممكن الحصول عليه وتطبيقه أيضًا “على نيّة النفوس المطهرية”. لكن يبقى الحج بالتأكيد الأداة التي تسلط الضوء عليها بشكل خاص محكمة التوبة الرسولية، أكان الحج إلى روما إلى “واحدة على الأقل” من البازيليكات البابوية، أو إلى الأرض المقدسة إلى واحدة على الأقل من كاتدرائيات القيامة في القدس، أو الميلاد في بيت لحم أو البشارة في الناصرة. يمكن الحصول على الغفران الكامل أيضًا، تحدد الوثيقة، من خلال المشاركة في القداس وصلاة مسبحة الوردية ورتبة درب الصليب وغيرها من الاحتفالات في رحلة حج “إلى أي مكان مقدّس يوبيلي” أو “في ولايات كنسية أخرى”، والكاتدرائيات. والكنائس، بحسب تدابير الأساقفة المحليون. كذلك تشير الوثيقة أيضًا إلى أماكن مقدسة أخرى في روما وفي جميع أنحاء العالم كوجهات حج – من بينها المزارات الكبرى والبازيليكات مثل أسيزي ولوريتو وبومبي – وتسلط الضوء أيضًا على الإجراءات الخاصة للأشخاص الذين “ولأسباب خطيرة” (الراهبات المحصنات والمرضى والسجناء، وغيرهم…) يمكنهم الحصول على الغفران الكامل بدون المشاركة في رحلات الحج والاحتفالات.
وفي خطِّ الوثيقةSpes Non confundit ، التي يؤكِّد فيها البابا فرنسيس أننا “في سنة اليوبيل سنكون مدعوين لكي نكون علامات رجاء ملموسة للعديد من الإخوة والأخوات الذين يعيشون في ظروف صعبة”، توضح قواعد محكمة التوبة الرسوليّة أن الغفران “يرتبط أيضًا بأعمال الرحمة والتوبة”. وبالتالي فالدعوة للمؤمنين هي إلى إعادة اكتشاف أعمال الرحمة الجسدية والروحية، وبالتالي باختيار زيارة المرضى والسجناء والمسنين الوحيدين وذوي الاحتياجات الخاصة، سيكون من الممكن الحصول على الغفران الكامل في كل زيارة، حتى ولو مرة واحدة في اليوم. وتواصل الوثيقة أن الامكانية عينها ترتبط بمبادرات “تطبق بطريقة ملموسة وسخية روح التوبة التي تشبه روح اليوبيل”، ولا سيما من خلال إعادة اكتشاف “قيمة التوبة في أيام الجمعة” مع الامتناع “على الأقل خلال يوم واحد” عن الالتهاء واللهو “الحقيقي وإنما الافتراضي أيضًا”، مثل ذلك الذي تسببه وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وعن “الاستهلاك المُسرف”، على سبيل المثال من خلال ممارسة الصيام كما تشير الكنيسة، “وتخصيص مبلغ مناسب من المال للفقراء” أو “دعم أعمال ذات طبيعة دينية أو اجتماعية”، لصالح الدفاع عن الحياة والطفولة المتروكة، أو الشباب الذين يواجهون صعوبات، أو المسنين المعوزين أو الوحيدين، أو المهاجرين، أو حتى “من خلال تخصيص جزء مناسب من وقت الفراغ لنشاطات تطوُّعية”.
إنّ السنة المقدسة، كما تؤكد محكمة التوبة الرسولية في تقديم القواعد، هي فترة مميّزة نختبر فيها المغفرة الإلهية. ولهذا السبب، في الجزء الأخير من الوثيقة، يتم إعطاء فسحة لكل ما يسهل الوصول إلى الاعتراف، مع سلسلة من السلطات الممنوحة للأساقفة بهذا المعنى مع الدعوة لجميع الكهنة “لكي يقدموا باستعداد سخيٍّ وتفانٍ إمكانية واسعة للمؤمنين لكي يستفيدوا من وسائل الخلاص”. كذلك تقترح الوثيقة بعض الإرشادات العمليّة، مثل نشر “فترات زمنية للاعترافات”، والحث على “التواجد في كرسي الاعتراف، وتنظيم رتب توبة على أساس ثابت ومتكرر”، وكذلك طلب المساعدة من الكهنة المسنين الذين ليس لديهم مهام رعوية. أما التوصية الأخيرة للأساقفة فهي الاهتمام بأن يشرحوا “بوضوح الأحكام والمبادئ” التي هي في أساس الحصول على الغفران، مع تنشئة تأخذ في عين الاعتبار “بشكل خاص ظروف المكان والثقافة والتقاليد” لكل شعب.