النوايا *صافية* بين بكركي والمجلس الشيعي…البطريرك سيد نفسه والنوايا سليمة!

جوانا فرحات
المركزية – كما في بكركي كذلك في المقر الصيفي للبطريرك بشارة الراعي في الديمان. صمت وهدوء وتأمل. وباستثناء الزيارات الرعوية واللقاءات التي يجريها الراعي مع زواره في الديمان، لا يبدو أن ثمة تداعيات لمقاطعة رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب لقاء بكركي مع امين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين الذي ضم كافة ممثلي الطوائف في لبنان.
إلا أن هذا الهدوء الذي يؤشر إلى عودة العلاقة إلى طبيعتها بين بكركي والمجلس الشيعي لا ينسحب على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي. فالتراشق الكلامي من كلتي البيئتين لا يزال على أشُده في حين كان يفترض أن يؤطر بالكثير من الإنضباط أقله من أبناء الكنيسة الذين يواصلون هجومهم على سيد بكركي ويلقنونه درسا في الخطاب الوطني. وللتذكير بكركي والكرسي البطريركي هما الأساس والباقي تفاصيل.
بهذه الكلمات يتوجه مصدر كنسي رفيع عبر “المركزية” إلى أبناء الكنيسة والطائفة الشيعية بأن يتمثلوا بقياداتهم الروحية وانفتاحها وتلقفها لكل ما يمكن أن يأخذ البلد وشعبه إلى ما هو أبعد من إختلاف!.ويؤكد المصدر أن الموضوع انتهى والأمور بدأت تسلك طريقها الإيجابي على خط بكركي – الضاحية الجنوبية، بعد زيارة رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم إلى إدارة المجلس الشيعي الأعلى، ولقائه رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب. أما اللقاءات التي حصلت تباعا لعودة العلاقات الطبيعية بين الصرح والمجلس ، بدءا من لقاء النائب فريد هيكل الخازن البطريرك الراعي في بكركي للعب دور وساطة بين البطريركية المارونية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعد مقاطعة الشيخ علي الخطيب للقاء بكركي وآخرها زيارة المطران بولس مطر والوزير السابق وديع الخازن المجلس الشيعي ولقاء الخطيب فتأتي من باب التأكيد على النوايا السليمة وحرصا على الحفاظ على العلاقات الأخوية، والكلام للمصدر الكنسي.
منذ اللحظات الأولى للمقاطعة قال المونسنيور عبدو أبو كسم “بكركي ما بتقاطع حدا”، وهذا كاف بحسب المصادر التي تلفت بأن المجلس الشيعي قاطع قبل الظهر في حين شارك ممثل البطريرك الراعي المونسنيور أبو كسم في احتفال بمقرّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لإطلاق كتاب “الغدير والإمامة”، وأكد آنذاك أن الراعي أصرّ على المشاركة في هذا الاحتفال ونقل رسالة مصارحة ومصالحة للشيخ علي الخطيب في مسعى لتأمين تواصل بين بكركي والمجلس الشيعي، وذلك في إطار التلاقي وتبديد أي أجواء سلبية نتيجة مقاطعة المجلس لمأدبة الغداء التكريمية للكاردينال بيترو بارولين.
باختصار أبو كسم حضر في ما قاطع الخطيب لكن ” الموضوع لا يتحمل هذا القدر من رد الفعل، وإن كان هناك من سوء فهم في هذا الإطار. فبكركي لا تخاصم أحداً وقلبها مفتوح وتريد الحفاظ على وحدتنا مع بعضنا البعض”.
وفي اللقاء الذي تلا حفل التوقيع وجمع أبو كسم مع ممثلي رؤساء الطوائف في مكتب الشيخ الخطيب كانت جلسة مصارحة وتصفية قلوب على قاعدة “ماذا نترك للناس إذا أظهرنا كرجال دين هذه المواقف المشحونة؟ لدينا مسؤولية أدبية وبكركي لا تقاطع أحدا. لكن على أبنائنا أن يدركوا بأن موقف الكنيسة يختلف عن حسابات السياسة وأهلها، والكنيسة تسير على خطى الإنجيل الذي يدعو إلى الإلتقاء والتسامح والمحبة وتقبل الآخر ولن يجرؤ أي فريق حزبي أو سياسي أن يجر الكنيسة إلى صراعات أهلها الضيقة، وهي تتعاطى في الشأن الوطني وخطابها قد لا يعجب البعض لكنه حتما يرضي الأكثرية”.
بعد زيارته المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أكد الوزير السابق الشيخ وديع الخازن أن الوضع بين بكركي والمجلس الشيعي عاد طبيعيا وستتوقف السجالات، وكشف أن الشيخ الخطيب ابلغهما انه تم التعميم على كل ائمة المساجد والخطباء، ان يوقفوا الكلام المتوتر ويعقلنوا الخطاب باتجاه الوحدة والتضامن والوحدة الاسلامية – المسيحية، وهي الرسالة التي نقلناها من البطريرك الراعي في هذا الإتجاه. فهل يختلف مضمون خطاب بكركي ما بعد “المقاطعة والمصارحة” ؟
“عظات البطريرك الراعي لم ولن تحيد عن الخط الوطني بس لازم تبرد الأمور وما بدنا نصب الزيت ع النار”. وتضيف المصادر” في النهاية سيد بكركي هو صاحب القرار، ولديه ما يكفي من الحكمة والحنكة والوطنية ولا يحتاج إلى من يلقنه دروسا في علم الخطابة والشأن الوطني ومن غير المسموح أن يولّى عليه لتلقينه الكلام. فليسمحوا لنا جميعا. بكركي لها خطابها والموضوع طُوي ولن يتكررعلما أنه أخذ مداه وكاد أن يدخل لبنان في صراعات نحن في غنى عنها”.
وعن إمكانية حصول لقاء قريب بين الراعي والخطيب، تنفي المصادر هذا الكلام وتقول لا لقاء مماثل “لكن لا شيء يمنع حصوله وان يعاودا اللقاء عبر لقاء روحي أو عام لان الازمة انتهت وعادت العلاقة طبيعية” تختم المصادر.