عقدت في المركز الكاثوليكي للإعلام الندوة الأولى لإطلاق أسبوع الكتاب المقدس 2024، بعنوان “السلام في الكتاب المقدس”.
بداية رحب رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل عنداري بالحضور متمنيا “أعيادا مجيدة وعاما مباركا وعام سلام وطمأنينة”.
وقال:”نلتقي في هذه الندوة الأولى من العام الجديد حول موضوع السلام، لمناسبة أحد كلمة الله وأسبوع الكتاب المقدس – في غمرة الأيام الصعبة والحروب والظروف القاسية التي نعيشها، نصغي إلى وصية الرب يسوع يخاطب عالمنا: سلاما أترك لكم، سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم، أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا تفزع”.
اضاف:” نعم، يختلف السلام الذي يعطيه يسوع عن سلام العالم. فالعالم يعطي سلاما هشا، خارجيا وظرفيا، سلاما يهرب من المتاعب ويتجنب الضيقات. أما سلام الرب فهو عطية مجانية، ينبع من القلب ويدوم. سلام يشجع على مواجهة الصعوبات، سلام الإنتصار، سلام يحفظ القلوب والأفكار في المسيح يسوع الذي تجسد من أجلنا ومن أجل خلاصنا إلهنا معنا- رافقته الأناشيد الملائكية: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام”.
وتابع:” يزرع الرب فينا السلام، لنصبح بدورنا رسل سلام. نسلط الضوء، في هذه الندوة، على السلام في الكتاب المقدس، على السلام والشباب، السلام والقطاع التربوي، والسلام وأسبوع الكتاب المقدس”.
ثم كان نقاش حول أبعاد السلام في حياتنا الكنسية أداره مدير مركز التفاعل في جمعية الكتاب المقدس الخوري جو عيد.
بطرس
وشرح مطران الدائرة البطريركية للسريان الكاثوليك المطران إسحق جول بطرس “كيف أن السلام عند الشبيبة هو على ثلاث مستويات: أولا السلام في حياتهم اليومية، ثانيا على مستوى علاقاتهم الإنسانية وثالثا سلامهم الداخلي. واعتبر أن الكنيسة تساهم في مسيرة السلام عند الشبيبة من خلال فتح أبوابها وخلق جماعات تؤمن المساحة الآمنة للنمو الإنساني ومواجهة الظلم والسعي الدؤوب لإحلال السلام”.
الخوري
من جهتها، اعتبرت منسقة الرابطة الكتابية في لبنان الأخت باسمة الخوري المدبرة في جمعية الراهبات الأنطونيات، أن “هناك فرقا بين العهد القديم والعهد الجديد في النظرة إلى الله ودعوته إلى السلام. فالكتاب المقدس طريق تربوية يمشي فيها الله مع الإنسان نحو الحقيقة الكاملة التي كشفت بالمسيح. والسلام الذي أرساه المسيح هو حلم وليس وهم، من الصعب تحقيقه ولكن على الإنسان أن يسعى ونعمة الله هي التي تعمل في الإنسان ومن خلاله في العالم”.
نصر
اما الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، فتحدث عن “الأزمات المتعددة التي تطال القطاع التربوي في لبنان من الناحية الإقتصادية والسياسية والأمنية والنفسية”. واعتبر أن “التركيز يجب أن يكون الهدف الأساسي والهوية المسيحية للقطاع التربوي المسيحي وهو بناء مواطن وإنسان ملتزم من خلال التربية المتكامل”.
كما أشار إلى “أهمية المبادرات الفردية المساعدة على وعي المؤسسات والأساتذة والطلاب والأهل على حجم الأضرار النفسية للأزماتوكيفية الحد من تأثيرها،” ووجه تحية شكر لجمعية الكتاب المقدس لجهودها في هذا الإطار، ولكنه دعا إلى” وضع برنامج وطني متكامل والتعاون بين الجميع لموادهة هذه الظروف الإستثنائية”.
ندره
بدوره، حدد الأمين العام لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الأب كلود ندره أهم الأهداف من إحياء أحد كلمة الله وأسبوع الكتاب المقدس وهي” إيقاظ الوعي على أهمية الكتاب المقدس في حياة الكنيسة والفرصة الأنسب لقراءة أهم الوثائق الكنسية”. كما أوضح أن “اختيار “السلام في الكتاب المقدس” كعنوان للأسبوع الحادي عشر أتى كصرخة خارجة من الواقع وأن السلام بالأساس هو ارتباط بشخص يسوع المسيح”.
ختمت الندوة بخلاصة قيمة مع مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو ابو كسم الذي شكر المحاضرين ودعا الجميع “للتأمل حول كيفية عيش السلام مع الذات لكي يصبح الإنسان رسولا للسلام في مجتمعه”.