الندوة الأولى لإطلاق *أحد كلمة الله* و*أسبوع الكتاب المقدس الثاني عشر* في المركز الكاثوليكي للإعلام

عقدت في المركز الكاثوليكي للإعلام الندوة الأولى لاطلاق “أحد كلمة الله” و”أسبوع الكتاب المقدس الثاني عشر 2025″ الذي يمتد من 26 كانون الثاني الحالي حتى 2 شباط المقبل بعنوان “الرجاء لا يخيّب”، شارك فيها مدير المركز المونسنيور عبده أبو كسم، الامين العام لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الأب كلود ندره، المدبرة العامة في جمعية الراهبات الانطونيات رئيسة الرابطة الكتابية في لبنان الأخت باسمة الخوري، منسق اللجنة الوطنية لرعوية الشبيبة روي جريش وأمين عام جمعية الكتاب المقدس مايك بسوس.
بداية رحب أبو كسم بالحضور مستهلا كلمته بتوجيه التهنئة لرئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون قائلا:” وفي اليوم الاوّل بعد انتخاب رئيس الجمهوريّة الجديد العماد جوزاف خليل عون، نتمنى له ان يبدأ عهدا ميمونا ومكلّلا بالنجاح، ونسأل الله ان يحميه ويأخذ بيده على رأس الجمهوريّة اللبنانيّة، وان يحمي لبنان وشعبه، وان يعيد اليه رونقه وازدهاره”.
اضاف ابو كسم:”بالعودة الى الجذور والى كلمة الله التي تزيّن حياتنا وتزرع الرجاء في نفوسنا، وتغذي ايماننا لنزهر اعمالا صالحة ترضي قلب الله وتنبت المحبّة في ما بيننا، يسرّنا اليوم ان نطلق اسبوع الكتاب المقدّس 2025 مرحّبين باسم سيادة المطران انطوان نبيل العنداري رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام، برئيس جمعيّة الكتاب المقدّس الدكتور مايك بسوس وباعضاء اللجنة المحترمين، وبالسادة المنتدين وبالمشاهدين الكرام، متمنين ان تكون هذه السنة اليوبيليّة التي اطلقها قداسة البابا فرنسيس سنة رجاء في قلب الكنيسة والعالم”.
ندرة
بعد ذلك تحدث الأب ندرة عن “الرجاء والكنيسة”، فاشار الى ان” هذا المؤتمر الإعلامي، يندرج في إطار الاحتفال بيوم كلمة الله، الّذي حدّده مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان تجاوبًا مع القرار الذي اتخذه قداسة البابا فرنسيس في الثلاثين من أيلول سنة 2019 في الإرادة الرسوليّة “Aperuit illis” “فتح أذهانهم” والتي دعا من خلالها إلى الاحتفال سنويًّا بيوم “كلمة الله” في الأحد الثالث بعد عيد “الدنح”، للتأكيد على مركزيّة وأهميّة وأساس ومحوريّة “كلام الله” في الكتاب المقدس في حياة الكنيسة والمؤمنين ورسالتهم، وللدلالة على الترابط الجوهري بين شخص “كلمة الله” الذي صار إنسانًا يسوع المسيح، وبين كلمة الله الّمكنونة في الكتاب المقدّس في عهديه.
الاحتفال بكلمة الله يتطلّب استعدادًا داخليًّا وخارجيًّا، وهنا لا بدّ من شكر اللجنة الأسقفيّة اللاهوتية الكتابية والرابطة الكتابية وجمعية الكتاب المقدّس على ما يقومون به من مبادرات وانشطة وندوات ودورات لتهيئة هذا اليوم ولجني ثماره في بناء علاقة مع الله بالذات الّذي لا يكتفِ بان يخاطبنا عبر كلمته بل يحضر بيننا ومعنا وفينا وتبلغ هذه الحقيقة ذروتها عندما يصبح الخبز بواسطة الكلمة التي يضعها الروح على فم الكاهن جسد ابن الله القائم من الموت في القدّاس”.
وقال:”لقد اختارت اللجنة المنظمة الاحتفال بهذا اليوم وباسبوع الكتاب المقدس تحت عنوان الرجاء لا يخيّب، وذلك انسجامًا مع مسيرة “حجّاج الرّجاء” في هذه السنة اليوبيليّة التي اعلنها قداسة البابا فرنسيس في مرسوم الدعوة إلى الاحتفال باليوبيل، بعنوان: “الرجاء لا يُخيّب”. الكنيسة جماعة المؤمنين بالمسيح، ابن الله المتجسّد الّذي كشف لنا طبيعة الله الثالوث، الآب والابن والروح القدس. هذه الكنيسة، تعيش وتشهد بحسب العطايا والمنح والمواهب التي يفيضها الله في قلوب المؤمنين بواسطة روحه الّذي يواصل في الخليقة عمل الخلاص كما دبّره الآب وأتمّه الابن يسوع المسيح بتجسده وموته وقيامته. ولكي تتمكّن الكنيسة أي نحن المؤمنين من سلوك مسيرة الخلاص التي فتحها لنا المسيح يسوع، ودعانا لاتباعه فيها، أفاض بالروح القدس عطايا الفضائل الإلهية، على كلّ إنسان، استجاب بحريته وإرادته ومعرفته لدعوة الله، تلك الفضائل التي تنبع من حقيقة الله الثالوث في ما هو، أعطيت للإنسان، لكي يتمكن بقبولها أن يجيب على دعوة الله له. تلك الفضائل كما تعلمون هي الإيمان والرجاء والمحبّة”.
اضاف:”هذه الفضائل تترابط وتتحد في مصدرها وفي هدفها، في منبعها وغايتها، فهي تنبع من الله وهي تهدف إلى تقديس الانسان ليشترك في الحياة الإلهيّة. فنحن نؤمن لأننا نرجو ونحب، ونحن نرجو لأننا نؤمن ونحب، ونحن نحبّ لأننا نؤمن بالله ونرجو به”.
وقال:”الكنيسة اليوم تدعونا بشخص قداسة البابا فرنسيس إلى عيش فضيلة الرجاء. وهو الفضيلة الالهية التي بها نرغب في ملكوت السماوات، والحياة الابدية، رغبتنا في سعادتنا، واضعين ثقتنا بمواعيد المسيح، ومستندين لا الى قوانا الذاتية بل الى عون نعمة الروح القدس، ولهذا السبب دعا قداسته إلى عيش هذه السنة اليوبيليّة في الكنيسة كحجاج للرجاء، أي أن نسير على دروب عالمنا المعاني ونواجه التحديات الكبرى التي تعترضنا من حروب ومآس ومن اختلافات وخلافات متحلّين بقوّة الحب والايمان لنعلن برجاء لغة السلام والفرح لغة الاخوة والتعاون لغة الانفتاح والقيم وندرك في انسانيتنا ما أدركنا به المسيح من رجاء، لأننا إن وضعنا رجاءنا بالمسيح وبصورة انسانيته الإلهية فرجاؤنا لن يخيب. لنسر قدمًا ونطلب نعمة الرجاء، الرجاء مع الصبر. وإننا نرى في حدث انتخاب فخامة رئيس الجمهوريّة العماد جوزف عون أمس، علامة رجاء جديد لوطننا وللمجتمع، فنصلي لأجله لكي يقود الوطن بالرّجاء إلى ما فيه خير أبنائه، ورفعة رسالته. ولننظر دائمًا إلى أن الرب الذي هو قريب منا على الدوام، ولنتذكّر أن العنف والحقد والموت لن ينتصروا أبدًا لنسر قدمًا ولنطلب من الرب أن يمنحنا فضيلة الرجاء العظيمة هذه، مصحوبة بالصبر. طوال حياتنا ومن خلال عيشنا مسيرة اليوبيل كحدث ارتداد إلى الانسان الكامل يسوع المسيح”.
ودعا ندرة “الجميع للاحتفال بأحد كلمة الله وبأسبوع الكتاب المقدس وبالمؤتمر البيبلي، وبقداس يوم كلمة الرب الّذي يحتفل به صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكليّ الطوبى، الأحد في 26 الجاري الساعة العاشرة صباحًا في كنيسة الصرح البطريركي – بكركي”.
الخوري
ثم تحدثت الأخت الخوري عن “المؤتمر البيبليّ التاسع عشر بعنوان “الرجاء لا يخيّب” فقالت:”في إطار إعدادنا لموتمر الكتاب المقدّس التاسع عشر وموضوعه “الرسالتان الى غلاطية وروما”، وهو الحدث الّذي دأبت رابطتنا الكتابيّة على تنظيمه منذ أكثر من 38 سنة ولم تتوقّف في أصعب الظروف التي مرّ بها وطننا؛ وبعد أن أصرّت رابطتنا هذه السنة أيضًا على إقامته رغم الظروف القاسيّة، لا بل للإجابة على هذه الظروف القاسيّة، ببركة غبطة أبينا البطريرك الذي وافق بسرور على رعايته وترؤس حفل افتتاحه، في الصرح البطريركي في بكركي في السادس والعشرين من شهر كانون الثاني 2025، نعلن عن انعقاده من 26 الى 30 ك2 2025، وإنه لمن دواعي سرورنا أن نعود الى عادتنا القديمة في استضافة محاضر أجنبيّ يغني مؤتمرنا بمحاضراته وقد وقع الخيار هذا العام على جان نويل اليتّي الراهب اليسوعيّ، المتخصًص في الأدب البولسيّ”.
اضافت: “في هذه السنة اليوبيليّة التي وضعها قداسة البابا تحت عنوان “حجّاج الرجاء” وفي إطار ما نحياه في لبنان والشرق من أسباب تضيّق علينا الخناق حتى الوصول الى حافة اليأس وفقدان الرجاء، أردنا أن يتركّز موضوع مؤتمرنا التاسع عشر حول رسالتي القديس بولس الى الغلاطيين والرومانيين، وقد أخذنا عنوانًا له “الرجاء لا يخيّب”.
وعن تفاصيل المؤتمر، اشارت الاخت الخوري الى انه “إلى جانب حفل الإفتتاح يوم الأحد 26 كانون الثاني، يمتد المؤتمر على مدى 4 أيام، الإثنين 27، الثلاثاء 28 والخميس30 كانون الثاني في مقرّ المعهد العالي للعلوم الدينيّة في الجامعة اليسوعيّة- بيروت، أما الأربعاء 29، فسنكون في ضيافة كليّة اللاهوت في جامعة البلمند”.
ولفتت الى ان “المؤتمر يتضمن 22 محاضرة حضّرها ويقدّمها أعضاء الرابطة الكتابية في لبنان، من أساقفة وآباء وأخوات وإخوة مختصّين في علم الكتاب المقدس ولاهوته مشكورين. نُسِّقت هذه المحاضرات بحسب منطقٍ متماسك ومتدرّج، على ثلاثة أقسام:
– مداخل ومقدّمات تتناول هويّة وحياة الرّسول بولس وخدمته، مع التّشديد على الخلفيّات التاريخيّة للرسالتين؛ ظروف كتابتهما؛ ومقاصد بولس منهما، إضافة الى ⁠إشكاليّة المنطقة الجغرافية للكنيستين؛ و⁠الخلفية الرؤيوية لفكر الرّسول. ولحسن سير المؤتمر، تمّ فصل يوم خاص لكلّ من الرسالتين يتركّز حول منطق كل رسالة وجدليّاتها وإشكاليّتها، ونصوص ومواضيع يمكن أن تكون خاصة بإحدى الرسالتين أو مشتركة بينهما. وسيكون المؤتمر هجين الشكل، أي حضوريّ وعن بعد في الوقت عينه، إن بما يخص المحاضرين أو بما يخص الحضور، ممّا يسهل المشاركة على كل الإخوة والأخوات وعلى من هم من الشرق الأوسط بشكل خاص، فلا يكونوا ملزمين بالحضور الشخصيّ”.
وقالت:”اليوم، ونحن نشعر أننا في أمسّ الحاجة الى التعمّق في كلام الله وفي الرجاء الذي يحمله، نعي تمامًا بأننا لن ننجح في تركيز رجائنا المترنّح جرّاء الآلام والمآسي المتلاحقة، إلاّ على أساس الايمان بموت المسيح وقيامته، مرورًا بما عمله وعلّمه في حياته على أرضنا، وبالتسامح، والتعلّم من مآسي التاريخ وصعوباته، على مثال ما عاشه من سبقنا في الايمان، فيكونوا دروسًا نستلهمها لحاضرنا وللمستقبل. وتبقى كلمة الحقيقة والنقاش العلمي والروحي هما المدماك الأساس لهذه الدروس، وهو ما نبتغيه من مؤتمرنا”.
بسوس
وتطرق بسوس الذي ادار الندوة الى اهمية اسبوع الكتاب المقدس وغايته وعيشه، مقدما “نبذة عن البدء بالاحتفال بأسبوع الكتاب المقدس منذ ان اعلنت الكنيسةَ خلال زيارة قداسة البابا بنديكتوس لبنان عام 2012، سنةَ الكتابِ المقدسِ”، مشيرا الى ان “المسيرة لا تزال مستمرة حتى اليوم”.
واشار الى ان “اللجنة المنظمة المؤلفة من مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، الرابطة الكتابية، جمعية الكتاب المقدس وAPECL Jeune تقوم بالتنسيق لنشاطات الاسبوع، وهي الآتية:”
• ندوات في المركز الكاثوليكي للإعلام، على ان تكون طاولة حوار يتشارك فيها المحاورون حول موضوع الرجاء.
• الافتتاح: ، اطلاق المؤتمر البيبلي التاسع عشر في 26 كانون الثاني الساعة 3:30 بعد الظهر في بكركي
• محاضرات الرابطة الكتابية من 27 الى 30 كانون الثاني في جامعة القديس يوسف وجامعة البلمند
• اطلاق المسابقة الاكترونية للمدارس الكاثوليكية في 31 كانون الثاني
• لقاء حول الكتاب المقدس لشبيبة مجلس أساقفة زحلة في 1 شباط
• الختام: لقاء عملي للشبيبة Bible Cruise تنظمه APECL Jeune في 2 شباط في مركز لقاء-الربوة من 3:30 الى 7 مساءً”.
جريش
وفي الختام تحدث جريش عن الشبيبة وتفاعلها مع كلمة الله فاشار الى ان “اللجنة الوطنية لرعويّة الشبيبة في مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان اتخذت هذه السنة الانطلاقة والعنوان من رسالة قداسة البابا فرنسيس لليوم العالمي للشبيبة الذي احتفلت به في 24 تشرين الثاني 2024 والذي قال فيها “الراجون في الرب يسيرون ولا يتعبون”.
وقال: “اننا كحجاج بدأنا نعيش هذه المسيرة، ضمن كنائسنا المحليّة بعودة الى الجذور بزيارة ولقاء مع الكنائس الشرقيّة في لبنان لننطلق من بعدها الى يوبيل الشبيبة في تموز في روما مع شبيبة لبنان”.
ولفت الى أن “عالمنا بحاجة إلى البشرى التي ترتكز على ثلاث حقائق: الأولى أن الهنا حي، والثانية هي ان الهنا خلصنا بواسطة يسوع المسيح والثالثة هي ان الهنا يحبنا. واذا تعمقنا في هذه الحقائق فنتمكن ان نعيش هذه الخبرة بطريقة مختلفة وهذا ما نحاول ان نقوم به في اللقاء العملي للشبيبة الذي سيعقد في 2 شباط المقبل في مركز لقاء بالربوة”.
ودعا إلى “تشجيع التواصل الرقمي لخلق روابط انتماء تحفز اللقاء والحوار وتوفر فرص جديدة لعيش سنودس الكنيسة بشكل افضل