لفت راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون، خلال ترؤّسه قدّاسًا احتفاليًّا بمناسبة الذّكرى الـ31 لشفاء نهاد الشّامي، في دير مار مارون- عنايا، عاونه فيه رئيس الدّير الأباتي طنوس نعمة، إلى أنّه “يُسعدني أن أحتفل معكم بهذه الذّكرى السّنويّة لشفاء نهاد الشّامي، بنعمة القدّيس شربل وصلاته وبركته، كي نصلّي معًا ونشكر الرّبّ الّذي يغدق محبّته على كلّ العالم، بشفاعة مار شربل”.
وأشار إلى أنّ “شفاءات القديس شربل تملأ كلّ العالم”، مبيّنًا “أنّنا عندما نذكر قدّيسينا، نذكر جملة “عجيب الله في قدّيسيه”. عظمة الله ومحبّته تتجلّى من خلال قدّيسيه، الّذي أصبح حضورهم بركةً في قلب العالم”. وذكر أنّ “آخر بركة كانت يوم الجمعة الماضي، عندما وُضعت أيقونة موزاييك للقدّيس شربل قرب ضريح البابا القدّيس بولس السّادس في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان”.
وركّز المطران عون على أنّ “حياة القدّيس شربل كانت عبارة عن صلاة وتأمّل وعمل. في صلاته، لم يكن يردّد الصّلوات فقط، بل الصّلوات الغنيّة والمليئة بآيات الكتاب المقدس. كانت في صلاته المادّة الدّسمة ليستطيع أن يتأمّل بكلمة الله كلّ النّهار”.
وشدّد على أنّه “إذا لم يعرف المسيحي أن يعود إلى كلمة الله، فلن يجد الغذاء الّذي يساعده أن يتقدّس كلّ يوم أكثر”، موضحًا أنّ “حَمل الصليب ليس بالأمر السّهل. الصّليب مؤلم وصعب، وكلّنا نتمنّى ألّا نجده في حياتنا، لأنّه يسبّب ألمًا. لكن يسوع يقول من يتبعني يجب أن يتعلّم حَمل الصّليب، أي أن نقبل الواقع الّذي يسمح الرّبّ فيه، والّذي فيه أحزان وأفراح وآلام”.
كما أكّد “أنّنا يجب أن نتعلّم أن نشكر ربّنا على كلّ الأمور الّتي تحصل معنا، وبالتّالي كلمته تساعدنا على كيفيّة قراءة الواقع، وعلى أن نفهم أنّه إذا سمح الرّب بالصّليب في حياتي، فذلك لأنّه يريد أن يقدّسني وأن أتبعه”، داعيًا إلى أن “لا يكون هناك بيت مسيحي لا يوجد فيه إنجيل، ولكن لا يجب أن نبقي هذا الإنجيل في المكتبة أو الدُّرج، بل يجب أن نراه ونكرّس يوميًّا وقتًا لنقرأ ونتأمّل فيه، ونصلّي إلى الرّب أن يساعدنا أن نكون تلاميذ له”.
وأفاد بأنّ “القدّيسين يعلّموننا الكثير في هذا المجال وخصوصًا القدّيس شربل، لأنّ كلمة الله سكنت في قلبهم، وانقادوا إليها”، مشيرًا إلى أنّ “صلاتنا يجب أن تقرّبنا من ربّنا، ونمتلأ من محبّته. لا حياة مسيحيّة مفصولة عن الشّهادة المسيحيّة. أكون مسيحيًّا إذا جعلتني صلاتي أذوب في ربّنا وأمتلئ من محبّته”. ولفت إلى أنّ “الإيمان والصّلاة والعلاقة مع الرّب والقدّيسين، هي لنتشبّه بهم ونمتلأ من محبّة ربنا، ونعيش الشّهادة المسيحيّة المطلوبة من كلّ واحد منّا يوميًّا”.