ترأس المدبر البطريركي لأبرشية بعلبك ورئيس أساقفة طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار جاورجيوس ضاهر الذبيحة الالهية الذي أقامته رعية القاع وبلديتها ومخاتيرها عن راحة نفس الصناعي والمزارع إميل وديع رياشي، في كنيسة مار الياس – القاع، عاونه الرئيس العام للرهبانية الشويرية الارشمندريت برنار توما والنائب الأبرشي الأرشمندريت يوسف شاهين وكاهن رعية القاع الاب ليان نصرالله والاب برنار بشور، في حضور قائد منطقة البقاع في قوى الامن الداخلي العميد نديم عبد المسيح، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا أبو فيصل، رئيس بلدية القاع المحامي بشير مطر وعدد من أعضاء المجلس البلدي والمخاتير، رئيسة مدرسة الراهبات الباسيليات الشويريات الام جوستين المعلم وأهالي شهداء التفجيرات الارهابية التي استهدفت القاع ووجوه اجتماعية.
ضاهر
بعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران ضاهر عظة جاء فيها: “أخرجهم خارجا إلى بيت عنيا. ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وصعد إلى السماء”. أيها الأحبة، عيد الصعود الإلهي، يرمز الى الارتقاء والعلو ويرمز الى السماء. الكنيسة تضع هذه الليتورجيا المميزة والصلوات الجميلة وتخبرنا كيف صعد يسوع الى السماء بعدما عاش 40 يوما، كان يظهر فيها من وقت الى آخر على الرسل حتى يثبت إيمانهم، ورغم ذلك بقوا ضعفاء. وأفضل أمثولة نأخذها من صعود المسيح الى السماء هي أن نعمل ونعلم ما فعله يسوع المسيح في رسالته على الأرض، هذه أمنية وموهبة وعطية، وفي نفس الوقت، هي طلب من يسوع المسيح لكل تلاميذه ولكل الذين آمنوا به”.
اضاف: “الراحل أبو حبيب، هذا الإنسان الذي نتذكره ونصلي لأجله والذي اشتهر بإيمانه الحي وورعه وتقواه، أحب الأرض فأحبته وأعطته من ثمارها بكثرة ووفرة، فانعكست عليه هذه الصفات، فبدل أن يكتفي بتملك الأرض والعقارات، آثر أن يمتلك محبة الناس وقلوبهم، فغرس بذور المحبة في عائلته ومدينته ومجتمعه وبلدته الثانية القاع، فكان محبا كالأرض، وكريما كالأرض، ومعطاء كالأرض. ونحن إذ نستذكره اليوم، نتذكر ما قدمه من عمل وعطاء، نتذكر قلبه الكبير وروحه النبيلة وإيمانه العميق. ومحبته للكنيسة كان يترجمها أعمالا وخدمة لا تعرف إلا المجانية، ولا ننسى أن تتذكر محبته ومساعدته لأبناء القاع إثر التفجيرات الانتحارية الأخيرة. لقد عاش حياته كشاهد على محبة الله، تاركا وراءه إرثا من الحب والعطاء والصدق”.
كلمة العائلة
بعد القداس القى المهندس وسيم حبيب رياشي كلمة باسم عائلة الراحل، قال فيها: “إن أعظم الوفاء هو وفاء الأحياء للأموات. فهو وفاء طاهر، وفاء صادق، ووفاء بلا مصالح. وها هي بلدة القاع الوفية، تعبر اليوم عن وفائها العظيم، لمن كان وفيا لها ولأرضها ولأهلها الطيبين، فإذ بها ترفع الصلاة والدعاء في هذا الصباح المبارك، مع إرتفاع البخور المقدس من أمام مذبح الله الغافر، لأجل راحة نفس المرحوم إميل الرياشي (أبو حبيب)، الذي أحب هذه الأرض الطيبة، وتعلق بها وبأهلها الصادقين والمخلصين، فأعطاها من كل قلبه، وزرعها حبا وعطاء وأملا، فأنبتت مشاريعا زراعية نموذجية، فاضت بالخير والبركات على أياديه البيضاء، وساهمت بإنماء وتنمية هذه المنطقة الحبيبة على قلوبنا جميعا”.
وختم: “بإسم العائلة الكريمة وبإسمي الشخصي، أتقدم بالشكر الكبير من صاحب السيادة المطران إدوار ضاهر ومن الاباء الاجلاء ومن رئيس وأعضاء مجلس بلدية القاع المحترمين ومن عموم أهالي القاع المخلصين، أهل المروءة والنخوة والوفاء، على بادرتهم الطيبة تجاه عائلتنا وعلى وفائهم العظيم لروح الراحل إميل رياشي”.
مطر
بدوره، القى رئيس بلدية القاع كلمة أشاد فيها ب”القيم الروحية والانسانية والوطنية عند الراحل رياشي الذي أعطى الارض بسخاء فبادلته العطاء بكرم كبير، لقد كان نموذجا ومثالا للتمسك بالأرض والوفاء لها، وخلال التفجيرات الارهابية التي استهدفت بلدة القاع وأدت الى وقوع شهداء وجرحى، وقف الراحل وفيا صادقا الى جانب الاهالي صامدا في ارضه التي كانت في مواقع خطيرة مواجهة للارهابيين، كما وقف داعما للاجهزة الامنية والجيش من خلال تقديماته المتنوعة”.
وختم متمنيا على “اهل الراحل رياشي أولاده واحفاده، الاستمرار في مسيرته الناجحة في الاستثمار الزراعي والصناعي لما في ذلك خير لأهل هذه المنطقة وكل لبنان”.