المطران ابراهيم احتفل بقداس احد الذخائر المقدسة ورفع الصلاة من اجل توفيق العميد الركن ايلي مينا في مهامه الجديدة.

احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بقداس احد الذخائر المقدسة في كاتدرائية سيدة النجاة، وفيه رفع الصلاة من اجل توفيق مدير عام الأمانة العامة في القصر الجمهوري العميد الركن الدكتور ايلي جورج مينا.
حضر القداس النائب جورج عقيص، النائب السابق شانت جنجيان، رئيس الرابطة البولسية بسام حداد، المدير العام السابق للأمانة العامة في القصر الجمهوري عدنان نصار، العميد مينا وعائلته وحشد كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران ابراهيم عظة تحدث فيها عن الذخائر المقدسة وما ترمز اليه في الحياة المسيحية، وهنأ العميد مينا بمنصبه الجديد فقال :
” صاحب السعادة، أيها الأحباء،
نلتقي اليوم حول كلمة الله الحيّة التي تُحيي وتجدّد، لنغوص في عمق الإنجيل المقدّس، في رواية شفاء المخلّع الواردة في إنجيل مرقس (2: 1-12)، حيث يقدّم لنا الربّ يسوع تعليمًا إلهيًا ساميًا، يربط فيه بين مغفرة الخطايا وتجديد الجسد، ليكشف لنا سرّ العلاقة العميقة بين خلاص الروح وقداسة الجسد، حتى يصير الإنسان نفسه ذخيرة حيّة، يسطع فيه مجد الله.”
واضاف ” دخل يسوع إلى كفرناحوم، “وسُمع أنّه في بيت”، فاحتشد الجمع حتى امتلأ المكان، فحُرم المخلّع من الدخول. لكنّ محبّة أصدقائه وإيمانهم قادهم إلى إزالة السقف وإنزاله أمام الربّ. يا له من مشهد مؤثّر! فالذين جاؤوا لحمل المخلّع لم يكتفوا بالإيمان القلبي، بل حوّلوا إيمانهم إلى فعل، متسلّحين بالشجاعة، ليصلوا بمريضهم إلى حيث ينبوع الشفاء.
هنا، يلفتنا أمرٌ عجيب: يسوع، قبل أن يشفي جسد المخلّع، خاطبه قائلاً: “يا بُنيّ، مغفورة لك خطاياك”. لماذا لم يبدأ بالشفاء الجسدي؟ لأنّ المسيح يعرف أن العلّة الكبرى للإنسان ليست في ضعف جسده فحسب، بل في عبودية الخطيئة التي تعيق النفس قبل الجسد. فالمسيح لم يأتِ ليمنحنا صحة عابرة، بل ليعيد إلينا الحياة الأبدية عبر تجديد الإنسان بكامله، روحًا وجسدًا.”
وتابع” إنّ أعظم سرّ يعلّمنا إيّاه هذا المقطع الإنجيلي هو أنّ مغفرة الخطايا ليست مجرد قرار سماويّ، بل هي قوّة خلاصيّة تتجلى في الجسد، لأنّ الإنسان كائنٌ واحد، متكامل، لا يُمكن فصل روحه عن جسده. فالخطيئة تشوّه صورة الله في الإنسان، ولكن حين يغفر الله، يعيد إليه كمال الصورة، فتستعيد الروح بهاءَها، والجسد نقاءه.
لهذا، عندما غفر يسوع خطايا المخلّع، لم يكن ذلك كلامًا رمزيًا، بل حقيقة وجودية: الروح غُسلت من الدنس، والجسد بدأ يستعيد قوّته، حتى أتى الأمر الإلهي الأخير: “قم، احمل سريرك وامشِ”. فالذي كان مشلولًا أصبح قادرًا على الحركة، والذي كان جسده مستعبدًا تحرّر، لأنّ الروح التي تنال النعمة تُقدّس الجسد أيضًا.”
واردف سيادته ” هنا نرى كيف أنّ الجسد، الذي كان يحمل عجز الإنسان، يصبح بعد المغفرة ذخيرة حيّة، وعاءً للنعمة الإلهية، شاهِدًا على مجد الله. فمن يغفر الله له خطاياه، لا يطهّر روحه فقط، بل يحوّله كيانًا مقدّسًا، أشبه بالأيقونة الحيّة، لأنّه لم يعد يحمل ثقل الخطيئة، بل صار محمولًا بالنعمة.
انتهت الرواية بمشهد رائع: الجميع اندهشوا ومجّدوا الله، قائلين: “ما رأينا مثل هذا قط!”. وهذا هو هدف كلّ خلاص يمنحه المسيح: أن يصير الإنسان شهادةً حيّة، ذبيحة حبّ مقدّسة، وذخيرة تعبق بالمجد الإلهي. فالله لا يغفر ليبقى عمله سرّيًا، بل ليصير الغافرُ والغفورُ معًا إعلانًا لمجد الله.”
وقال” اليوم، إذ نحتفل بأحد الذخائر، نُدرك أنّ الكنيسة تُكرّم ذخائر القدّيسين لأنّها أجسادٌ تقدّست بالنعمة، فصارت شاهدةً على عمل الله. لكن هذه الذخائر ليست فقط تلك التي نحفظها في الكنائس، بل كلّ جسد نقيّ، تائب، مغمور بالمغفرة، هو ذخيرة حيّة تسطع فيها نعمة الله.”
وعن العميد مينا قال سيادته ” في هذه المناسبة المباركة، لا يسعنا إلّا أن نرفع صلاتنا وتهانينا القلبية ونرحب بالعميد الركن الدكتور إيلي جورج مينا، بمناسبة تعيينه مديرًا عامًا للأمانة العامة في القصر الجمهوري.
ولد العميد الركن مينا في عين كفر زبد في ١٩٧٠/٦/١٤ وهو متأهل من السيدة هند عميل من بلدة رميش وله ولدان: إيلي وجورج. والده المرحوم جورج مينا كان موهل اول متقاعد في الجيش اللبناني، ووالدته روز فريحة اطال الله بعمرها.
تطوع في الجيش اللبناني في العام ١٩٩3 ورقي الى ملازم في العام ١٩٩٥ وتدرج بالرتب حتى رتبة عميد رکن عام ٢٠٢٢. يخدم في القصر الجمهوري منذ العام ١٩٩٩. حائز على إجازة في الكومبيوتر والاتصالات وماجيستر في إدارة الأعمال من جامعة كيبك مونتريال في إدارة الأعمال ودكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة بيروت العربية. أستاذ محاضر في الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم وجامعة Cardiff metropolitan. خضع لدورة أركان في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان ودورات في الداخل والخارج منها في بلجيكا والأردن وبريطانيا. حائز على أوسمة وتناويه عديدة. عُين مديراً عاماً للأمانة العامة في رئاسة الجمهورية في 6 آذار 2025.”
وختم سيادته” إنّنا نبارك له هذه المسؤولية الجليلة، ونسأل الله أن تكون خدمتُه شهادةً حيّة للحقّ والعدالة والوطنية الصافية، وأن يمنحه الحكمة والقوّة ليكون في موقعه ذخيرةً حيةً للبنان، حاملةً لمجد الله.”
وفي نهاية القداس اقيم تطواف بالذخائر المقدسة داخل الكاتدرائية، من ثم انتقل الحضور الى قاعة المطران اندره حداد حيث استقبل المطران ابراهيم والعميد مينا المهنئين، وجرى قطع قالب حلوى للمناسبة.