انعقد المجمع الأنطاكي المقدس برئاسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي في دورته الاستثنائية الثامنة عشرة في البلمند ما بين 13 و14 الحالي، واشار بيان، الى انه “حضر المجمع كل من أصحاب السيادة: الياس (أبرشيّة بيروت وتوابعها)، الياس (أبرشيّة صور وصيدا وتوابعهما)، سابا (أبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية)، سلوان (أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما)، باسيليوس (أبرشية عكّار وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية)، إسحق (أبرشية ألمانيا وأوروبا الوسطى). غطاس (أبرشية بغداد والكويت وتوابعهما)، أنطونيوس (أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا (أبرشية حماه وتوابعها)، باسيليوس (أبرشية أستراليا ونيوزيلاندا والفيلبين)، أثناسيوس (أبرشية اللاذقية وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما) ونيفن صيقلي متروبوليت شهبا وممثل بطريرك أنطاكية لدى بطريرك موسكو، غريغوريوس ( أبرشية حمص وتوابعها) وأنطونيوس (أبرشية بصرى حوران وجبل العرب). وحضر الأسقف رومانوس الحناة الوكيل البطريركي وأمين سر المجمع المقدس.
واعتذر عن الحضور المطران سرجيوس (أبرشية سانتياغو وتشيلي) دمسكينوس (أبرشية ساو باولو وسائر البرازيل)، سلوان (أبرشية الجزر البريطانية وإيرلندا)، إغناطيوس (أبرشية المكسيك وفنزويلا وأمريكا الوسطى وجزر الكاريبي)، يعقوب (أبرشية بوينس آيرس وسائر الأرجنتين)، وقد حضر المطران بولس يازجي المغيّب بفعل الأسر في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم”.
أضاف البيان: “مع اقتراب زمن الصوم المبارك، يشمل آباء المجمع المقدس أبناء الكنيسة الأنطاكية حيثما حلوا في أدعيتهم، سائلين الرب أن يكون هذا الزمن مجال قربى من السيد، وتعزيةً للقلوب، وانتصارًا على الشدائد التي يواجهونها على كافة الأصعدة. يلفت الآباء مجدداً إلى قضية مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم المخطوفين منذ نيسان 2013 ويؤكدون أن قضية المطرانين المخطوفين تمثل طعنة الباطل في جبين الحق المصلوبِ على قارعة المصالح والإهمال والتناسي والمتاجرة بمصير المسيحيين والأقليات في هذا الشرق المعذب الذي يناجي رحمانية الله بكل أطيافه الدينية”.
ورفع الآباء “الصلاة من أجل السلام في العالم أجمع، ومن أجل أبناء غزة الذين يعانون من ويلات الحرب ومن ظلم القيمين على القرار في المجتمع الدولي الذي يبدو أنّه فقد انسانيته. يصلي الآباء من أجل سوريا ومن أجل لبنان. وناشدوا العالم أجمع وقف آلة القتل في غزة ورفعَ الحصارِ وإحلالَ السلام. كما يناشد الآباء الجميعَ العملَ على درء أثر هذه الحرب على المنطقة وعلى لبنان بشكل خاص”.
وتوجهوا ب “أطيب الأمنيات للإخوة المسلمين وذلك في مطلع الشهر الفضيل ويسألون مراحمَ أبي الأنوار لهم في شهر الرحمة والصدقة. ويدعو الآباء أبناءهم المؤمنين إلى أن يكثفوا صلواتهم في هذا الزمن المبارك، من أجل الكنيسة الأرثوذكسية العالمية ووحدتها، ومن أجل الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المعترفة، التي يعاني أبناؤها من وطأة الحرب القاسية ومن العنف المنظم تجاههم، ومن خطر الإلغاء من الوجود، من خلال إصدار قوانين جائرة تهدف إلى إقفال هذه الكنائس ونقل ملكيتها إلى مجموعات دينية أخرى”.
وأخذ المجمع “علما بالنتيجة التي توصّلت إليها اللجنة المجمعية التي شكلها صاحب الغبطة بشأن الأحداث التي أحاطت باستقالة المطران جوزيف زحلاوي المتروبوليت السابق لأبرشية أميركا الشمالية، وأسف آباء المجمع، لأنه وعقب تقاعده، ادعى المطران المتقاعد جوزيف زحلاوي قيام حقوق لصالحه على أصول وأموال عائدة للأبرشية من دون وجه حق. كما بادر من خلال وكلائه القانونيين إلى مطالبة الأبرشية بمبالغ طائلة متوعدا باتخاذ إجراءات قانونية ومقاضاة الكنيسة أمام المحاكم، عاكسا من خلال مطالباته تصرفا لا يليق بمطران حيال الأمور المالية، وانتهى به الأمر إلى التقدم بدعوى قضائية أمام المحكمة المدنية في الولايات المتحدة الأميركية بوجه الأبرشية”.
ووجد المجمع، “هذه الأفعال مخالفة لروح الكتاب المقدس والشرع الكنسي، لجهة أن المطران زحلاوي قد خالف مذنبا أحكام الشرع الكنسي المرتبطة بالتالي: سوء التصرف كاكليريكي (مطران متقاعد) بشأن الملكية العائدة للكنيسة وحيال لأمور المالية، و إقامة دعوى بوجه الكنيسة أمام المحكمة المدنية. وقرر تجريد المطران المتقاعد جوزيف زحلاوي من رئاسة الكهنوت وإعادته إلى الدرجة العلمانية، بحيث لا يعود يتمتع بالامتيازات والحقوق الملازمة لرتبة الاسقفية في الكنيسة الأرثوذكسية، داعياً له بأن يتمّم بقية حياته بسلامٍ وتوبة”.
وتوجه إلى “الأبرشية الأنطاكية في أميركا الشمالية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية حقوق ومصالح الابرشية وما يعود لها من ملكية. وتداول الآباء في موضوع استعفاء الأرشمندريت ديمتري منصور المنتخب في الدورة المجمعية الماضية أسقفا، والذي طلب خطيا في ما بعد عبر رسالة أودعها غبطة البطريرك قبول استعفائه من قبول رتبة الأسقفية لأسباب خاصة وقرر الآباء قبول الاستعفاء”.
كما توجه “آباء المجمع المقدس إلى أبنائهم في أبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية بروح الأبوة الحاضنة مصلين من أجل ثباتهم، ومخاطبين إياهم بكلمات المسيح: “ثقوا لقد غلبت العالم” يو 16: 33. وكلمات الرسول بولس: “كل شيء يؤول للخير للذين يحبون الله” رو 8: 28. إن آباء المجمع المقدس يفتخرون بكم وبإيمانكم ومحبتكم لكنيستكم، هم إلى جانبكم في كل ما يؤول إلى خير أبرشيتكم وازدهارها ونموها”.
وتوجه الآباء إلى “أبنائهم أينما حلوا بالبركة وبالدعاء ويرفعون وإياهم أكف الضراعة إلى الرب الإله أن يفتقد عالمه بروح سلامه العذب وأن يضع عزاءه في قلوب المحزونين والمضنيين لأن من لدنه كل بركة وتعزية ونور”.