*المتحف الملكيّ* في زحلة إرث ثقافي تسكنه روح الشجاعة المشرقية

دانيال خياط
هو متحف ذو قيمة، كما هي حال المتاحف في حفظها الإرث الثقافي والحضاري للأمم. لكن تقليب دفتر صغير بصفحاته الـ 422 المكتوبة بخط اليد، بعث في هذا السرداب المتحفيّ روحاً فيها من الهمّة والشجاعة بحيث تنفذ بزائريه الى عوالم أخرى انطوت فيهم.
إنه “المتحف الملكي” الذي أسسه الراعي السابق لأبرشية الفرزل و#زحلة للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش، من ضمن ورشة تجديد لمطرانية سيدة النجاة بدأها عام 2016 ودشنها قبيل تسليمه الكرسي الأبرشي إلى خلفه المطران ابرهيم ابرهيم عام 2021.
وقد أعاد المطران ابرهيم إفتتاحه في 13 أيار الماضي، بتسميته الجديدة “المتحف الملكيّ”، بعد أن تبرعت النمسا بشخص سفيرها رينيه بول آمري بأرشفته من خلال تقسيم محتوياته الى 5 فئات، وتوصيفها وتوثيقها بالصورة والرقم وحفظها في نظام معلوماتي، الى جانب إصدار مطبوعة عنه.
وقد توّلت هذه العملية “جمعية بلادي” بإدارة جوان فرشخ بجاني وفريقها المتخصص في التاريخ وعلم المتاحف: المؤرخ والباحث شارل حايك والدكتورة ليلي أبي زيد. ولأن التراث إن لم ينتقل فسيكون مصيره الاندثار، نظمت الجمعية يوماً تدريبياً لأفراد من المجتمع الزحلي، أساتذة مدارس وأدلاء “عَ دروب زحلة”، ليكونوا حملة أمانة نقل التراث الملموس وغير الملموس الذي يختزنه “المتحف الملكي” لزائريه.
أما الدفتر فليست فيه تعويذات ولا طلاسم، إنما يحتوي على قصة مغامرة فريدة لكاهنين زحليين هما موسى مقحط وفيليبس نمير، اللذان سافرا الى أوروبا منتصف القرن التاسع عشر، سعياً الى تأمين الأموال اللازمة لاستكمال بناء كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة وإنشاء مدرسة تابعة لها، فكانا مثالين عن “الهمّة التي تحيي أمة”. وكانت اجزاء من مرويات هذا الدفتر مادةً للتدريب الآنف ذكره، على يد شارل حايك الذي عمل على هذه المخطوطة. مرويات تبعث على الضحك والكرب والانشراح، ولكن الأهم انها تساهم في حفظ جزء من الذاكرة الجماعية.
كُتبت المخطوطة بيد الكاهن موسى الذي عنونها: “إرتحال الخوري موسى والخوري فيليبس الى أوروبا- الجزء الاول”، وهي عبارة عن يوميات الجزء الأول من رحلتهما ما بين أعوام 1850 و 1855. بمزيح من الفصحى والمحكية وتأثيرات أدبيات الحكم العثماني، يروي الأب مقحط يوميات رحلته ورفيقه تفصيلياً، ويغلفها بمشاعرهما مما خاضاه.
ويشدّد حايك على أهمية هذه المخطوطة التي استغرقت منه سنة دراسة وتحليلاً، لكونها “من المخطوطات القليلة التي يصف فيها وافد من الشرق العالم الغربي”، إذ يتناول الأب مقحط الجوانب السياسية، الهيكلية الدينية، انتشار أولاد طائفته. يتحدث عن الظروف المناخية، والمعالم الطبيعية والمعمارية. وبعينيه اللتين تكتشفان الثورة الصناعية التي اجتاحت أوروبا في القرن التاسع عشر ولم تكن قد وصلت الى “بلادنا”، يصف لنا الأب مقحط مثلاً عن انتقالهما بالقطار فيستنبط لاكتشافه كلمة “درب الحديد”، وغيره من المكتشفات التي سنتعرف عليها في السردية اللاحقة. وعن عادات تلك البلاد غير المعروفة في “بلادنا” بعد، كمثل عادات عيد الميلاد. ولكن أيضاً حضور الشرق، مهد يسوع المسيح، في الوجدان الأوروبي.
المنطلق
تبدأ القصة عندما شَرَع الزحليون مع مطرانهم للروم الملكيين الكاثوليك باسيليوس شاهيات في بناء كاتدرائية للسيدة العذراء في المقام الاسقفي وتكريسها بإسم كنيسة سيدة النجاة عام 1846. وينقل الدكتور خير المر في كتابه الذي أرّخ فيه “أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك تاريخ عريق وريادي”، عن منشور في عدد جريدة “زحلة الفتاة” الصادر في 2 شباط 1946، أن ورشة بناء عامة نشطت في زحلة في ذلك التاريخ، فاندفع الزحليون، رجالاً ونساءً، للمشاركة في هذا العمل النبيل، فكانوا ينقلون “الحجارة على أكتافهم من أعالي مقالع عين الدوق”. غير أن أكلاف المشروع التي فاقت كل التقديرات معطوفة على حادثة إنهيار أحد جدران البناء لتصدّع فيها ومقتل 4 من العمال، فرض توقف الورشة.
جال المطران شاهيات على رعاياه جامعاً التبرعات لاستئناف العمل، لكن الإمكانات ظلت دون الأكلاف الباهظة للمشروع. ويضيف المر: “عندما تأكد للراعي قصور الرعية عن تقديم المزيد، عمد الى إيفاد إثنين من كهنته الى أوروبا لجمع التبرعات لإتمام المشروع وهما موسى مقحط وفيليبس نمير”.
لتبدأ من هنا رحلة الكاهنين من زحلة، البلدة الناشئة في ذلك الحين، في عمق البقاع، من الشرق الغارق في الاضطرابات ولبنان في قلبها، الى رحاب أوروبا حيث عواصم القرار السياسية، والتحوَل الاقتصادي- الاجتماعي في ظل الثورة الصناعية.
إنطلاق الرحلة
يخبرنا الأب مقحط مدّوناً في يومياته أنه: “في 21 آب 1850 مسيحية، نهار الاثنين، ركبنا مع عبدالله العزيز الى بيروت… وحضر لعندنا جناب الشيخ ميخائيل نصار، أحد أتباع سعادة الأمير حيدر حاكم نصارة (أي نصارى) جبل لبنان وسررنا بمشاهدته، وبعد شربنا القهوة، وأخد الراحة قليلاً… أخذنا بالمسير الى بيروت… لحين وصولنا الى بيروت”.
“توجهنا لبيت الخواجة موسى … من أجل التكلم عن البازبورت (أي الباسبور- جواز السفر)… واجهنا القنصل… أمر بتسليمنا بازبورات”.
خوض غمار البحر
“في … نهار الخميس الساعة ثمانية، نزلنا البابور المذكور … وفي الساعة 11 سافرنا من مدينة بيروت”. هو الاحتكاك الأول للأبوين مع منجزات الثورة الصناعية، بالإرتحال بحراً على متن السفن البخارية، أي الـ”بابور” بحسب التسمية المحلية، “وهي لفظة عثمانية محرّفة عن “فابور” vapeur أي بخار بالفرنسية” بحسب الحايك.
لم تمض التجربة غير المسبوقة بالسفر بحراً للرجلين الوافدين من سهل البقاع من دون مغامرات: “نهار الخميس في الظهر … ابتدأت الامواج تتعالى والمركب يموج… تصعد أمواجها لصطح (أي سطح) المركب وتخبط على روسنا (رؤوسنا) فابتدأ الكل منا يقول فعل الندامة مسلّمين أمرنا لله…”.
لكنهما وصلا بسلام الى جزيرة مالطا، أولى محطات رحلتهما “الماراتونية” كما سنرى: “وهكذا إستقمنا في مالطا ضمن الكورنتينا (أي Quarantine- الحجر الصحي) ثمانية أيام التي بعدها خرجنا الى المدينة… واعتمدنا السفر صبيحة أيلول 1850، فنهار الاثنين مرينا (مررنا)… على مارسيليا، ويوم الثلثاء على نابولي”.
روما
والى روما وصل الكاهنان الزحليان وساحا مبهورين بمعالمها التي تحضر إلينا اليوم بكبسة زر على شاشاتنا: “في نهار الخميس مع بزوغ الضو بلغنا الى مدينة روميا العظمى وحضر لعنا الخوري توما قيومجي، وفي اليوم نفسه قابلنا السيد الكاردينال فرننزو مقدام المجمع المقدس، وبعد أن سلمناه أغراض كير باسيليوس الموّقر مطراننا (كير كلمة يونانية تعني السيد)، حصلت المخاطبة بخصوص حضورنا… وفي 30 منه حضرنا لكنيسة القديس بطرس الرسول وشاهدنا الأمور العجيبة الموجودة في هذه الكنيسة مع الزينت الفاخرة… وتوجهنا لمدرسة القديس … اثناسيوس فهذه المدرسة على اسم الروم الكاثوليك…”.
فعلها كاهنانا وقابلا الحبر الأعظم: “في 16 تشرين الأول منه تشرفنا بمقابلة… قدس البابا بيوى (أي بيوس) التاسع المالك سعيداً وحصلنا من قداسته على كل مجابره، وقد سلمناه أغراضاً من كير باسيليوس… مطراننا الكلي… الشرف ورجونا بمباركتنا…”.
لكن نشوة هذا الإنجاز تبدّدت لما “في 23 منه واجهنا مقدام المجمع (المقدس) مع كاتم الأسرار ورجونا الكاتب المذكور أن يصنع لنا طريقة… لمعالجات كثيرة… جوابه أنه لا يمكن (أن) يسمح لنا بأننا حضرنا دون إرادة القاصد الرسولي… وأنه كاتب إننا حضرنا دون إذنه، طلبنا منه كم ريال مصروف… فأجاب إن أردنا نرجع… فإنه يسفّرنا مجاناً ويكرّمناأ إنما إن أردنا نحضر لغير بلدان فلا يمكن (أن) يعطينا مصرية (أي مال)… ومنذ ذلك حصلنا في حيرة عظيمة لأن إن أردنا نرجع للشرق فهذا ليس صالحاً، وإن… اعتمدنا الذهاب لغير محل فلا يوجد معنا مصروف … وخرجنا من مدينة روميه بغمّ كبير”.
عزيمة لا تقهر
فلنترك الغمّ جانباً، فكاتدرائية سيدة النجاة ومتحفها المملكي يشهدان بأن كاهنينا وضعا يديهما على المحراث ولم يلتفتا الى الخلف رغم كل المشقّات: “… وإذ كان مرادنا أن نسافر الى مرسيليا لإتمام مرغوبنا لعل يصير نتيجة، وما كان يوجد معنا ناولون المركب، فأخذنا بشرط أننا نقبض المركب في مرسيليا (أي يدفعون الأجرة) وهكذا بوسايط كثيرة نزلنا مركب تسكانا… وثالث يوم نهار الأحد بلغنا إلى مرسيليا من دون أن يكون معنا شي لمصروف… وقد نزلنا في إنطش طايفتنا…”.
فيينا 1850 بعيون الأب مقحط
“إن مدينة فيينا فيها كرسي الحكم النمساوي (أي أستريا)… هذه المدينة هي بحذا (بمحاذاة) نهر الدنوب، وداخل قسم منه بوسطها. إن البيوت عددتهم 10 آلاف ضمن الصور (السور)… والباقي خارج الصور والعمارات تزيد سنوياً… على نهر الدانوب الكبير والصغير يوجد جسور عدد 9 البعض خشب والبعض حديد …”. ومعه نتعرف على أب التواصل بالرسائل النصيّة “التلغراف” عبر إرسال الإشارات من نقطة الى أخرى، من خلال شرحه كلفة إستخدام نظام الرسائل النصّية آنذاك بناء على عدد الكلمات ومسافة الإرسال: “إن على بعد عشرة أميال يوجد على عشرين كلمة فلورين، وإذا كان أبعد مرتين تكون الأجرة مضاعفة وهكذا إذا كان الكلام أكثرهم…”.
فيينا يا مربط خيلنا
لنبدأ بالاخبار السارة، فقد نجح كاهنانا القادمان من زحلة بلقاء أمبراطور النمسا ونسج وشائج العلاقة بينها وبين أبرشية الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك التي تتحدث عنها محفوظات “المتحف الملكي”. لكن لنتذكر بأنهما قدما من دون مال، ولا توصية ومن دون إذن روما، ورغم ذلك: “في 23 أيلول، توجهنا زرنا دير رهبان الأرمن فأخبرنا الريس أن من كم يوم كان موجود الخواجة فتح الله اليان… كونه حضر يطلب إحسان من الملك وأنه حصل على شي قليل وتوجه الى تريسة ومراده يحضر الى روميه… وأن السيد أثاناسيويس تتنجي مطران طربلوس الملكي موجود في تريسه ومراده يحضر الى فيينا لأجل عمل له… فنحن لما سمعنا هذه الخبرية افتكرنا أنه لا بد أن يحصل لنا شفعة… كوننا من طقس واحد وبلد واحد وسوف نوجد في مدينة واحدة ونطلب الإذن من ملك واحد…”.
“وفي 27 منه شرف سيادته ومعه جنب الخواجات… ومن حيث أن مع سيادته توصيات من الخمسة قناصل بحلب فقد حصل له اقتبال عند الوزرا… البابا ومسكى مادته واعترضوا للملك… ومع ذلك اتكلنا على الله وبقينا ننتظر الرحمة من لدن عظمته…”.
وقبل أن نتابع إرتحالنا مع الأبوين مقحط ونمير، فلنعرّج على ما كتبه المؤرخ المر عن شجاعتهما وإصرارهما على إتمام المهمة، من خلال إقتباسه ما ورد في كتاب باللغة النمسوية بعنوان “النمسا والشرق العربي”، الصادر عن دار الطباعة “هيرولد”، فيينا 1973، لكاتبه سفير النمسا آرثير بريخا فوتييه. وجاء في الصفحة 49 “بدأت سفرة الأبوين الى فيينا سيئة لأن رئيس أساقفتها الذي قصداه بادئ ذي بدء لم يحسن استقبالهما. ولكن زيارتهما لوزير الخارجية النمسوي فيليكس شقارتسنبرغ تكللّت ببعض النجاح، خصوصاً عندما شجعهما على أن يطلبا حالاً مقابلة الامبراطور نفسه. وهكذا أمضيا أسابيع عدة في فيينا ريثما تتاح لهما فرصة لقاء الامبراطور، فتمكنّا خلال ذلك من لقاء رئيس الأساقفة فرانس كارل من جديد وفي ظروف أفضل”.
ورغم ذلك أثمر طول أناة كاهنينا لقاء مع والد القيصر الأرشيدوق فرانز كارل هابسبورغ وعدد من أركان الامبراطورية، وصولاً الى لقاء القيصر فرانز جوزف نفسه: “في 31 ت1 تشرفنا بمقابلة عظمة قيصر ملك النمسا فرنسيس يوسف المالك سعيداً. أولاً شرحنا عن الشرف الوسيم الذي حصلنا عليه بمقابلتنا عظمته… وأننا غير ممكن أن ننسى هذه الساعة الشريفة فكان جواب عظمته أنه إنشرح كثيراً من مساعدته كهنة روم كاثوليك من جبل لبنان. ثانياً شكرنا أفضاله بما انويه علينا من السماح بعمل لمّة (جمع التبرعات) لأجل عمار كنيسة زحلة الكاتدرائية وقيام مدرسة، وأنه من دون شك صار يتم هذا العمار. أجاب عظمته أنه فرحان بما حصلنا عليه لهذا العمل الصالح. ثالثا أوضحنا لعظمته أن يكون انعطافه (عطفه) الملوكي علينا وعلى طايفتنا وربما أن تتعطف المراحم الملوكية بنيشان (وسام) من صليب كشرف لسيادة مطراننا شاهيات الكلي الشرف، صدر الجواب من عظمته أنه صار يصنع ما يوافق لمطلبنا هذا، وأخيراً ختم خطابه الملوكي طالباً من الرب أن نرجع الى بلدنا ساعين فتحت قدمنا… لعظمته وخرجنا من أمام عظمته مشروحين…”.
بافاريا
فتح اللقاء للأبوين أبواب أوروبا، وبعزيمتهما ذلّلا المصاعب “في 17 ت2 … أخذنا بالسفر من مدينة فيينا الى مدينة مونيك التي تبعد أربعة أيام وهذا السفر كان عسراً جداً لسبب وجود الثلج والبرد الشديد. ولولا ما تكون في فيينا صنعنا بعض ملابس شتوية للسفر لكنا ما قدرنا أن نتمم هذا السفر… بلغنا إليها في 20 الحاضر وإنما تعبانين من شدة البرد القوي مضنوكين”.
“وفي 23 منه تشرفنا بمقابلة عظمة الملك ماكس المالك سعيداً على مملكة بافاريا هذه وقد حصلنا من عظمته الملوكية… على كلام لطيف وقد شكرنا… عظمته عن سماحه لنا أن ندور على بعض مدن من ملكه… ثم قال أنه يشتهي كثيراً أن يسافر الى جبل لبنان وأنه ربما يتم ذلك ويشاهدنا هناك في بلدنا…”.
يخبرنا الدكتور المر أن “مهمة الأبوين الموفدين لم تكن سهلة، فتعرضا للشبهة حيناً، وللإذلال حيناً آخر، وللتقتير والتضييق في كل الأحيان، لأن الأقطار الأوروبية كانت تتبرّم بالموفدين الشرقيين الذين يؤمونها، من كل الكنائس، لجمع الإحسانات، ولكنهما تمكنّا، بالصبر والأناة، من بلوغ الغاية التي جاءا إلى أوروبا من أجلها”. إذ كانا يحوّلان المبالغ المجموعة تباعاً حتى إتمام الكاتدرائية سنة 1852.
بقي كاهنانا في أوروبا قرابة 13 عاماً وعادا إلى زحلة في 16 أيار 1863. وفي خلال إقامتهما، إستعان بهما المطران شاهيات مرة جديدة لجمع التبرعات لترميم المقام الأسقفي بعد تعرضه للاحتراق في حوادث 1860. وكتب اليهما وهما في بافاريا يقول: “لقد فقدنا كل شيء، ولكن شعبي وأنا لا نأسف إلا على شيء واحد، إنها صورة العذراء مريم، ينبوع النعم والبركات بالنسبة إلينا، فجدا صورة بديلة بأي ثمن ـ الصورة التي تكون الأكثر شبهاً بالأولى”.
والصورة الأولى هي واحدة أيضاً من منجزات هذين الأبوين، إذ أنهما أثناء تجوالهما في مدينة ليون الفرنسية، في مهمتهما الأولى، التقيا سيدة فرنسية أبدت اهتماماً بمساعيهما لجمع الإحسانات وبخاصة الغرض منها. وقدمت إليهما “صورة كبيرة وجميلة للسيدة العذراء” شحناها إلى بيروت في صندوق خشبي.
كما عهدناهما، جال كاهنانا على المحترفات الفنية في أوروبا بحثاً عن ضالتهما عند رسام في ميونيخ أعاد رسم الصورة بناء على وصفهما للصورة القديمة… ولكن تلك قصة أخرى.