رفعت كنائس المملكة بشكل عام، والبطريركيّة اللاتينيّة في الأردن بشكل خاص، صباح اليوم الجمعة، الشكر للرب على خدمة المطران جمال دعيبس كنائب بطريركيّ للاتين منذ تشرين الأول 2021، بعد تعيينه من البابا فرنسيس راعيًا لأبرشيّة جيبوتي.
وبحضور بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، شارك في القداس بكنيسة العذراء الناصرية في الصويفية، القائم بأعمال النائب البطريركي الأب جهاد شويحات، والمطران بولس ماركوتسو، ولفيف من كهنة البطريركيّة اللاتينيّة، ورؤساء وممثلي الكنائس، وشخصيات رسميّة، وراهبات، وحشد من المؤمنين الذين أتوا من مختلف الرعايا لشكر المطران دعيبس ووداعه.
في بداية القداس، وجّه الأب بشير بدر كلمة باسم إكليروس البطريركيّة اللاتينيّة في الأردن.
وبعد إعلان نص إنجيل الراعي الصالح، ألقى المطران دعيبس عظة استذكر فيها سنوات تنشئته الكهنوتيّة ومخططاته للخدمة في الرعايا قبل 35 عامًا، إلا أنّه أوضح بأنّ قداس اليوم يدلّ أنّ الله كان يحضر شيئًا مختلفًا، وهو بكل تأكيد أمر أعظم وأفضل وأجمل، فنحن “نعلم أن جميع الأشياء تعمل لخير الذين يحبون الله، أولئك الذين دعوا بسابق تدبيره” (روما 8: 28).
وقال: أنطلق لرسالة جديدة في بلد جديد متكلاً على معونة الرّب ونعمته، وعلى صلوات المؤمنين أيضًا، مشدّدًا على أنّ طاعة الكنيسة المقدّسة، وخدمة شعب الله المؤمن هو ما يجب النظر إليه أمام قرار التعيين من قبل قداسة البابا فرنسيس، رافعًا الدعاء لكي يبارك الرّب هذه الرسالة ويجعلها مثمرة، واضعًا إياها تحت حماية القديس يوسف الذي كان يعمل وفق مشيئة الله ومخططاته.
ورفع المطران دعيبس الشكر للرب أيضًا على الفترة القصيرة نسبيًا التي قضاها في النيابة البطريركيّة اللاتينيّة في الأردن، مؤكدًا بأنّه سيبقى ابنًا للبطريركيّة اللاتينيّة والتي هي جزء من هويته وكهنوته. وأشار إلى أنّ قرار تعيينه يدلّ على مكانة البطريركيّة للكنيسة الجامعة، والتقدير الكبير للإكليروس البطريركيّ لانفتاحه على العمل الإرسالي، فبعد العديد من الإرساليات في السودان والخليج وتونس والجزائر، تُضاف اليوم “نجمة شرف” جديدة للبطريركيّة لخدمة أبرشيتي جيبوتي والصومال.
وقدّم المطران دعيبس في ختام كلمته الشكر للبطريرك بيتسابالا والأساقفة، والكهنة والشمامسة الذين رافقوه طيلة السنوات الماضية، وإلى إخوته في كنائس المملكة، كما وإلى الجمعيات الرهبانيّة وجميع المؤمنين على تعاونهم ومحبتهم. وطلب سيادته من الرّب أن يرافق الأب جهاد شويحات في توليه شؤون الكنيسة اللاتينيّة في المملكة. كما رفع الشكر للأردن على استقباله وكرمه، بقيادته الهاشميّة الحكيمة وجميع المسؤولين وكافة المواطنين. وقال: “إنني أترك جزءًا من قلبي في هذا البلد المعطاء”.
وقبل ختام القداس، ألقى البطريرك بيتسابالا كلمة حيّا فيها مثال المطران دعيبس في الطاعة لقرار تعيينه من قبل البابا فرنسيس، وهذا يدلّ على التزامه في البطريركيّة اللاتينيّة طوال حياته الكهنوتيّة، مشدّدًا على أنّ كل ما صنع في الله سيُعطي ثمارًا وسيستمر للأبد. وقال مخاطبًا المطران دعيبس: “ستنطلق إلى جيبوتي، إلا أنّك ستبقى جزءًا لا يتجزأ من عائلة البطريركيّة اللاتينيّة، وكن على يعين بأنّ صلواتنا ودعمنا سترافقك دائمًا”.