وجّه البطريرك الكلداني، الكاردينال لويس ساكو، رسالة إلى قادة العالم في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط حروبًا وصراعات، مشيرًا إلى أن المسيحيين فقدوا ثلثي عددهم وقد يفقدون ما تبقى بسبب عدم التوصل إلى السلام والوئام.
وكتب البطريرك ساكو، الثلاثاء 3 كانون الأوّل 2024: “من المؤسف أن يُعاني الشرق الأوسط من ويل الصراعات والحروب، كما نشاهد في فلسطين ولبنان وحاليًّا في سورية، من دون أن ننسى السودان واوكرانيا، وقد تنجر اليها بلدانٌ أخرى مجاورة”.
أضاف: “إنّها حالة محزنة حقًا أن تؤدي هذه الصراعات بحياة الآف الناس خصوصًا من المدنيين الأبرياء، وتهجير أعداد كبيرة من السكان. ونحن المسيحيين أبناء هذه الأرض، لقد فقدنا ثلثي عددنا، وإن استمرّت الحالة قد نفقد من تبقى فيها أمام عدم الوصول الى السلام والوئام”.
لعدم صبّ الزيت على النار
وقدّم البطريرك ساكو بعضًا من الأمور الواجب اتخاذها، فقال: “أولاً، على دول الجوار التأكيد على الثوابت الإنسانيّة والوطنيّة، وتحصين الساحة من كل فتنة طائفية وانقسام، والعمل على التهدئة وليس التصعيد أو صبّ الزيت على النار”.
ثانيًا، أضاف، “هذه الحروب مسؤولية المجتمع الدولي أيضًا. لهذا السبب ينبغي أن تتحرّك الدول الكبرى بشكل سريع وصادق وتلعب دور الوسيط لإيجاد حلول دائمة لهذه البلدان، ومستقبل سياسي يقوم على أسس وبرامج ثابتة، لكي يبقى مواطنوها في العيش على أرضهم وبيوتهم بسلام وأمان وكرامة”،
وشدّد على ضرورة أن يدرك الجميع “أن الحروب فاشلة وخاسرة، كما أكد البابا فرنسيس في مناسبات عديدة”.
تابع: بهذه الطريقة يطمئن سكان الشرق الأوسط بأمل السلام، لا سيما ونحن على أبواب الاحتفال بعيد الميلاد، عيد الاخوّة والسلام: “المجد لله في العلى والسلام على الأرض” (لوقا 2/ 14). وخلص البطريرك ساكو إلى القول: “لنعد الى الله أبينا في النور والحبّ والحق، والى اخوّتنا الانسانية. هذه العودة ستمنحنا لا محالة مساحة لاختبار السلام في داخلنا وحولنا”.