الكاردينال زوبي يفتتح أعمال الدورة الربيعية للمجلس الدائم لمجلس أساقفة إيطاليا

خلال افتتاحه أعمال الدورة الربيعية للمجلس الدائم لمجلس أساقفة إيطاليا، المنعقدة في روما، أكد الكاردينال ماتيو زوبي أن كلمات البابا فرنسيس بشأن السلام ليست إطلاقاً ضرباً من السذاجة، لافتا إلى أن الخدمة التي يقدمها الحبر الأعظم للكنيسة الموحدة هي الرجاء، خصوصا في زمن الانقسامات وانتشار النزعات القومية.
مداخلة الكاردينال زوبي التي افتتح بها أعمال الدورة والتي بدأت يوم أمس الاثنين وتستمر لغاية الأربعاء تمحورت حول موضوع السلام. وحذر نيافته من مغبة إضاعة الوقت، متحدثا عن النتائج السلبية التي تترتب على عدم اتخاذ الخيارات. واعتبر أنه في زماننا الراهن المطبوع بالصراعات والانقسامات والنزعات القومية والأحقاد والصدامات لا بد أن يعمل كل شخص، على المستوين الفردي والجماعي، كي يكون صانع سلام وكي ينسج الوحدة في مختلف السياقات ويتعلم كيف يحب العدو ليصبح هذا الأخير أخاً لنا. ودعا لعدم التعامل مع انتهاكات الحقوق الأساسية للأشخاص بمواقف اللامبالاة.
هذا ثم توقف رئيس مجلس أساقفة إيطاليا عند الحرب الدائرة في أوكرانيا، موضحا أنه خلال الجمعية العامة المقبلة للأساقفة الإيطاليين سيُخصص يوم للصلاة والصوم على نية السلام في هذا البلد، وللتعبير عن التضامن مع شعبه المعذب. وتحدث عن تنظيم مبادرات لصالح الأطفال الأيتام ومن عانوا من أهوال الحرب، شأن تنظيم مخيمات صيفية لهم في إيطاليا. واعتبر الكاردينال زوبي أننا نعيش اليوم أسبوع آلام طويل، متوقفاً عند كلمات البابا فرنسيس بشأن السلام، التي أثارت جدلا واسعاً، وقال إن كلمات الحبر الأعظم ليست إطلاقاً ضرباً من السذاجة، وأكد أن الحياة تأتي قبل أي شيء آخر، وأن الكنيسة أمّ وتعيش الحرب كأمّ وتولي اهتماماً كبيراً بقيمة الحياة، يتخطى الاصطفافات السياسية.
بعدها تطرق الكاردينال زوبي إلى الانتخابات الأوروبية المزمع إجراؤها في شهر حزيران يونيو المقبل، ودعا إلى مقاسمة نداء الأساقفة الأوروبيين، على أمل أن يتم اختيار النواب بمسؤولية وأن يتغلب القانون والشعور بالمسؤولية على النزعات الوطنية. وقال نيافته بهذا الصدد “يتطلب التاريخ أن نجد إطاراً جديداً، ونموذجاً مختلفاً، يشارك فيه المجتمع الدولي من أجل إيجاد سلام عادل وآمن مع الأطراف المعنية”، مضيفاً أنه يتعين على الدول والشعوب الأوروبية، لاسيما على مؤسسات الاتحاد الأوروبي، أن تعيد اكتشاف رسالتها الأصيلة، وأن تؤسس علاقاتها الدولية على التعاون من خلال إنجازات ملموسة تخلق قبل كل شيء تضامنا فعليا.
تضمنت كلمات رئيس مجلس أساقفة إيطاليا توقاً إلى كنيسة تنفتح على الحوار بدلا من كنيسة تنغلق على نفسها وتشعر بأنها محاصرة. وقال: “هناك ضعف ملحوظ يبدو أنه يؤثر على قضايا مثل مكانة الفقراء داخل الكنيسة وتعزيز مساهمتهم، والحوار مع الثقافة، والعلاقات المسكونية والدينية، والحوار مع عالم الاقتصاد والمهن والسياسة، فضلا عن مساهمة الحياة المكرسة”. وفي سياق حديثه عن السينودسية قال الكاردينال زوبي: يجب أن تعني طرقاً وأشكالاً ملموسة للحياة المشتركة، بسيطة وحقيقية ومتطلبة وإنسانية وشخصية وجماعية، كي تكون الكنيسة جماعة وخدمة وعلاقة ومُحِبة للكلمة وللفقراء ومكانا للسلام واللقاء.
واعتبر أن السينودسية يجب أن تكون مصحوبة بنضارة الأخوة، التي تعاش بدلا من أن تُفسر وتُمارس في الحياة وليس في المختبر، مسلطاً الضوء على قيام أخوة لا تكون افتراضية أو رمزية بل حقيقية وواقعية. وأكد نيافته في الختام أنه من الضروري أن نعيد تكوين مناخ الثقة والرجاء في الكنيسة، وأن نحرر أنفسنا من المرارة كي تتحول إلى التزام ومشروع وخبرة” وفي ذلك في إطار الشركة التامة مع البابا.