حذر الكاردينال بارولين في حديث إلى الصحفيين الخميس من احتمال السماح لأوكرانيا باستخدام ما تحصل عليه من أسلحة من حلف شمال الأطلسي ضد روسيا في الأراضي الروسية أيضا، وأكد أن هذا أم يقلق كل من هو حريص على مصير العالم.
على هامش مشاركته الخميس ٣٠ أيار مايو في تقديم كتاب في مدينة ميلانو الإيطالية أجاب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين على أسئلة للصحفيين، ومن بينها سؤال حول ما يدور حاليا من حديث عن السماح لأوكرانيا باستخدام ما تحصل عليه من أسلحة من الغرب ضد روسيا وذلك أيضا على الأراضي الروسية. وقال أمين السر إن هذا احتمال مثير للقلق بالنسبة لأي شخص حريص على مصير العالم، وأضاف أن السماح لأوكرانيا بمثل هذا الاستخدام للأسلحة التي تحصل عليها من دول حلف شمال الأطلسي سيشكل تصعيدا لا يمكن لأحد أن يسيطر عليه.
هذا وفي سياق الحديث عن الحرب في أوكرانيا تم التطرق إلى ما يقوم به الكرسي الرسولي من عمل على الصعيد الإنساني، وخاصة فيما يتعلق بعودة الأطفال الأوكرانيين الذين تم ترحيلهم بالقوة من أوكرانيا. وقد انطلقت آلية إعادة الأطفال مع الزيارة التي قام بها رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو زوبي بتكليف من قداسة البابا فرنسيس إلى أوكرانيا وروسيا، وأيضا إلى الولايات المتحدة والصين. وقال الكاردينال بارولين إن هذه العملية تتواصل، وإن بشكل غير سريع، أي أن هذه الجهود تأتي بثمارها.
ومن الأسئلة الأخرى التي أجاب عليها أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان سؤال حول الانتخابات الأوروبية التي ستجرى قريبا. وشدد في إجابته على أن موقف الكنيسة ليس متحيزا أبدا، وأضاف: لا يمكننا إبداء رأي لصالح أو ضد هذا أو ذاك من المرشحين. لكنه أشار إلى أهمية الانتباه إلى قيم المرشحين كما وشدد على أهمية المشاركة في الانتخابات والإدلاء بالأصوات لأن هذا يعني تطبيق الديمقراطية وممارستها.
هذا ونظرا لكون الكتاب الذي شارك أمين السر في تقديمه يتمحور حول شخصية المصرفي الإيطالي برناردينو نوغارا الذي أسس مصرف الفاتيكان، سُئل الكاردينال بارولين عن الأوضاع المالية لدولة حاضرة الفاتيكان وأشار في إجابته إلى أن هناك صفات يجب توفرها لدى من يعمل في مجال المالية. وتحدث بالتالي عن الكفاءة والنزاهة والشفافية ثم ذكَّر باهتمام البابا فرنسيس بتنظيم هذا القطاع، إلا أن هناك الكثير من المبالغة لدى الحديث عن مالية الفاتيكان حسبما أضاف أمين السر. ثم أشار الكاردينال بييترو بارولين إلى تناقص تبرعات المؤمنين، وشدد بالتالي على ضرورة تمتع الكنيسة بمصداقية أكبر وأن تُعتبر جديرة بالثقة وأن يكون الجميع متأكدين من أن تبرعاتهم تُستخدم من أجل خير الناس. ودعا هنا إلى عدم نسيان أن الكنيسة تفعل الكثير من أعمال المحبة.