في المؤتمر الصحفي في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي اليوم، شارك الكاردينال ماتيو زوبي، رئيس مجلس أساقفة إيطاليا، والمونسنيور مانويل نين جويل، الإكسرخوس الرسولي للروم الكاثوليك في اليونان، والأب رادكليف والأخت بيكار، نائبة الأمين العام لأمانة السينودس. وأفاد روفيني، رئيس لجنة الإعلام، أنه تم عرض مشروع الوثيقة النهائية خلال جلسة اليوم.
تم تسليم نص مشروع الوثيقة الختامية اليوم، ٢١ تشرين الأول/أكتوبر، إلى جميع المشاركين في السينودس وبالتالي “لقد وصلنا إلى لحظة أساسية”، هذا ما قاله باولو روفيني عميد دائرة الاتصالات ورئيس لجنة الإعلام في السينودس في اللقاء الإعلامي الذي عقد اليوم للصحفيين في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي؛ وأضاف روفيني: “بعد ظهر يوم الجمعة عُقدت اجتماعات لمجموعات الدراسة مع أعضاء السينودس حول المواضيع الموكلة إليهم”. وفي صباح اليوم، “قبل لحظة القراءة الشخصية للنص، كان هناك اعلان مرتجل من قبل الكاردينال فيكتور مانويل فرنانديز، عميد دائرة عقيدة الإيمان، حول المجموعة الخامسة”، وقدم روفيني القراءة الكاملة، مضيفًا “أن البابا كان حاضرًا هذا الصباح في الجمعية العام وأنه في نهاية كلمة الكاردينال فرنانديز كان هناك تصفيق من الحاضرين”.
وتمنى روفيني أيضًا أن يشارك الفرح الذي لا يزال يحمله جميع أعضاء السينودس في قلوبهم للاحتفال الذي ترأسه البابا أمس في ساحة القديس بطرس لإعلان ١٤ قديسًا جديدًا: “حدث مهم أيضًا لأنه تم في اليوم العالمي الإرسالي وفي قلب مسيرتنا السينودسية”. وتابع أنه بعد ظهر أمس، “أقيمت وقفة صلاة جمعت على الإنترنت المرسلين الرقميين الذين شاركوا في مسيرة الكنيسة التي تصغي” والتي خُصص لها أيضًا فسحة في وثيقة أداة العمل. وفي الختام أشار روفيني إلى أنه في يوم الجمعة الخامس والعشرين من الشهر الجاري، عند الساعة الخامسة بعد الظهر، في قصر سان كاليستو، سيُقام حدث “سينودس الرياضة” الذي تنظمه “أتليتيكا فاتيكانا” مع دائرة الثقافة والتربية، وقد اشترك فيه العديد من آباء وأمهات السينودس. وأوضح أن “هذا الحدث هو فسحة للحوار مع الرياضيين اللاجئين والبارالمبيين والأولمبيين، من أجل مناقشة مواضيع السلام والخدمة المتبادلة”.
واستعرضت شيلا بيرس، أمينة سرّ لجنة الإعلام، صباح اليوم السينودس قائلة: “نحن في الأسبوع الأخير من هذا السينودس حول السينودسية”. وأوضحت بيرس أن اليوم افتتح بالاحتفال بالقداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس. وشدد الكاردينال غريتش في عظته على أنه يجب أن يُنظر إلى السينودس كبداية جديدة تهدف إلى إعلان كلمة الله للجميع. ثم بدأت الجلسة العامة بتأمل الأب رادكليف، الذي تمحور حول موضوعي الحرية والمسؤولية. وبعد التأمل، تم تقديم مسودة الوثيقة الختامية “بروح الحرية الضرورية لخوض هذه المرحلة الأخيرة من المسيرة السينودسية”. وقد قدم الكاردينال هولريتش مسودة الوثيقة النهائية، واصفًا إياها بأنها “نص مؤقت، مما يعني أنها تتطلب السرية: ليس لعدم وجود شفافية، ولكن للحفاظ على بيئة مفتوحة وهادئة للمناقشة”. وأوضحت بيرس أن “جميع المشاركين حصلوا على نسخة من النص، وهو نتيجة عمل تعاوني”. “إنَّ النسخة الأصلية هي باللغة الإيطالية، مع وجود ترجمات باللغات الأخرى، ولكن تم التأكيد على أن النسخة الإيطالية هي المرجع للمقارنة”. وأشارت أمين سرّ لجنة الإعلام إلى أن “الوثيقة الختامية”، ليست فقط نتاج المناقشات التي جرت في القاعة، بل هي مستمدة من مسار غني وتضم جميع الأعمال التي تم إنجازها على مر السنين خلال مختلف مراحل عملية السينودس”. “فقد عمل المقررون الخاصون والخبراء جاهدين على الإصغاء بعناية إلى ما قيل وفحص تقارير الحلقات الصغرى”. كذلك، “كانت إسهامات اللاهوتيين مهمة لكل من الوثيقة والمنتديات”. وانطلاقًا من هذه الروح “أثنت الجمعيّة على جميع الذين ساهموا في الوثيقة”. وأضافت بيرس أنه “تم التذكير أيضا بأن الوثيقة تجد وحدتها في إنجيل قيامة يسوع”، وأشارت إلى أنه “قد تم شكر الأم أنجيليني والأب رادكليف على تأملاتهما الملهمة التي وجهت عمل السينودس وصياغة الوثيقة النهائية”.
تابعت بيرس تقول سيجتمع المشاركون بعد ظهر اليوم في حلقات صغيرة لتبادل حقيقي للعطايا كما قال الكاردينال غريتش “لتقاسم التحديات والأحلام والديناميكيات الداخلية والدوافع الجديدة التي ولدت من قراءة النص”. إنها طريقة جديدة لاختبار اختلاء روحي، ربما بطريقة غير معتادة. لذلك سيكون يومًا مخصصًا للصلاة والتأمل ومشاركة مسودة الوثيقة الختامية”. وأخيرًا، ختمت بيرس بالقول: “سيركز الأعضاء غدًا وبعد غد على تطوير الأساليب. وانتهى لقاء الصباح بالصلاة من أجل الكاهن اليسوعي مارتشيلو بيريز الذي قُتل أمس في ولاية تشياباس المكسيكية، بعد وقت قصير من القداس في رعيته في كواكستيتالي، وهي منطقة تابعة لمدينة سان كريستوبال دي لاس كاساس.
وقد حضر اللقاء كل من الكاردينال ماتيو زوبي، رئيس مجلس أساقفة إيطاليا، والأب تيموثي بيتر جوزيف رادكليف، المساعد الروحي للسينودس، والأخت نتالي بيكار نائبة الأمين العام لأمانة السينودس، والمونسنيور مانويل نين غويل، الإكسرخوس الرسولي للروم الكاثوليك في اليونان. في كلمته، وجه الكاردينال زوبي أفكاره أولاً إلى مدينة بولونيا، مقر الأبرشية التي هو راعيها، والتي تعاني من الفيضانات التي ضربتها في الأيام الأخيرة وأجبرت المئات من الأشخاص على ترك منازلهم، فيما فقد شاب حياته بعد أن جرفه السيل، وأراد الكاردينال أن يظهر قربه من المعاناة الكبيرة التي يعيشها الناس. ثم ركز على خبرة الحوار في قاعة بولس السادس، حوار “تأسيسي للكنيسة نفسها”. وعلامة على ذلك هي الطاولات التي نجلس حولها لكي نتحدّث مع بعضنا البعض ونصغي لبعضنا البعض ونلتقي في بُعد روحي على الدوام، ليس فقط للتأملات – التي اقترحها الأب تيموثي رادكليف والأم ماريا اينياتزيا انجيليني – وإنما أيضًا لأن كل شيء يُعاش في بُعد واسع وشامل، لأن في السينودس هناك الكنيسة بأسرها والعالم بأسره. وأكد الكاردينال زوبي أنه تأثر، على سبيل المثال، بمداخلة النائب الرسولي في نيبال المونسنيور بول سيميك. وأضاف رئيس أساقفة بولونيا أنه أمام صعوبة اللقاء في عالم اليوم ” نحن نبحث في السينودس عما يوحدنا”، لكي نتشارك الحساسيات المختلفة على أساس خلفية كل واحد منا. وأضاف الكاردينال زوبي: “في هذا الأمر غنى كبير، إنه علامة كبيرة للشركة في عالم يبدو فيه قول الحقيقة عن أنفسنا كتخلٍّ عن الأفكار الخاصة أو استسلام”. بالنسبة للكاردينال زوبي، فإن صياغة نص الوثيقة الختامية للسينودس التي قد تبدو شاقة هي في حد ذاتها مؤشر كبير على الأسلوب، لأن الكنيسة تختبر شيئًا نأمل أن يختبره العالم، لأننا “في البيت عينه” الذي يطمح المرء أن يجد فيه “أخوّة تجمع”. وقال الكاردينال زوبي: “أعتقد أنها خبرة جميلة نتحدث فيها عن كل شيء”، معتبراً أن حتى ما قاله الكاردينال فرنانديز صباح اليوم هو نتيجة خط سير لا رقابة فيه على المواضيع، وهو “أمر مهم للمضي قدماً”، وختم الكاردينال قائلاً: “أعتقد أنها طريقة رائعة للجميع، في عالم يتم فيه التلميح أو الصراخ بأمور كثيرة”، إنها خبرة روحية وإنسانية جميلة.
وتوقف الأب رادكليف عند مسيرة التجديد التي تقوم بها الكنيسة، وهي مسيرة ستظهر في الوثيقة النهائية، حيث لن يكون من الضروري البحث عن قرارات، أو عناوين يتم إطلاقها. وإزاء تفكك المجتمع والحرب وهذا الزمن الصعب الذي يعيشه العالم، تُدعى الكنيسة لكي تكون علامة للمسيح وللسلام، ولكي تكون في شركة مع المسيح، ومن خلال هذا السينودس تظهر طريقة جديدة لتصور الكنيسة. بالنسبة للأب رادكليف، ستقدم الوثيقة الختامية صوراً، تمامًا كما قدم يسوع الأمثال لإعلان الملكوت. وأشار إلى أن التحدي في هذه الوثيقة هو كيف يمكننا أن نكون معًا بطرق مختلفة، وسيكون هذا الأمر أكثر وضوحًا من خلال الصور أكثر من التصريحات، مذكّرًا بالبابا الذي غسل أرجل السجناء. صور يمكن للمرء أن يفهم من خلالها كيف يمكن للإنجيل أن يلمس الكنيسة ويجددها. وأشار الأب رادكليف إلى أن هذه هي الطريقة التي يمكن من خلالها قراءة الوثيقة الختامية للسينودس، بالنظر إلى طرق جديدة لكي نكون كنيسة، تسمح لنا بأن نكون في شركة “مع بعضنا البعض ومع المسيح”.
أفادت الأخت ناتالي بيكار، نائبة الأمين العام لأمانة السينودس والمشاركة في لجنة المسكونية، عن الأجواء الأخوية التي يشعر بها مع المندوبين الإخوة. وقالت: “إنّ السينودس يمنحنا صورة جديدة للكنيسة”، مثل تلك التي قدمها البابا، الذي كان حاضرًا بين الطاولات يصغي، أو تلك التي ظهرت خلال الصلاة المسكونية. وأشارت إلى أننا “صلّينا جميعًا معًا متذكرين استشهاد القديس بطرس”، الأمر الذي فتح مرحلة جديدة للعلاقات المسكونية ووحدة المسيحيين، لأن هذا السينودس يقدم فهمًا جديدًا لممارسة الأولوية البابوية والمجمعية بين الأساقفة وكل شعب الله. وأضافت الأخت بيكار: “لقد تأثرت بالفروقات مقارنة بالعام الماضي”، فيما يتعلق بأعمال الجلسة، “هناك جودة عالية في الاصغاء المتبادل والمشاركة”. وتابعت أن النساء يمارسن نوعًا من السلطة من خلال مداخلاتهن ومساهماتهن، بالإضافة إلى أن هناك المزيد من النساء اللواتي يمثِّلن المجموعات. وقالت: “إنها خطوات صغيرة”، مؤكدة أنه وكما قال الكاردينال فيرنانديز، بالمضي قدمًا خطوة بعد خطوة، ستتمكن النساء من تولي أدوار معينة في الكنيسة. واختتمت الأخت بيكار بالقول: “إنَّ التغيير يحدث من خلال الاختبار، وهذا السينودس يقدم فرصة للإختبار لكي يقدم الجميع مواهبهم”، وهذا ما يحدث بين المندوبين الإخوة ومع النساء الحاضرات في السينودس.
من جهته أوضح الأسقف مانويل نين غويل، الإكسرخوس الرسولي للروم الكاثوليك في اليونان، أن أعمال السينودس تقدم فرصة للتعارف. وأشار إلى أن جماعته الصغيرة، التي ولدت منذ حوالي مئة عام بعد الحرب التركية اليونانية، تضمُّ رعيتين: إحداهما الكاتدرائية في أثينا، والأخرى على بعد حوالي ٥٠٠ كيلومتر شمالًا، بالقرب من سالونيك في يانيتسا. هناك سبعة كهنة: اثنان يونانيان، واحد سلوفاكي، وآخر كلداني، مما يظهر تنوع الأصول العرقية. وتتألف جماعات الإكسرخوسية الثلاثة من المؤمنين اليونانيين، والمؤمنين الأوكرانيين الذين وصلوا لـ ٢٨ سنة خلت بعد سقوط الشيوعية في أوكرانيا، وآخرين وصلوا مؤخرًا بسبب الحرب، وكذلك المؤمنين الكلدان، أي المسيحيين العراقيين من التقليد السرياني الشرقي. كما أن الإكسرخوس لديه منظمة كاريتاس التي تعمل مع الأرثوذكس والمسلمين، بالإضافة إلى مؤسسة للمصابين بالتوحد. وأشار الأسقف إلى أن الإكسرخوسية في اليونان هي كنيسة ذاتية الحكم ضمن التقليد الكاثوليكي، وأن الكثيرين لا يدركون ذلك. وأضاف أن السينودس أتاح الفرصة للتعرف على بعضنا البعض وعلى الكنيسة الشرقية الكاثوليكية وعلى دور الكنائس الشرقية التي تشترك في نفس الليتورجية واللاهوت، والروحانية، والقوانين الكنسية مع الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة التي تسعى معها إلى حوار مسكوني لبناء الجسور.
من ناحية أخرى ركزت الجلسة المخصصة لأسئلة الصحفيين على مواضيع السلام، مسؤولية العلمانيين في العمليات السينودسية، ودور النساء في الكنيسة. وبدأ الكاردينال زوبي حديثه عن السلام قائلاً: “تناول السينودس السلام بشكل صريح وكرؤية. وقال إنّ مهمتي — فيما يتعلق بزيارتي الأخيرة إلى موسكو كمبعوث للبابا في إطار الأزمة بين روسيا وأوكرانيا — نشأت لأن الكنيسة، كما قال البابا فرنسيس مرات عديدة، هي مستشفى ميداني، روحي ومادي، ويجب أن تكون حيث يتألم الناس ويعيشون في عوز”.
كذلك أعرب بعض الصحفيين عن قلقهم من احتمال بقاء عقبات أو صعوبات في العمليات السينودسية داخل الأبرشيات بعد انتهاء الاجتماعات. لكن الأخت بيكار أوضحت أن “المبادرات الحرة للعلمانيين، كما هو منصوص عليه في القانون الكنسي، يجب أن تُؤخذ في الحسبان”. وأشارت مذكرة بتأمل الأب رادكليف قائلة: “إنَ الجميع مدعوون للمساهمة في هذه العملية حسب مواهبهم”. وأضافت: “نحن مدعوون لكي نؤمن بأن الجميع قادرون على التغيير، حتى الذين قد يكونون مترددين اليوم في قبول مسار السينودس”. ونقلت عن أحد الأساقفة الأمريكيين أن “خبرت هذه الأسابيع قد غيّرت طريقة رؤية العديد من الأشخاص للكنيسة، بفضل عمل الروح القدس”. وأكدت أن “كل شخص مسؤول، وكل شخص لديه الفرصة لإيجاد طريقة للحوار والتمييز”. وختمت بالقول إنه خلال الجلسات، من يعيشون السينودسية بشكل مباشر، ينتهون بتبنيها، كما حدث في الاجتماع التحضيري العام الماضي، حيث وصل العديد من الكهنة بشكوك، لكنهم غادروا متحمسين ومتغيرين. وفي إشارة إلى عمل المجموعة الخامسة، التي تتناولت موضوعًا (الشماسية النسائية) ليس موضوعًا مباشرًا للسينودس، أضافت: “إنّ السينودسية تتجلى في كل مجموعة عمل”.
وحول دور المرأة تمحور القسم الختامي من المؤتمر الصحفي. وفي هذا السياق، دعا الأب رادكليف إلى عدم التركيز فقط على السيامات المقدسة، بل إلى النظر أيضًا في “المناصب العليا التي اكتسبتها العديد من النساء عبر قرون التاريخ، حيث أصبحن ملافنة في الكنيسة. إذا لم نأخذ بعين الاعتبار مدى أهمية الأسرار وتعاليم الكنيسة، وركزنا فقط على مقياس السيمة، قد ننزلق نحو مواقف إكليروسيّة بحتة”. وأضاف المطران غويل قائلاً: “صحيح، إذا قرأنا نصوص آباء الكنيسة، سنجد أن العديد من “الأقوال” تعود لأمهات الصحراء، وتمتلك عمقًا لاهوتيًا وإنسانيًا ونفسيًا مذهلًا. لذا علينا أن نتجنب تجربة التركيز على دور المرأة بطريقة إكليروسيّة”. وأكدت نائبة الأمين العام لأمانة السينودس بيكار من جانبها على أهمية النظرة التي نستخدمها في رؤية الكنيسة، وقالت “هناك اليوم، نساء في مناصب عليا، مثل رؤساء جامعات كاثوليكية، ومنظمات مثل كاريتاس أو أقسام في مجالس الأساقفة”. لذلك، «هناك طرق عديدة لتعزيز القيادة النسائية، حيث يمكننا أن نرى العديد من الأساقفة الذين يعينون نساء كمندوبات عامات لأبرشياتهم، مما يتيح لهن المشاركة في إدارة المؤسسة”.
عند تناول هذا الموضوع، أضاف الكاردينال زوبي: “هناك الشعور أن في الممارسة العملية اليوم وليس فقط في تاريخ الفكر المسيحي والكاثوليكي، أكثر مما يُرى عادة”. وبعد ذلك، تابعت بيكار قائلة: “لا تزال هناك عقبات وصعوبات، تتجلى بشكل رئيسي على المستوى الثقافي والاجتماعي، لأن الكنيسة هي جزء من المجتمع. ألاحظ هذا، على سبيل المثال، عند حديثي مع أساقفة من الكنيسة الأنغليكانية أو سفيرات. إذا تحدث رجل في اجتماع دبلوماسي، يُعطى لحديثه وزن، أما إذا تحدثت امرأة، فغالبًا ما يُعتبر تدخلها أقل أهمية؛ وهذا الأمر يكون أحيانًا في اللاوعي. لكن هذا يؤكد لي أن هناك حاجة حقيقية لارتداد في الذهنيّة، وهذا يتطلب وقتًا، لأننا نرث هذه العقلية ليس فقط من الكنيسة بل أيضًا من المجتمع الذي نعيش فيه”. وفي النهاية، فيما يتعلق بالمخاوف التي أشار إليها الأب رادكليف في تأملاته الصباحية حول خيبة الأمل التي قد يشعر بها البعض عند الموافقة على الوثيقة النهائية، دعا اللاهوتي إلى “تجاوز الصعوبة في فهم الطبيعة الحقيقية للسينودس”، الذي – كما قال البابا عدة مرات – “ليس برلمانًا، بل هو مكان للإصغاء في الشركة”.