استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي يوم الاثنين ١٨ آذار ٢.٢٤، سفراء اللجنة الخماسية: المملكة العربية السعودية وليد البخاري، فرنسا هيرفيه ماغرو، دولة قطر سعود بن عبد الرحمن ال ثاني، جمهورية مصر العربية علاء موسى والولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون، وجرى عرض للاوضاع الراهنة لاسيما استحقاق انتخابات رئيس الجمهورية.
في بداية اللقاء رحب غبطته باللجنة منوهًا بجهودها وشاكرا لها تضحياتها ومساعي الدول التي تمثلها من اجل مساعدة لبنان في إتمام الاستحقاق الرئاسي بحيث انه لا يمكن ان تقوم دولة بدون رأس معربا عن ألمه الكبير حيال الفراغ القائم والفوضى العارمة الناتجة عنه. واضاف : لا بد أنكم، كما نحن، مجروحون من هذا الواقع غير الطبيعي واعلم أنكم تحبون لبنان وتتمنون له الخروج من هذا النفق المظلم.
وإذ تمنى غبطته للسفراء النجاح في مهمتهم أشار إلى وجوب احترام النظام اللبناني البرلماني الديمقراطي والاحتكام إلى الدستور وتطبيقه والذهاب إلى البرلمان وممارسة الديمقراطية مؤكدا ان الدستور هو الذي يقدم الحل والآلية لكل استحقاق دستوري.
بعد اللقاء تحدث السفير المصري علاء موسى باسم اللجنة الخماسية فقال:
زرنا غبطة البطريرك اليوم وفي الحقيقة ان هذا اللقاء في غاية الأهمية ويأتي في طليعة جولتنا على مختلف الأطراف السياسية. والهدف من اللقاء مع غبطته هو اعلامه واستشارته في نفس الوقت في الخطوات التي سنبدأ في اتخاذها، وهذه الخطوات مبنية على عدة مراحل، الأولى الحديث مع كافة الكتل السياسية دون استثناء للحصول منهم على التزام بأنهم يرغبون جميعًا في انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن وفقًا لخارطة طريق ستقدمها الخماسية، وهي بداية عناوين رئيسية ثم نذهب بعد ذلك الى التفاصيل، وما شجعنا على ذلك اننا لمسنا منهم جميعًا في الفترة الماضية مرونة ستساعدنا على خلق الأرضية التي ستمهد للبدء بالخطوات الفعلية من اجل انتخاب رئيس، وسنلتقي مع هذه كل هذه الكتل مرات عدة لأن هناك امور كثيرة يجب الاتفاق حولها، وسنعرض عليهم العناوين الرئيسية لخارطة طريق تحركنا في المستقبل، وبالطبع خلال احاديثنا مع الكتل السياسية ستكون هذه خارطة طريق قابلة للتعديل والاضافة والتحسين وفقًا لرؤية كل طرف ووفقًا للرؤيا الجامعة التي نبحث عنها من اجل تسهيل الأمور.
وأكد السفير موسى قائلاً: ان حراكنا سيستفيد من حراك كتلة الإعتدال رأي حراك آخر تقدم به قوى سياسية اخرى، لأنه في الحقيقة لدينا قناعة بأن عملية انتخاب الرئيس تعود ملكيتها الى لبنان واللبنانيين والبرلمان اللبناني والكتل السياسية، وبالتالي فإن الحراك الذي يأتي من الداخل هو الحراك الأهم، وعليه نحن نبني على التحرك الداخلي لعلنا نحن الخماسية نسهل خلق الأرضية المشتركة من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت ممكن، ونحن لدينا لقاءات مع قيادات اخرى في اليومين المقبلين على ان تتوقف هذه اللقاءات بعد غد وتستأنف في بداية الشهر المقبل بعد عودة عدد من السفراء من عواصمهم، وبالتالي سنلتقي مرة اخرى بكل القوى السياسية وقد تكون متكررة من اجل الوصول الى نصور كامل يتلزم به الجميع ويمكن البناء عليه من خلال خطوات اخرى، ونأمل ان القادم يكون افضل.
وردًا على سؤال قال : العنوان الرئيسي هو الالتزام والرغبة والنوايا الصادقة، ونحن لمسنا هذه الأمور من مختلف القوى السياسية، وتبنى الإرادة، وفي الحقيقة الإرادة ترجمتها هي في الأفعال على الأرض، وعندما نجد ان هناك تطبيقًا فعليًا لما يتم البوح او القول به في الاجتماعات عندها تتوفر الارادة، وعندما تتوفر يجب الالتزام، وبالتالي تسعى الخماسية للحصول على التزام من مختلف الأطراف، اقول لو الالتزام موجود والارادة متوفرة فالتفاصيل يمكن التغلب عليها والتعامل معها بشكر اسهل كثيرًا، وفي تقديرنا ان المرحلة الأولى ستأخذ بعض الوقت والجهد، ولكن فور الإنتهاء منها ستكون الخطوات التالية سهلة وقابلة للتطبيق.
وردًا على سؤال قال : نحن تحدثنا مع الرئيس بري وفي مرات سابقة ودولة الرئيس أعرب عن التزامه وفور التوصل الى توافق لهذا الالتزام من مختلف الكتل والقوى السياسية الى دعوة المجلس النيابي لانعقاد جلسة انتخاب الرئيس، ولكن اقول لكم ان هذه المرحلة الأخيرة يسبقها اشياء كثيرة وأرضية يجب ان تُمهّد من اجل الوصول الى جلسة تكون ليست بالطويلة على ان تسبقها حوارات ونقاشات تقضي الى توافق ما بين الكتل السياسية المختلفة.
سئل : ألا يصطدم تحرككم اليوم برغبة بعض الأطراف لا سيما حزب الله التريث من اجل جلاء الوضع في غزة؟
أجاب : ما يحدث في الإقليم يجب ان يكون الدافع للإسراع في انتخاب الرئيس، لأن لبنان والمنطقة يواجهون تحديات كبيرة وكثيرة وبالتالي لا بدّ لوجود رئيس، واتمنى ان تكون لقاءاتنا مع الكتل كافة يكون لها نتائج تسهل للخطوات الأخرى في المستقبل وتؤدي في نهاية المطاف الى انتخاب رئيس.
سئل :هل ترى انه يجب ان يكون هناك سفير سادس في هذه اللجنة وهو السفير الإيراني الذي يؤثر على الساحة اللبنانية؟
اجاب : هذا السؤال طرح اكثر من مرة وقلنا ان الشأن اللبناني هو خاص باللبنانيين انفسهم، انما هناك اصدقاء للبنان، ونحن الخمسة لسنا الوحيدين من اصدقاء لبنا، والأصدقاء كثر وبالتالي أيًا من يستطيع التسهيل في هذا الأمر فهذا جيد، الهدف ليس عضوية الخماسية بل مساعدة لبنان، واي طرف كان يستطيع لا خلال علاقاته مع لبنان واطراف اخرى يسهل الأمر فإن جهدهم وحب به.
واشار ردًا على سؤال الى اننا نحن لا نتحدث عن اسماء بل عن التزام اذا توفر بأن الحديث سيبقى اسهل بين القوى السياسية حول من يرغبون في ترشيحه الى الرئاسة.
ولفت ردًا على سؤال الى ان الاستحقاق الرئاسي مضى عليه قرابة العام والنصف وبالتالي فإن الأمر صعب، ولكن هل لأنه صعب يُترك، لا لا، ويجب العمل عليه والبحث في زوايا، وفي وسائل للإنتهاء منه، وهذا هو المجهود التي تقوم به الخماسية بالتنسيق والتعاون مع الكتل كافة.
وردًا على سؤال قال: لقد سمعنا من غبطة البطريرك نصائح كثيرة ومهمة وهو في الحقيقة أعلن وليست المرة الأولى عن التمسك بالدستور وتطبيقه، ونقول ان جهود الخماسية والأطراف الأخرى ستقضي الى تطبيق الدستور ولا بديل ابدًا عن تطبيق الدستور.
وردًا على سؤال قال: عندما تتحدث اللجنة الخماسية مع الأطراف تتمنى عليهم جميعًا ودون استثناء قدرًا لها المرونة يسهل الى اتخاذ خطوات مهمة تحدث خرق ملموس في هذه المعضلة التي نعيشها منذ عام ونصف.
وأضاف: غبطة البطريرك اعرب عن استعداده من اجل بذل كل الجهود لها من اجل تليين المواقف وتسهيل الأمور، واتصور ان دور غبطته له اهمية كبيرة في هذا المجال، ولنرى ماذا ستكشف لنا الأيام القادمة بإذن الله.