لمناسبة عيد مولد مريم العذراء (سيدة الحصن) ترأس الخورأسقف اسطفان فرنجية قداس العيد في كنيسة سيدة الحصن، عاونه المونسنيور جورج الخلّي من رعية سيدة الأرز – بوسطن والخوري طوني فرنجية والشماس ادوار فرنجية وبمشاركة عدد من الرهبان والراهبات ، وقد حضر القداس الشيخ وليد فايز معوض وعقيلته وحشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى الخورأسقف فرنجية عظة في المناسبة قال فيها :””في هذا الانجيل يقول لنا يسوع لا احد يوقد سراج ويضعه تحت المكيال! السراج يوضع في مكان عالٍ لترى الناس من خلاله، كذلك المنارة التي تدلّ على الطريق، بالنسبة لنا نحن أبناء المسيح المنارة هي كلمة الله، هي الإنجيل، هذه الكلمة يجب أن تحتلّ المرتبة الأولى في حياتنا ونعطيها الوقت الكافي من خلال القداس أو القراءة أو التنشئة المسيحية أو القراءة الروحية، فتُنير كلمة الله طريقنا وإلا نمشي في الظلام ونرفض النور. اليوم نحن أمام خيار العودة الى الكتاب المقدس وتعليمه لأولادنا، لشبيبتنا وفي رعيتنا مجالات جمّة لنتعمق في كلمة الله”.
مضيفا:”تعظم نفسي الرب، هذا النّشيد من روحانية الكتاب المقدس في العهد القديم أي أنّ مريم تتأمل وتفكّر وتُصلي. مريم عندما أبلغها الملاك بالبشارة، والتقت نسيبتها اليصابات وحتى في أحداث يسوع كانت تتأمل كل ذلك في نفسها أي تصلّي الكتاب المقدس الذي هو خبرة شعب الله معه.
اليوم كلنا نستطيع من خلال الكتاب المقدس أن نكتشف سر الله وماذا يريد منا! ”
وتابع:” نحكي ومنقرر ومنعمل للي بدنا ياه من دون تفكير ومن دون صلاة ومن قول هيك الله بدو.”
اذاً لكي نتجنّب هذا الفراغ وتشويه صورة الله علينا أن نعود إلى الكتاب المقدس الذي تشرحه الكنيسة، وخصوصا في ما يتعلق بمريم العذراء، نحن نؤمن ككنيسة كاثوليكية أنّ مريم هي أم الله والرب اعطاها هذا الفخر شاركته في كل شيء وهذا هو ايماننا، إننا نكرّمها ونتّخذها أماً لنا وشفيعة.
صحيح أنّ من يهمل كلمة الله يخطئ الى يسوع، لانه تجسّد ومات على الصليب ليعطينا هذه الحقيقة، حقيقة التجسد، أهملنا كلمة الله أهملنا القربان وأهملنا الشكر له.
إهمال كلمة الله هو بمثابة الخطيئة تجاه القربان المقدس.”
ثم قال:” الخير الكبير لمريم إنها ربّت واحتملت مع يسوع بصمت، هذا هو المطلوب منا، أن نكتشف طريق الرب بصمت. مع الاسف في مجتمعنا أصبح كل شيء على علن حتى في عمل الخير، على الفيسبوك والانستغرام، ولم يعد للشخص خصوصية في حياته، في العمادة والزواج… اختفت سرية الشخص وأصبحت حياته علنية، كل هذا يدمّر ويخلق مشاكل عائلية.
القديس منصور دي بول يقول الضجيج لا يعمل الخير ولا الخير يعمل ضجيج.”
وأضاف:” يشاركنا في القداس المونسنيور جورج الخلّي خادم رعية سيدة الأرز في بوسطن، هذه الرعية قريبة جدا منا، كنيسة سيدة الأرز التي احترقت منذ زمن واستشهد فيها المونسنيور اسطفان الدويهي ليخلّص القربان، فعلا هذه الكنيسة تعني لنا كثيرا كأبناء رعية اهدن زغرتا، كما ايضا المونسنيور الخلّي يعني لنا الكثير. ”
وختم:” نصلي على نية رعيتنا ونقدم هذه الذبيحة براحة نفس الشيخ فايز معوض الذي بنى هذا الصرح الكنسي، وأشكر أبنائه الذين يعملون بصمت وحبّ ويتابعون وصية الوالد بالاهتمام بسيدة الحصن وإضاءتها وكل الاعمال الخيرية التي اطلقها الشيخ فايز معوض كما اشكر مؤسساتكم. إننا نحتفل بعيد مولد السيدة العذراء والبطريرك اسطفان الدويهي طوباويا على مذابح الكنيسة المارونية وعلى أمل أن يحظى أيضا بطل لبنان يوسف بك كرم “بالطوباوية” وتكون اهدن بلدة القديسين.