البطريرك يونان يحتفل بقداس الأحد الذي يلي عيد الميلاد ونهاية العام 2023 ويشجب الإتّهام بحقّ سيادة المطران مار يعقوب أفرام سمعان

في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 31 كانون الأول 2023، احتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الأحد الذي يلي عيد الميلاد المجيد ونهاية العام الحالي 2023، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
عاون غبطتَه في القداس المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والشمامسة، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن اليوم الأحد وهو بحسب السنة الطقسية الأحد الذي يلي عيد الميلاد، ويقع هذا الأحد هذا العام في آخر يوم من السنة، متوقّفاً عند “تذكير بولس الرسول المؤمنين في رسالته إلى أهل فيليبي بأنّكم ابتدأتم مسيرة إيمانكم بشكل صالح، ونأمل ونرجو أن تتمِّموا هذه المسيرة أيضاً بالكمال”.
ونوّه غبطته إلى أنّنا “ننهي اليوم هذه السنة 2023، وسنبدأ غداً سنة جديدة 2024، وجميعنا نعرف جيداً الصعوبات التي واجهناها خلال هذه السنة، وكذلك الآلام والمشاكل، إن كان هنا في لبنان، من أزمات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية، وفي سائر بلدان الشرق، إذ كانت هذه السنة مليئة بالتحدّيات والمصاعب، أكان الزلزال في سوريا وتركيا في شهر شباط الفائت، أو الفواجع التي حدثت لأهلنا في العراق، وخاصّةً فاجعة العرس في قره قوش (بغديده)، والتي ذهب ضحيّتها 133 شحصاً من أبنائنا وبناتنا، فضلاً عن العديد من الجرحى والمصابين، وأيضاً الحرب المستمرّة بين روسيا وأوكرانيا، واليوم الحرب المشتعلة في الأرض المقدسة، ولا سيّما في غزّة، وارتداداتها على المناطق الحدودية في الجنوب اللبناني، ونحن نضرع إلى الرب يسوع كي يعيننا على أن نجدّد إيماننا وثقتنا فيه رغم كلّ شيء”.
وتناول غبطته “الاتّهام والإخبار المقدَّم بحقّ مطرانين جليلين من أساقفة الكنيسة في الأراضي المقدسة، وأحدهما صاحب السيادة المطران مار يعقوب أفرام سمعان، النائب البطريركي للسريان الكاثوليك في القدس والأراضي المقدسة والأردن، ونحن نشجب وندين هذا العمل المُشين والغير أخلاقي”، مؤكّداً أنّ “سيادته يقوم بخدمته الكنسية أسوةً بسائر إخوته الأساقفة، بما حباه الله من روح أبوّة وتدبير، ويؤدّي واجباته الراعوية في النيابة البطريركية في الأراضي المقدسة، برعاياها ومؤسّساتها، ويتعامل مع السلطات المدنية الموجودة هناك بالحكمة والفطنة، وكلّ ما ورد في حقه في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي هو كذب وافتراء، ويمسّ الكنيسة، بطريركاً ورعاةً وإكليروساً ومؤمنين، وهو محض تضليل وافتراء، ويستوجب الملاحقة القضائية”.
ولفت غبطته إلى أنّنا “اليوم نتذكّر أنّ علينا في آخر يوم من السنة أن نلقي نظرة على حياتنا ومسيرتنا في هذه السنة التي انتهت، ونتطلّع بالرجاء إلى السنة الجديدة، وهذا الرجاء يستطيع أن يعطينا إيّاه إنجيل اليوم الذي فيه سمعنا أنّ مجوساً، وهم أعيان وثنيون من المشرق، ذهبوا وسجدوا للرب يسوع في بيت لحم. وهذا الأمر يذكّرنا أنّ الرب يسوع لم يأتِ فقط للبعض، بل لكلّ العالم، وقد جاء المجوس الوثنيون بإلهام ربّاني كي يسجدوا ليسوع الذي هو المسيح المنتظَر. ونحن نعلم أنّه، بعدما عاد المجوس إلى بلادهم، وألهم الملاكُ يوسفَ أن يأخذ مريم ويسوع ويذهب بهما إلى مصر هرباً من الملك هيرودس الذي كان يريد أن يقتله، أصدر هيرودس أمره، فقتلَ أطفال بيت لحم من عمر سنتين فما دون”.
وشدّد غبطته على أنّنا “نجدّد اليوم إيماننا بهذا المولود الإلهي، ونجدّد ثقتنا به، كي يساعدنا أن نتابع حياتنا، ونحن نرى العائلات وقد أضحت مشتَّتةً في أصقاع العالم، وشبابنا مُجبَرون على مغادرة أرضهم وبلادهم بهدف تأمين مستقبل شريف لهم ولعائلاتهم في المستقبل. لكنّ هذا لا يعني أنّ عليهم أن يتركوا إيمان آبائهم وأجدادهم الذي نقلوه إليهم عن طريق أهلهم، بل عليهم أن يبقوا أمناء لهذا التراث الإيماني والتقاليد الصالحة التي تربّوا عليها، خاصّةً في بلاد المهجر التي لجأوا إليها، حيث التحدّيات كبيرة، ولا سيّما بالنسبة للعائلة، وبالنسبة لتربية الأولاد”.
وختم غبطته موعظته رافعاً “الصلاة إلى الرب يسوع، المولود طفلاً إلهياً في مذود بيت لحم، كي يمنحنا سنة جديدة مليئة بالنِّعَم والبركات، لنا ولكلّ أهلنا وذوينا وأحبّائنا، ولأبناء الكنيسة وبناتها، وللإكليروس والمؤمنين في كلّ مكان، وللعالم بأسره. ونضرع إليه كي يؤهّلنا لنحافظ على إيماننا المسيحي وعلى ثقتنا الكاملة به، هو ربّنا وإلهنا ومخلّصنا، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، ومار اغناطيوس الشهيد شفيع هذه الكنيسة، وجميع القديسين والشهداء”.