البطريرك يونان يحتفل بالقداس للإرسالية السريانية الكاثوليكية في برسبن – أستراليا

في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الأربعاء 10 تمّوز 2024، احتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي للإرسالية السريانية الكاثوليكية في مدينة برسبن Brisbane – أستراليا.
عاون غبطتَه أصحابُ السيادة: Mark COLERIDGE رئيس أساقفة أبرشية برسبن Brisbane اللاتينية، الذي حضر خصّيصاً للمشاركة في استقبال غبطته وفي هذا القداس، ومار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أستراليا ونيوزيلندا، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب يوحنّا إينا كاهن إرسالية سيدني والمكلَّف بخدمة إرسالية برسبن، بحضور ومشاركة كاهن الرعية اللاتينية في المنطقة، وكهنة الكنائس الشرقية الشقيقة الكاثوليكية والأرثوذكسية في برسبن. وخدم القداس الشمامسة، وأعضاء الجوق، بمشاركة جموع غفيرة من المؤمنين من أبناء هذه الإرسالية، والذين أتوا بكلّ فرح وشوق ولهفة بنوية لاستقبال غبطته ونيل بركته في زيارته الرسولية الأولى إلى هذه الإرسالية المباركة. وكان في مقدّمة الحاضرين سعادة قنصل لبنان في هذه الولاية أنطوان طربيه.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة البطريرك عن “الفرح الكبير الذي يغمرنا لأنّنا معكم ونزوركم للمرّة الأولى، كي نطّلع عن كثب على أحوالكم. ونفرح أيضاً لمشاركة صاحب السيادة رئيس أساقفة برسبن معنا في هذه الليتورجية بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، وكذلك إخوتنا الأساقفة والآباء الكهنة الذين يشاركوننا فرحة هذه المناسبة الروحية المباركة”.
ونوّه غبطته إلى أنّنا “سمعنا من مار بولس أنّنا دُعِينا إلى عيش الوحدة والمحبّة، ونحن نعلم أنّه في أنطاكية التي بشّرها بطرس وبولس عُرِفَ تلاميذُ يسوع بأنّهم مسيحيون، لأنّهم كانوا يحبّون بعضهم بعضاً، حسبما يخبرنا القديس لوقا، كاتب سفر أعمال الرسل”.
ولفت غبطته إلى أنّنا “من الإنجيل المقدس، سمعنا أنّ الرب يسوع أرسل تلاميذه ليكرزوا، كانوا إثني عشر تلميذاً، فانطلقوا يكرزون في العالم أجمع، وأوصاهم أن يتجرّدوا من كلّ شيء مادّي بشري، لأنّهم سفراء الرب وملكوته، يحملون بشرى الخلاص في كلّ مكان، وقد منحهم الرب يسوع النعمةَ والقدرةَ كي يبشرّوا العالم. لذا لا يتطلّعون إلا إلى إتمام رسالتهم كرسل ومبشّرين، وهم يدركون أنّهم تركوا كلّ شيء وكرّسوا ذواتهم لاتّباع الرب ونشر كلمته الخلاصية”.
وتوجّه غبطته إلى المؤمنين بالقول: “أيّها الأحبّاء، أنتم أبناء وبنات الكنيسة السريانية الكاثوليكية، نعم لستم كثيري العدد في هذه المنطقة، لكن تذكّروا أنّ رسل المسيح الأوائل لم يكونوا كثيرين، إنّما استطاعوا نشر كلمة الرب. أنتم مدعوون كي تتبعوا الرب، ولا تكونوا أسرى ثقافة هذا العالم. أنتم سفراء للرب يسوع، كونوا مطيعين لوصيته بأن تتجرّدوا وتتخلّوا حتّى عن أهوائكم البشرية ومصالحكم الدنيوية كي تحملوا رسالته، على غرار تلاميذه الأوّلين. عليكم أن تنظروا فقط إلى الملكوت السماوي، أنتم إذاً رسل الرب يسوع هنا في برسبن وضواحيها”.
وشدّد غبطته على أنّ “ما نحتاج إليه، أيّها الأحبّاء، هو أن تعيشوا المحبّة بالفعل قبل القول، والمحبّة، كما تعلمون، تُنشَد وتُغنَّى كثيراً، لكنّ الذين يعيشونها هم وللأسف قليلون. أمّا نحن، تلاميذ الرب، فقد وَعَدْنا يسوعَ أن نعيش المحبّة، وأن نُعرَف أنّنا تلاميذه إذا عشنا المحبّة بصدق وبأفعالنا قبل أقوالنا”.
وتضرّع غبطته إلى الله من أجل انتهاء الحروب والأزمات وإحلال السلام والأمان في العالم كلّه، وخاصّةً في بلادنا في الشرق، في لبنان وسوريا والعراق والأراضي المقدسة، كي ينعم الناس جميعاً بالطمأنينة والاستقرار والعيش الكريم”.
وختم غبطته موعظته مبتهلاً “إلى الرب يسوع أن يجعلنا دوماً كنيسةً واحدةً وقلباً واحداً، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، وجميع القديسين والشهداء، فنمجّد الرب كلّ حين، خاصّةً في مسيرة حياتنا في هذا المجتمع الجديد”.
وكان سيادة المطران Mark COLERIDGE قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته، معبّراً عن سروره باستقباله للمرّة الأولى في برسبن، مثمّناً الرعاية الأبوية التي يوليها غبطته بأبناء الكنيسة السريانية في كلّ مكان، لا سيّما في برسبن، مؤكّداً على أنّ للإرسالية السريانية الكاثوليكية في برسبن مكانة خاصّة في قلبه لما يتحلّى به المؤمنون من تعلُّق بإيمانهم وتمسُّك بتقاليدهم الشرقية الأصيلة، ومجدِّداً وضع كلّ إمكانيات أبرشيته للمساعدة في تأمين خدمتهم الروحية.
وقبل نهاية القداس، سلّم غبطتُه سيادةَ المطران Mark COLERIDGE هدية تذكارية باسم إرسالية برسبن، علامة محبّة وتقدير لجهوده في متابعة شؤون الإرسالية والعناية بها.
وبعدما منح غبطةُ أبينا البطريرك البركة الختامية، توجّه إلى القاعة حيث التقى بالمؤمنين بلقاء أبوي جمع الأب بأبنائه الروحيين، في جوّ من المحبّة والفرح الروحي.