في تمام الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الإثنين 24 حزيران 2024، احتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد ولادة مار يوحنّا المعمدان، لإرسالية مار يوسف السريانية الكاثوليكية في مدينة نانت Nantes – فرنسا.
عاون غبطتَه أصحابُ السيادة: مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يوحنّا جهاد بطّاح رئيس أساقفة دمشق، ومار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب نبيل ياكو كاهن الإرسالية، والأب مجيد عطالله كاهن ليون. وخدم القداس الشمامسة وأعضاء الجوق، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين من أبناء هذه الإرسالية، والذين قَدِموا بشوق ومحبّة بنوية لنيل بركة غبطته والمشاركة في هذه المناسبة المباركة.
كما شارك في القداس الأب Louis ممثّل صاحب السيادة Laurent PERCEROU أسقف أبرشية نانت اللاتينية، والغائب عن المدينة بداعي السفر، والأب متّي الشماني كاهن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة في مدينة نانت.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، استهلّ غبطة البطريرك كلامه بالإشارة إلى أنّنا “نستطيع دائماً أن نقول لكم إنّكم في قلبنا كبطريرك للكنيسة، أنتم الذين عانيتم الكثير كي تأتوا إلى فرنسا، هذا البلد الذي استقبلكم وأعطاكم الكرامة الإنسانية والحرّية الدينية. ونحن نشكر فرنسا، وبشكل خاص المؤمنين الكاثوليك فيها، والذين استقبلوكم بكلّ محبّة وحنان وتفهُّم لأوضاعكم”.
ونوّه غبطته إلى أنّ “اليوم، 24 حزيران، هو عيد ولادة مار يوحنّا المعمدان، هذا القديس العظيم، النبي السابق للرب يسوع، والذي هيّأ الطريق أمامه، وقد وحّد العهدين القديم والجديد، وشكّل نوعاً من الجسر بين هذين العهدين، وهو الذي كان الشخص الأكثر شبهاً بيسوع. لقد كانت ولادة يوحنّا المعمدان، كما سمعنا من الإنجيل المقدس بحسب القديس لوقا، ولادة أعجوبية، وكانت حياته كلّها مكرَّسة للرب يسوع، وكان متنسّكاً، ويعظ الشعب للتوبة، فيأتون إليه ويعتمدون على يده بالماء لمغفرة خطاياهم، أمّا نهاية حياته فكانت أيضاً الاستشهاد، إذ قُتِلَ لأنّه كان يدافع عن الله الحقّ”.
ولفت غبطته إلى أنّه “يشاركنا في هذا القداس ثلاثة من أساقفة كنيستنا، كنّا قد طلبنا منهم أن يشاركونا في هذه الزيارة الأبوية الراعوية التي شملت حتّى الآن ثماني كنائس للسريان الكاثوليك في فرنسا، كي يلمسوا لمس الواقع الحقيقي ماهيّة كنائسنا في بلاد الانتشار، والمعاناة التي يعانيها هؤلاء المؤمنين الذين نفخر بهم، وكي يساعدونا حتّى نؤمّن الدعوات الكهنوتية الحقيقية والخِدَمية لهذه الكنائس. كذلك نودّ أن نشكر الكهنة الأفاضل والشمامسة الأعزّاء، وأطفالنا الذين يخدمون هذا القداس بفرح وحماس، وأعضاء الجوق، ونخصّ بالذكر الأب نبيل ياكو الذي يخدمكم بالمحبّة والرعاية والتفاني”.
وذكّر غبطته المؤمنين “أنّكم، بالحقيقة، تمرّون بمرحلة صعبة جداً، عليكم أن تواجهوا الكثير من التحدّيات، وخاصّةً أن تحافظوا على وحدة العائلة، ولا سيّما بالنسبة للشبّان والشابّات الذين عليهم أن يتذكّروا أنّ آباءنا وأجدادنا تركوا لنا هذا الكنز الثمين في حياتنا، بعد أن عانوا الكثير كي يصونوه بشجاعة وبإيمان حازم وثابت.
وتمنّى غبطته من المؤمنين بإلحاح ورجاء “ألا تنسوا أنّ ما يميّزنا، نحن المسيحيين، هو المحبّة، يمكننا أن نصبح أشخاصاً مشهورين ومعروفين في المجتمع، طبعاً ليس جميعنا، لكنّنا يمكننا أن نكون جميعاً أبطالاً بالمحبّة. فنحبّ بعضنا بعضاً، كي نكون الشهود الحقيقيين للرب يسوع، على غرار المسيحيين الأوائل في أنطاكية، والذين كانوا يُعرَفون على أنّهم تلاميذ الرب يسوع وأتباعه لأنّهم كانوا يحبّون بعضهم بعضاً، وهذا ما نقرأه في سفر أعمال الرسل الذي كتبه القديس لوقا ابن أنطاكية”.
وختم غبطته موعظته ضارعاً “إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، ومار يوحنّا المعمدان، وجميع القديسين والشهداء، أن يبارككم ويجعلكم تلاميذ حقيقيين له على الدوام”.
وبعدما منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، انتقل غبطته إلى قاعة الكنيسة، محاطاً بالأساقفة والإكليروس وبالمؤمنين الذين التقوا به في لقاء جمع الأب مع أبنائه، في جوّ من البهجة الروحية.