في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الخميس ٣ تشرين الأول ٢٠٢٤، ترأّس غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، الاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للتوأمة بين أبرشيتَي ليون والموصل، ورفع الصلاة من أجل انتهاء الحرب وإحلال السلام في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك في كنيسة القديس إيريناوس في مقرّ مطرانية ليون اللاتينية، في مدينة ليون – فرنسا.
حضر هذا الاحتفال صاحب السيادة المطران Olivier DE GERMAY رئيس أساقفة أبرشية ليون اللاتينية، وصاحب النيافة الكردينال Philippe BARBARIN رئيس أساقفة ليون السابق، وأصحاب السيادة: مار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي، ومار بنديكتوس يونان حنّو رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، والمطران ميخائيل نجيب رئيس أساقفة الموصل وعقرة للكلدان، والمطران المساعد لأبرشية ليون Patrick LE GAL، والمونسنيور Pascal GOLNISCH رئيس منظّمة Oeuvre d’Orient والنائب العام لشؤون الكاثوليك الشرقيين في فرنسا، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب مجيد عطالله كاهن رعية العائلة المقدسة في ليون، والأب فادي ليون كاهن إرسالية ليون للكلدان، ورئيس وأعضاء منظّمة القديس إيريناوس في أبرشية ليون، وجموع غفيرة من المؤمنين من رعية العائلة المقدسة السريانية الكاثوليكية في ليون، كما من الإرسالية الكلدانية، ومن الأبرشية اللاتينية في ليون.
استُهِلَّ الاحتفال بالوقوف دقيقة صلاة صامتة راحةً لنفوس ضحايا فاجعة العرس في قره قوش وجميع الضحايا التي سقطت وتسقط في الحرب الدائرة في لبنان والأراضي المقدسة. وبعد الصلاة الربّانية باللغة السريانية، أحيت الاحتفال أوركسترا “كنّارة” الموسيقية، بقيادة الأب دريد بربر، والمؤلَّفة من أربعين عضواً من عازفين ومرنّمين، والقادمة خصّيصاً من قره قوش – العراق لهذه المناسبة، وقد أدّت ترانيم سريانية وأغانٍ شعبية تراثية تعبّر عن أصالة تاريخنا السرياني العظيم، بأصوات شجيّة شنّفت الآذان وأخذت بمجامع القلوب، وعادت بالفكر والقلب إلى أرض الآباء والأجداد في الشرق، وخاصّةً في سهل نينوى، ولا سيّما قره قوش.
ووجّه غبطة البطريرك كلمة إلى الحاضرين، قدّم في مستهلّها الشكر “إلى أعزّائنا الشبّان والشابّات في أوركسترا “كنّارة”، والذين أتحفونا بأناشيدهم وترانيمهم وأصواتهم، معبّرين عن أصالة تراثنا السرياني وعراقته. فلنصفِّق لهم بحرارة. ولا يمكننا إلا أن نثني بكثير من التأثّر على هذه العلاقة المميَّزة التي خُلِقَت بين أبرشية ليون والجماعة المسيحية التي اقتُلِعَت من أرضها في الموصل وسهل نينوى”.
وشكر غبطته “عزيزنا سيادة المطران أوليفيه لضيافته واستقباله، ولا ننسى نيافة الكردينال برباران مؤسِّس منظَّمة القديس إيريناوس، والذي شجّع أعضاءها وألهمهم تجاه إخوتهم وأخواتهم الذين اضطُهِدوا واقتُلِعوا من أرضهم الأمّ في الشرق، وكذلك الخوراسقف باسكال كولنيش”.
وأعرب غبطته عن “اعتزازنا وافتخارنا بكم، أيّها المؤمنون الأحبّاء، لأنّكم استطعتم أن تحافظوا على إيمانكم الذي ورثتموه من آبائكم وأجدادكم في الشرق، إذ نجد أبرشية ليون وسواها من الأبرشيات في فرنسا وفي بلاد الغرب تمدح وتثني على الجماعات المسيحية التي اقتُلِعَت من الشرق، ولا سيّما أنتم، أبناء وبنات كنيستنا السريانية الكاثوليكية في ليون، والذين اقتُلِعتُم من أرضكم في الموصل وسهل نينوى، وخاصّةً من قره قوش العزيزة، والحاضرين معنا هنا. إنّ إيمانكم مؤسَّس على الرب يسوع، وجميع المسؤولين الروحيين يشكرونكم على محافظتكم على وديعة الإيمان، مع التمسُّك بتقاليدكم وتراثكم السرياني الأصيل”.
وعبّر غبطته عن “شكرنا واعتزازنا بوجود ومشاركة صاحبي السيادة: أخينا المطران مار أثناسيوس فراس النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي، وأخينا المطران مار بنديكتوس يونان رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، وسيادة المطران نجيب الذي يمثّل الكنيسة الكلدانية الشقيقة، وجميع أعضاء الإكليروس. وبشكل خاص، نشكر الأب دريد القادم من العراق مع أعضاء أوركسترا “كنّارة”، والأب مجيد عطالله الذي يهتمّ بكم ويخدمكم في هذه الرعية بالغيرة الروحية والرعوية وبالتفاني، والأب فادي ليون الذي يشاركنا في هذا الاحتفال، ونخصّ بالشكر أيضاً المونسنيور حبيب مراد، وكذلك منظَّمة القديس إيريناوس، وكلّ الذين ساهموا في الإعداد لهذا الاحتفال وفي نجاحه”.
وطلب غبطته من جميع الحاصرين “أن تصلّوا من أجل سينودس الأساقفة الروماني الذي نشارك فيه في الفاتيكان حالياً، كي يعطي هذا السينودس الثمار الوافرة للكنيسة الكاثوليكية الجامعة”.
وختم غبطته كلمته سائلاً الجميع “أن تصلّوا بحرارة إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، سيّدة النجاة، سيّدة لبنان، من أجل انتهاء الحرب الدائرة حالياً في لبنان الذي يعيش أوضاعاً مأساوية صعبة وأوقاتاً عصيبة، وخاصّةً من أجل راحة نفوس الضحايا، وعزاء أهلهم، وشفاء الجرحى، وكذلك من أجل الذين يعيشون في الخوف والرعب، وأولئك الذين أُرغِمُوا على مغادرة بيوتهم هرباً من الحرب. نرجو منكم أن تخصّصوا وقتاً للصلاة والتأمُّل، واثقين أنّ دعوتنا هي نشر كلمة الرب والمحبّة والفرح والموسيقى والفنّ والثقافة والحضارة، وليس الحرب والعنف والسيف والضغينة”.
كما أُلقِيَت كلمات تناولت أهمّية التوأمة بين أبرشيتَي ليون والموصل، وأبرز الأعمال التي أقيمت في هذا الإطار، والمحبّة والتعاون المتبادَل والتضامن في ظلّ الظروف العصيبة التي مرّت بها أبرشية الموصل خلال السنوات العشر الأخيرة.
وخُتِم الاحتفال بصلاة السلام الملائكي على نيّة انتهاء الحرب وإحلال السلام في لبنان والأراضي المقدسة والشرق الأوسط والعالم.