ترأس البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، مساء الأربعاء 12 حزيران 2024، قداسًا احتفاليًّا في كنيسة مار كوركيس، بغداد الجديدة، بمناسبة عودته إلى بغداد، بعد غيابٍ دام حوالي 11 شهرًا، عاونه فيه المطران المعاون باسيليوس يلدو، والمطران المتقاعد شليمون وردوني، ولفيف من الكهنة، وبحضور عدد من الراهبات وجمهور غفير من المؤمنين.
ورفع البطريرك ساكو في عظته “الشكر لله على إنهاء هذه المرحلة الصعبة من الظلم، بمبادرة شجاعة من دولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني”، موضحًا بأنّ قراره “يعيد الثقة إلى المسيحيين الممتَحنين أكثر من مرة منذ سقوط النظام السابق، ويشحن أملهم بمستقبل أفضل”. وتمنى أن يواصل دولته دعمه لهم، مقدًما الشكر أيضًا “لجميع الذين عبّروا عن دعمهم بصلاتهم ومواقفهم وبياناتهم، من أجل إظهار الحق”.
وقال: “نحن لسنا غرباء عن هذه الأرض المباركة، نحن أحفاد من أسّسوا حضارة وادي الرافدين. نحن أحفاد مَلحَمة جلجامش بمضامينها الإنسانية العميقة، وأحفاد حمورابي صاحب أول قانون في تاريخ البشرية، وأحفاد إبراهيم الكلداني أبي المؤمنين بالله الواحد. إنّ كنيستنا من أقدم الكنائس وليست أجنبية وافدة، نحن مؤمنون بالمسيح ورسالته في الأخوّة والمحبة والسلام والخدمة. ولاؤنا كان دومًا مطلقًا للوطن ولقد أعطيناه الكثير. نحن لون من ألوان النسيج العراقي الجميل، الذي يجب المحافظة عليه”.
أضاف: “نحن نريد أن تتعامل معنا الحكومة على مبدأ المواطنة والمساواة، وأن تحترم تمثيلنا، وأن تسترجع بيوتنا وأملاكنا المستحوَذ عليها. من غير المقبول أن تُربَط جميع مقدرات المسيحيين بجهة واحدة، لها أطماع لا تنتهي! لماذا يتم إقصاء مسيحيين أكفّاء ومخلصين يوَدون الإسهام في تقدم بلدهم وازدهاره؟”.
تابع: “لقد دافعتُ طوال الوقت عن العراق والعراقيين والمسيحيين المكسورين، ولم أنجرّ إلى المال والمغريات، ويبقى باب البطريركية الكلدانية وكنائسها مفتوحًا للجميع”، مشدّدًا على أنّ “إنصاف المسيحيين قد يشجّع المهاجرين على العودة إلى أرضهم والاستثمار وخلق فرص عمل”، كما و”أهمية وحدة المكوّن المسيحي، والعمل كفريق واحد حرّ ومستقل في خدمة العراق والمسيحيين بنزاهة وإخلاص”.