ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، قداسا احتفاليا في رعية مار شربل في فلورانس – ايطاليا في الكنيسة التي تحمل اسم القديس شربل، التي رممها قنصل لبنان الفخري في فلورانس شربل الشبير وشقيقاه زخيا وبول على نفقتهم الخاصة،
في بداية القداس، ألقى رئيس اساقفة فلورانس الكاردينال جيوزيبي بيتوري كلمة هنأ فيها ابناء الجالية على كنيستهم الجديدة وما قدهه القنصل الشبير من سخاء لاعادة ترميمها معلنا عن اصدار مرسوم انشاء رعية مار شربل رسميا.
وجاء في عظة غبطة البطريرك :
“اننا اليوم نحتفل بعيد الثالوث الاقدس وبهذه المناسبة ندشن هذه الكنيسة الجميلة التي وضعها نيافة الكردينال جوزيبي بيتوري في خدمة الموارنة في فلورانس بكثير من الحب والتقدير وبالمساعي الحثيثة والدائمة للقنصل العزيز شربل الشبير”.
أضاف: “نحن رأيناها قبل ان تكون هكذا جميلة ولا نستطيع ان نقدر المبالغ التي دفعها القنصل الشبير ، لا نريد ان نعرف وانت لا تريد ان تقول كم هي ولكن نحن نعرف انك كنت سخيا لحبك لمار شربل شفيعك والذي اجتاز كل البحار حتى اصبح قديسا في كل مكان، عابرا للدول والانتماءات الدينية وللمذاهب، ويكفي من يفكر بمار شربل حتى يلبي طلباته فشكرا لك ايها القنصل وشكرا لمحبتك لكنيستك ولمار شربل، وشكرا لسخائك ولمحبتك ونحن نقدم هذه الذبيحة على نيتك ونية عائلتك لكي يبارككم الله بمزيد من الخير والنعم انتم تحتاجونها وتستحقونها”.
تابع: “اليوم تحتفل الكنيسة بعيد الثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس، فالآب هو المصدر كالشمس والابن هو الشعاع الذي يصلنا من خلال انه مولود منبثق من الله وحامل الروح القدس النور والحقيقة لكل انسان، فهذا هو سر الثالوث الاقدس نجده في كلام الرب في الانجيل عندما قال الرب يسوع لتلاميذه الذين هم اساقفة العهد الجديد وسلمهم كل سلطانه الالهي وقال لهم اذهبوا وتلمذوا جميع الامم، اشركهم بقدرته التعليمية كنبي وقدسوهم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس وهذا هو البعد الكهنوتي وعلموهم ان يعيشوا كل ما اوصيتكم به وهذا هو البعد الملوكي”.
اضاف: “ثلاثة أبعاد في حياتنا المسيحية تأتينا من الرب يسوع، فهو النبي لانه يعلم الكلمة وهو الكاهن بامتياز يقدم لنا ذاته ذبيحة فداء ويرعى المسؤولين في الكنيسة لكي يسوسوا ابناء الكنيسة بكل حكمة ودراية لكي يعملوا على جمع هذا القطيع بالوحدة والمحبة”.
وشدد على “أن إيماننا بالثالوث الاقدس هو ايماننا بثلاثة اساسية، ايماننا بيسوع الإبن الوحيد الذي علمنا بنبؤآته كلام الله الآب وهو بذاته كلمة الله، واشركنا في كهنوته المميز من كل كهنوت لانه هو الكاهن والذبيح التي افتدى البشرية جمعاء والمسيح الملك بإمتياز لانه هو نفسه الملك، هذا هو ايماننا المسيحي الذي نحتفل به اليوم ومن خلاله نحمل رسالتنا الجديدة الى مجتمعاتنا”.
تابع: “نعم نحن نحمل ثقافة جديدة الى عالمنا، الاولى هي ثقافة النبؤة، فتنفتح عقولنا وقلوبنا الى معرفة كلام الله، لان من خلاله نستطيع ان نفهم ما يجري حولنا وفي حياتنا، ونحمل ثقافة كهنوتية لاننا نشارك المسيح في تقديم كهنوته وما نحمله من تضحيات وأعمال صالحة، كما نشارك المسيح في خدمتنا الملوكية وهي اننا ندحض كل ما هو ضد الحق والحقيقية ونعمل جهدنا من اجل الخير والوحدة والمحبة والسلام، فهذه الثقافة نحملها حيث نحن، فلا نستطيع ان نعيش من دون ثقافة ورسالة نحملها كمسيحيين حيثما نحن نبوية كهنوتية وملوكية والعمل من اجل السلام والتفاهم والنضال لكي يعيش الناس بسلام وحق فهذه هي رسالتنا نحملها كمسيحيين حيثما وجدنا مؤمنين بنعمة الثالوث الاقدس”.
وختم: “يا رب، نحن اليوم نقر ونعترف انك تسلمنا هذه الرسالة المثلثة فأعطنا النعمة كي نفهمها ونعيشها فنقدس حياتنا ونقدس عالمنا”.
وفي الختام كانت كلمة لخادم الرعية الخوري داني كمال وللقنصل الشبير الذي تحدث فيها عن المراحل التي قطعتها عملية الترميم، سائلا الله “بشفاعة القديس شربل ان ينعم على وطننا لبنان بأعجوبة لخلاصه من ازماته”.
ثم قدم البطريرك الراعي أيقونة سيدة لبنان للكنيسة وميدالية البطريركية لكل من الكاردينال بيتوري والقنصل الشبير، وأعلن منح القنصل الشبير وسام مار مارون خلال زيارته الى لبنان.
بعد ذلك تسلم البطريرك الراعي مفتاح الكنيسة من الكاردينال بيتوري، وبارك تمثال القديس شربل الذي وضع داخل الكنيسة، والمصنوع من الرخام وانجز في لبنان تقدمة ابن الجالية اللبنانية صخر عازار.