نقترب من عيد القيامة المجيد (31 آذار) الذي يُكلٍّل مسيرة الصوم الكبير، زمن التضحية وقربان الألم مع المسيح، ولأن هذه المناسبة هي مناسبة وجدانية روحية تعيشها قلوب المؤمنين بروح الرجاء مع كل ما يحيطهم من آلام وشجون وتحديات.
ضمن إطار هذه الظروف كنسياً وروحياً تعلن البطريركية الكلدانية إلغاء جميع الحفلات والتغطية الاعلامية واستقبال المسؤولين الحكوميين، بمناسبة عيد القيامة المجيد، والاكتفاء بالصلاة، تضامناً مع أبينا البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو الذي يُقيم بعيداً عن مقرّه التاريخي ببغداد، منذ ستة أشهر، بسبب قيام رئيس الجمهورية بسحب المرسوم الجمهوري رقم (147) لسنة 2013 بشكل انتقائي، ومن دون مسوّغ قانوني، انما استرضاء لجهة سياسية معروفة صرَّحت هي نفسها بذلك في الاعلام. ثم قام بعد أربعة اشهر بسحب مراسيم أساقفة بقية الكنائس.
البطريرك لم يقتل ولم يسرق المال العام ولم يشكّل ميليشا خارج القانون، ولم يُثِر فتنة طائفية، بل على العكس دافع عن حقوق المواطنين وعن المواطنة الكاملة، وساهم في تفعيل الحوار بين الديانات وساعد مئات العائلات العراقية في عموم العراق من خلال البطريركية وأخوية المحبة.. البطريرك ساكو معروف بإيمانه وصدقه، ووطنيته وشجاعته، ولا يهاب الفاسدين! ما يبثه هذا الفصيل المعروف هو اكاذيب لا تنتهي تمرَّس عليها.
كانت انتظاراتنا الوطنية منذ تولي رئيس الجمهورية منصبه، ان يبادر بالاحرى، الى مكافحة الفاسدين واعادة المال المسروق الى خزانة الدولة، وليس استهداف المسيحيين المسالمين.
وفي هذا الشأن أدلى غبطته لموقع البطريركية بانه لن يُساوم ابداً على حسابِ كرامته وكرامة الكنيسة وكرامة المسيحيين، ولن ينحنى لاحد سوى لكنيسته ووطنه.
وبهذه المناسبة يدعو المسيحيين الى البقاء والصمود والصلاة، يقيناً إن ذوي المناصب لن يدوموا في مناصبهم، ولا ذوي الزعامة في زعاماتهم، والكنيسة تبقى ولن تنكسر بعون الله، والديمومة هي للأوطان والشعوب!