في طريق عودته من سنغافورة إلى روما منهياً زيارته الرسولية إلى آسيا وأوقيانيا، عقد البابا فرنسيس كما جرت العادة مؤتمراً صحفياً على متن الطائرة البابوية أجاب خلاله على أسئلة الصحفيين ضمن الوفد المرافق، وتحدث عن مأساة المدنيين المقتولين. فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية شدد البابا على ضرورة أن يختار كل ناخب مرشحه وفقاً لما يمليه عليه ضميره، مندداً بالإجهاض وبطرد المهاجرين من الولايات المتحدة. وفي سياق حديثه عن الصين قال إن هذا البلد يشكل وعداً وأملاً بالنسبة للكنيسة.
نص المؤتمر الصحفي
ماتيو بروني
مرحباً، يا صاحب القداسة. شكرا على أيام الزيارة هذه، أيام كثيرة. شكراً لأنكم جعلتمونا نشعر بفرح الناس أكثر من الشعور بالتعب خلال هذه الزيارة. والآن هناك بعض الأسئلة من قبل الصحفيين الذين سافروا معكم. لنبدأ بالأسئلة الأولى وفقاً للتقليد …
أولا أود أن أشكركم جميعاً على هذا العمل، وعلى مرافقتكم لي في الزيارة، لأنه أمر مهم جداً بالنسبة لي. وأود أيضا أن أهنئ عميدة الصحفيين، لأن فالنتينا (ألازراكي) تقوم برحلتها المائة والستين، مع هذه الزيارة! لن أقول لها أن تتقاعد، بل أن تستمر على هذا النحو!
حسناً، الآن اطرحوا الأسئلة. شكراً جزيلا.
بي تينغ وونغ ( The Streits Times سنغافورة)
أيها البابا فرنسيس، أنا مسرور لأنكم بصحة جيدة، ولأنكم تعودون إلى روما. آمل أن تكون قد أعجبتك الزيارة إلى سنغافورة، والطعام المحلي. إننا عشنا للتو خبرة سنغافورة ويمكننا أن نبدأ من هناك. ما هي الأمور التي ثمّنتموها أكثر من سواها في سنغافورة، بصورة عامة: الثقافة، الناس؟ هل فاجأكم ما رأيتم؟ وماذا يمكن أن تتعلم سنغافورة من البلدان الثلاثة الأخرى التي زرناها (معكم)، وبنوع خاص أود الإشارة إلى رسالتكم بشأن راتب عادل للعمال المهاجرين، من ذوي الدخل المنخفض: ماذا ألهم هذه الرسالة، ما هي الفكرة الأساسية؟ سؤال آخر، اعذروني لدي سؤال آخر: لقد قلتم إن لسنغافورة دوراً مميزاً جداً تلعبه على الصعيد الدولي؟ ماذا يمكن أن تفعل سنغافورة في هذا العالم المطبوع بالصراعات، وكيف يمكن أن يساهم في ذلك الفاتيكان، كحليف دبلوماسي؟ شكراً.
شكرا لك. أولا لم أكن أتوقع أن أرى سنغافورة على هذا الشكل. يُقال إنها تُسمى بنيويورك الشرق: بلد متطور، نظيف، أناس مثقفون، مدينة توجد فيها ناطحات سحاب عالية، وتتمتع بثقافة عريقة ما بين الأديان. اللقاء ما بين الأديان الذي شاركتُ فيه كان نموذجاً، نموذجاً للأخوة. ورأيت أيضاً، إذ نتحدث عن المهاجرين، ناطحات السحاب للعمال: ناطحات سحاب فخمة، وأخرى جميلة ونظيفة وهذا أعجبني كثيرا. لم أشعر بوجود تمييز: لم أشعر بذلك. لقد لفتتني الثقافة، الثقافة. مع الطلاب مثلا، في آخر يوم، لفتتني تلك الثقافة. الدور الدولي: علمت أنه في الأسبوع المقبل سيُنظم سباق الفورمولا واحد، أو شيء من هذا القبيل. الدور الدولي هو دور عاصمة تجذب الثقافات وهذا أمر مهم. إنها عاصمة عظيمة، ولم أتوقع شيئاً من هذا النوع.
بي تينغ وونع
هناك السؤال الآخر: هل يمكن أن تتعلم سنغافورة شيئا من البلدان الثلاثة: بابوا غينيا الجديدة، إندونيسيا وتيمور الشرقية؟
تعلم أنه يمكننا دائماً أن نتعلم شيئاً، لأن كل شخص وكل بلد يتمتع بغنىً يختلف عن الآخرين. لذا مهمة جداً هي الأخوة في التواصل. مثلا، إذا فكرتُ بتيمور الشرقية، فقد رأيت هناك الكثير من الأطفال، وفي سنغافورة لم أرَ كثيراً منهم. ربما هذا شيء يمكن تعلمه.
بي تينغ وونغ
نعم، لدينا معدل ولادات منخفض.
هل هم خائفون؟ كم هو معدل الولادات لديكم؟
بي تينغ وونغ
ما دون ١،٢ بالمائة، أدنى من معدل اليابان بحسب معلوماتي.
الأطفال هم المستقبل! فكروا بذلك. شكراً. آه شيء آخر: أنتم، يا سكان سنغافورة، ظرفاء جداً. إنكم تبتسمون، تبتسمون.
دلفيم دي أوليفيرا، GMN TV( Grupo Média Nacional ، تيمور الشرقية)
أيها الأب الأقدس، أشكركم على هذه الفرصة. رسالتكم الختامية خلال القداس في Taci Tolu هي الخبر الأكثر انتشاراً اليوم في تيمور. لقد استخدمتم عبارة “تماسيح” للفت انتباه التيموريين إلى وجود تماسيح في تيمور الشرقية. ماذا قصدتم أن تقولوا؟
لقد استعرتُ صورة التماسيح التي تأتي إلى الشاطئ. لتيمور الشرقية ثقافة بسيطة، عائلية، فرحة، ولديها ثقافة حياة، لديها الكثير من الأطفال، وأنا عندما تحدثت عن التماسيح، تكلمتُ عن الأفكار التي يمكن أن تأتي من الخارج لتفسد هذا التناغم الموجود لديكم. أقول لك شيئا: لقد عشقتُ تيمور الشرقية. هل من سؤال آخر؟
دلفيم دي أوليفيرا
الشعب التيموري كاثوليكي بمعظمه؛ وثمة حضور قوي اليوم للبدع في تيمور الشرقية: هل عبارة “تماسيح” يمكن أن تشكل إشارة إلى البدع في تيمور؟
ممكن. أنا لا أتكلم عن هذا الموضوع، لا أستطيع، ولكن هذا ممكن. لأن كل الأديان ينبغي أن تُحترم، لكن لا بد من التمييز بين الدين والبدعة. الدين كونيّ، مهما كان هذا الدين. البدعة ضيقة، إنها عبارة عن مجموعة لديها نوايا أخرى. شكرا، وهنياً لك على بلدك.
فرنسيسكا كريستي روزانا ( Tempo Media Group، إندونيسيا)
شكراً يا بابا فرنسيس: أنا فريسيسكا، من مجلة Tempo. آمل أن تكونوا قد أمضيتم أوقاتاً رائعة في إندونيسيا، لأن الناس هناك، لا الكاثوليك وحسب، كانوا ينتظرونكم منذ زمن طويل. هذه هي أسئلتي: لقد أدركنا أن البلاد ما تزال تناضل في سبيل الديمقراطية. ما هو انطباعكم، وما هي رسالتكم لنا؟ والسؤال الأخير: بابوا وإندونيسيا لديهما المشكلة نفسها، أحياناً، مع بابوا غينيا الجديدة: الاستثمارات في قطاع المناجم تقتصر على القلة الحاكمة، وفي الوقت نفسه إن السكان المحليين والسكان الأصليين لا يستفيدون من عائدات هذه النشاطات. ما رأيكم وماذا يمكن فعله؟ شكراً يا بابا فرنسيس.
هذه مشكلة وهي برأيي تعني البلدان في طور النمو. ومهم جداً ما تقوله العقيدة الاجتماعية للكنيسة: لا بد من وجود تواصل بين مختلف قطاعات المجتمع. لقد قلتُ إن إندونيسيا بلد في طور النمو، وربما من بين الأمور التي لا بد من تنميتها هي بالضبط العلاقة الاجتماعية. لكنني مسرور من زيارتي لبلدك. جيد جداً، جميل جدا.
ماتيو بروني
يا صاحب القداسة، الصحافة في بابوا غينيا الجديدة تابعت زيارتكم باهتمام كبير، لكن للأسف لم يكن حضورُ صحفي من هذا البلد ممكناً على متن هذه الرحلة. لذا أود الإفادة من الفرصة لأسألكم أنا إذا ما كان هناك شيء تودون أن تخبرونا إياه عن بابوا غينيا الجديدة، خصوصا بالنسبة لفانيمو، المكان الذي – يبدو لي – أردتم أنتم شخصياً أن تزوروه.
لقد أعجبني البلد، وقد رأيت بلداً نامياً، وقويا. وقد أردت الذهاب إلى فانيمو لأزور مجموعة من الكهنة والراهبات الأرجنتينيين الذين يعملون هناك، ورأيتُ هناك تنظيماً جميلا جداً. فالفن متطور جداً في مختلف أنحاء البلاد: الرقص، والتعابير الشعرية الأخرى. تطور الفن مدهش في بابوا غينيا الجديدة، وهو مدهش في فانيمو. وهذا ما أدهشني نوعاً ما. المرسلون الذين زرتهم موجودون في الغابة، يدخلون الغابة للعمل. لقد أعجبتني فانيمو، والبلاد أيضا. شكرا.
ستيفانيا فالاسكا ( Tianou Zhiku)
مساء الخير، أيها الأب الأقدس: للأسف أنا لا أتكلم الصينية … إننا قادمون من سنغافورة الذي هو بلد ذي الأغلبية الصينية، وهو نموذج للتعايش المتناغم والسلمي. فيما يتعلق بالسلام: أود أن أعرف ما هو رأيكم، نظراً لقرب سنغافورة من الصين الشعبية، بالجهود التي تبذلها الصين من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في المناطق التي تشهد صراعات، شأن قطاع غزة: في تموز يوليو وُقع في بكين “إعلان بكين” لوضع حد للانقسامات بين الفلسطينيين. ثم، هل توجد فسحات للتعاون بشأن السلام بين الصين والكرسي الرسولي؟ سؤال أخير: بات قريباً موعدُ تجديد الاتفاق بين الصين والكرسي الرسولي بشأن تعيين الأساقفة. هل أنتم راضون عن نتائج الحوار التي تحققت لغاية الآن، أم لا؟
أبدأ من السؤال الأخير: إني راضٍ عن الحوار مع الصين، النتيجة جيدة، ويتم العمل بشأن تعيين الأساقفة بإرادة طيبة. وقد اطّلعتُ من أمانة سر الدولة على مجريات الأمور: إني راض. فيما يتعلق بالصين: إن الصين بالنسبة لي “تطلُّع”، بمعنى أنني أرغب في زيارة الصين، لأنه بلد عظيم؛ إني معجب بالصين، وأحترم الصين. إنه بلد يتمتع بثقافة ألفية، بقدرة على الحوار وعلى التفاهم فيما بينهم، بشكل يتخطى منظومات الحكم التي عرفتها البلاد. أعتقد أن الصين هي وعد وأملٌ بالنسبة للكنيسة. إن التعاون (في سبيل السلام) ممكن ومن أجل (إنهاء) الصراعات، بالطبع. في هذه المرحلة يسير الكاردينال زوبي في هذا الاتجاه، وتربطه أيضا علاقات مع الصين.
أنّا ماترانغا ( CBS News)
مساء الخير، يا صاحب القداسة. لقد تحدثتم دوماً عن الدفاع عن كرامة الحياة. في تيمور الشرقية، البلد حيث معدلات الولادات عالية جدا، قلتم إنكم تشعرون أنكم تنبضون بالحياة من أجل العديد من الأطفال. في سنغافورة تحدثتم عن الدفاع عن العمال المهاجرين. مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة أود أن أسألكم: ما هي نصيحتكم لناخب كاثوليكي عليه الاختيار بين مرشح يؤيد إنهاء الحمل، وآخر يريد أن يُرحّل أحد عشر مليون مهاجر؟
كلاهما ضد الحياة، من يطرد المهاجرين ومن يقتل الأطفال. وكلاهما ضد الحياة. لا يمكنك أن تقرر، لا أستطيع أن أقول، أنا لست أمريكيًا، ولن أذهب للتصويت هناك، ولكن لنكن واضحين: إن إرسال المهاجرين بعيدًا، وعدم منح المهاجرين القدرة على العمل، وعدم منح المهاجرين الضيافة جميع هذه الأمور هي خطيئة، وخطيرة. هناك لازمة في العهد القديم: اليتيم والأرملة والغريب، أي المهاجر. وهم الثلاثة الذين يجب على شعب إسرائيل أن يحرسهم. إنّ الذي لا يحرس المهاجر يخطئ، إنها خطيئة، وخطيئة أيضًا ضد حياة هؤلاء الأشخاص. لقد ذهبت للاحتفال بالقداس على الحدود، بالقرب من أبرشية إل باسو، وكان هناك الكثير من أحذية المهاجرين الذين انتهى بهم الأمر بشكل سيئ هناك. هناك اليوم تيار من الهجرة داخل أمريكا الوسطى حيث غالبًا ما تتم معاملتهم مثل العبيد. الهجرة هي حق، وهو حق موجود في الكتاب المقدس، في العهد القديم. الغريب واليتيم والأرملة: لا تنسوا هذا. [هذا] ما أفكر فيه بشأن المهاجرين. ومن ثم الإجهاض. يقول العلم أنه في الشهر الأول من الحمل يكون لدى الجنين جميع أعضاء الكائن البشري، جميعها. وبالتالي فالإجهاض هو قتل إنسان. قد تعجبك الكلمة، أو لا، ولكنه قتل. الكنيسة ليست منغلقة لأنها لا تسمح بالإجهاض: الكنيسة لا تسمح بالإجهاض لأنه يقتل، إنه جريمة قتل. وعلينا أن نكون واضحين بشأن هذا. إن إرسال المهاجرين بعيدًا، وعدم السماح لهم بالتطور، وعدم السماح لهم بالحياة هو أمر سيء، إنه شر. إبعاد طفل عن حضن أمه هو جريمة قتل، لأن هناك حياة. وفي هذه الأمور يجب أن نتحدث بوضوح. “لا، ولكن…”: لا يوجد “ولكن”. كلا الأمرين واضحان. اليتيم، والغريب، والأرملة: لا تنسَوا ذلك.
أنا ماترانغا
هل هناك ظروف يكون فيها من المقبول أخلاقياً للكاثوليكي التصويت لصالح مرشح يؤيد الإجهاض؟
في الأخلاق السياسية، يُقال عادةً أن عدم التصويت هو أمر سيء وليس جيدًا: يجب التصويت. ويجب اختيار الشر الأقل. من هو الشر الأقل، تلك السيدة أم ذلك السيد؟ لا أعرف، كل شخص يفكر وفقًا لضميره ويقوم بذلك.
ميمو مولو (صحيفة Avvenire)
مساء الخير، يا صاحب القداسة، وشكرًا لكم على هذه الأيام. باسمي وباسم الصحفيين الإيطاليين، أود أن أسألكم: هل هناك خطر أن يمتد النزاع في غزة إلى الضفة الغربية أيضًا؟ وقع انفجار قبل بضع ساعات أسفر عن مقتل ١٨ شخصًا، من بينهم بعض موظفي الأمم المتحدة. ما هي مشاعركم في هذه اللحظة؟ وما الذي تشعرون أنه يجب قوله للأطراف المتنازعة؟ وهل هناك إمكانية أيضًا لتدخل الكرسي الرسولي للتوسط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وتحقيق السلام المرجو؟ شكرًا.
إن الكرسي الرسولي يعمل من أجل هذا. سأقول لكم شيئاً: أتصل يوميًا بغزة، كل يوم، بالرعية٠ هناك داخل الرعية والمدرسة، ٦٠٠ شخص: مسيحيون ومسلمون يعيشون كإخوة. لكنهم يخبرونني بأشياء سيئة، وأمور صعبة. لا يمكنني أن أصف إذا ما كان هذا الفعل الحربي دموياً أم لا، ولكن من فضلكم، عندما نرى جثث الأطفال القتلى، وعندما تُقصف مدرسة لمجرد الشك في وجود بعض المقاتلين هناك، هذا أمر سيء. سيء جدًا. أحيانًا يُقال إنها حرب دفاعية أو لا، لكن في بعض الأحيان أعتقد أنها حرب مفرطة، وأعتذر عن قول هذا، لكنني لا أرى أنه يتم اتخاذ خطوات نحو السلام. على سبيل المثال، في فيرونا، كانت لدي خبرة جميلة جدًا: كان هناك رجل يهودي فقد زوجته في قصف، وآخر من غزة فقد ابنته. وتحدث كلاهما عن السلام، وتعانقا وقدما شهادة أخوّة. سأقول هذا: الأخوة هي أهم من قتل الأخ. الأخوة، هي أن نتعاون ونتصافح. في النهاية، إن الذي سيربح في الحرب سيجد نفسه أمام هزيمة كبيرة. الحرب هي هزيمة على الدوام. بدون استثناءات. ويجب ألا ننسى هذا. ولهذا السبب، فإن كل ما يتم القيام به من أجل السلام مهم. وأيضا أريد أن أقول شيئا. وهذا يشبه إلى حد ما التدخل في السياسة، ولكنني أريد أن أقول ذلك: أنا ممتن جدًا جدًا لما يفعله ملك الأردن. إنه رجل سلام ويحاول صنع السلام، والملك عبد الله هو رجل طيب وصالح.
ليزا وايس (ARD)
أيها الأب الأقدس، شكرًا على هذه الأيام. لقد تحدثتم خلال هذه الزيارة بصراحة شديدة، وبطريقة مباشرة، عن مشاكل كل بلد، وليس فقط عن جماله. ولهذا السبب بالتحديد تساءلنا لماذا لم تتحدّثوا عن مشكلة أن عقوبة الإعدام لا تزال موجودة في سنغافورة…
صحيح، نعم، لم يخطر ببالي. لكن عقوبة الإعدام لا تجدي نفعاً: علينا أن نحاول إلغاءها ببطء، هناك دول كثيرة لديها القانون ولكنها لا تنفذ العقوبة. في الولايات المتحدة، في العديد من [الولايات] الأمر هو نفسه، بالنسبة لبعض الولايات. لكن عقوبة الإعدام يجب أن تتوقف.
سيمون لوبلاتر (Le Monde)
أيها الأب الأقدس، بداية، شكرًا جزيلاً على هذه الرحلة الرائعة. في تيمور الشرقية، تحدثتم عن ضحايا الاعتداء الجنسي الشباب. بالطبع، تبادر إلى ذهني الأسقف [كارلوس فيليبي شيمينيس] بيلو. وفي فرنسا لدينا حالة مماثلة، وهي حالة الـ Abbé Pierre، مؤسس جمعية Emmaus الخيرية، والذي انتخب لسنوات عديدة الشخصية المفضلة لدى الفرنسيين. في كلتا الحالتين، لقد جعلت موهبة هذين الشخصين من الصعب تصديق ما حدث. أود أن أسألكم: ماذا يعرف الفاتيكان عن الـ Abbé Pierre، وماذا يمكنكم أن تقولوا لجميع هؤلاء الأشخاص الذين يجدون صعوبة في تصديق أن الشخص الذي فعل الكثير من الخير يمكنه أن يرتكب جرائم أيضًا؟ ثمّ بالحديث عن فرنسا، أود أن أعرف: هل ستكونون في باريس لحضور إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام؟ ًشكراً جزيلا.
أجيب على السؤال الأخير أولاً: لن أذهب إلى باريس. ثم الأول. لقد لمست نقطة حساسة جداً ومؤلمة جداً. أشخاص طيبون، أشخاص يصنعون الخير – لقد ذكرتم الـ Abbé Pierre، – الذي بعد الكثير من الخير الذي صنعه، نرى أن هذا الشخص خاطئ قبيح. وهذه هي حالتنا البشريّة. لا يجب أن نقول “لنغطِّ، لنغطِّ، لكي لا يظهر”. إن الخطايا العامة هي علنية ويجب إدانتها. على سبيل المثال، الـ Abbé Pierre، هو رجل فعل الكثير من الخير، ولكنه أيضًا خاطئ. وعلينا أن نتحدث بوضوح عن هذه الأمور، ولا أن نخفيها. إن العمل ضد الاعتداءات هو أمر يجب علينا جميعا أن نفعله: ولكن ليس فقط ضد الاعتداءات الجنسية، وإنما ضد جميع أنواع الانتهاكات. الانتهاكات اجتماعية، الانتهاكات التربوية، تغيير عقلية الأشخاص، سلب الحرية… إن الانتهاكات في رأيي هي شيء شيطاني لأن جميع أنواع الانتهاكات تدمِّر كرامة الشخص البشري، إنّ جميع أنواع الانتهاكات تسعى إلى تدمير ما نحن عليه جميعًا: صورة الله. لكنني أفرح عندما تظهر هذه الحالات. وسأقول لكم شيئًا آخرًا ربما قلته أيضًا في وقت آخر. لثلاث سنوات خلت، كان لدينا لقاء مع رؤساء المجالس الأسقفية حول قضايا الاعتداء الجنسي وغيرها من الانتهاكات. وكان لدينا إحصائية جيدة، أعتقد أنها من الأمم المتحدة. من ٤٢ إلى ٤٦ بالمائة من حالات الانتهاكات تحدث في العائلة أو الحي (مقاطعة لإعلان قبطان الطائرة: اضطراب قادم) إنّ سؤالك قد تسبب في اضطراب. ولكي أنهي: إن الاعتداء الجنسي على الأطفال والقاصرين هو جريمة، وهو عار.
إليزابيتا بيكيه (La Naciòn)
بداية، شكرًا على هذه الرحلة الجميلة إلى حدود العالم: لقد كانت الأطول في الحبريّة وبالحديث عن الرحلات الطويلة: سألني العديد من الزملاء في هذه الرحلة: “لكن هل سنذهب إلى الأرجنتين؟”. لقد قلتم عدة مرات أنه ربما في نهاية العام… أي أن هذا هو السؤال الأول: هل سنذهب إلى الأرجنتين أم لا. والثاني، حول بفنزويلا: كما تعلمون، هناك وضع مأساوي؛ في هذه الأيام، خلال سفركم، كان على الرئيس المنتخب نظريا أن ينفي نفسه في إسبانيا. ما هي الرسالة التي ترغبون في توجيهها لشعب فنزويلا؟ شكرًا.
لم أتابع الوضع في فنزويلا، لكن الرسالة التي سأوجهها للحكومات: الحوار وصنع السلام. إنّ الدكتاتوريات هي عديمة الفائدة وستنتهي بشكل سيء، عاجلاً أم آجلاً. إقرؤوا تاريخ الكنيسة. سأقول إنه على الحكومة والشعب أن يبذلا قصارى جهدهما لإيجاد مسيرة سلام في فنزويلا. لا أستطيع أن أعطي رأياً سياسياً لأنني لا أعرف التفاصيل هناك. أعلم أن الأساقفة قد تحدثوا وأن رسالة الأساقفة يجب أن تكون أفضل. وبعد ذلك، ومن ثمّ إذا كنت سأذهب إلى الأرجنتين: فهذا شيء لم يتم تحديده بعد. أود أن أذهب، إنه شعبي، أود أن أذهب؛ لكن الأمر لم يتقرر بعد، لأن هناك عدة أمور يجب حلها أولاً. هل هذا كل شيء؟
إليزابيتا بيكيه
من المجموعة الإسبانية: في حال ذهبتم، هل يمكن أن يكون هناك وقفة في جزر الكناري؟
لقد قرأت لي أفكاري… أنا أفكر في هذا الأمر قليلا: أن أذهب إلى جزر الكناري، لأن هناك حالات المهاجرين الذين يأتون من البحر، وأود أن أكون قريبا من حكام شعب جزر الكناري بهذه الطريقة.
بونيفاسيوس جوزي سوسيلو هارديانتو
شكرًا أيها الأب الأقدس. تنسحب بعض الدول من التزامها باتفاق باريس بسبب الصعوبات الاقتصادية، لاسيما بعد الجائحة. وتتردد العديد من البلدان في التحول إلى الطاقة النظيفة التي تعتمد بشكل أقل على الوقود الأحفوري. ما رأيكم في هذا؟
أعتقد أن مشكلة المناخ خطيرة، إنها خطيرة جدًّا. منذ لقاء باريس (Cop21 في عام ٢٠١٥، ملاحظة المحرر)، الذي كان الذروة (…)، ثم تراجعت اللقاءات المناخية. يتم التحدث كثيرًا، ولكن لا يتم فعل شيء. هذا هو انطباعي. لقد تحدثت عن هذا في الرسالتين العامتين “كن مسبحًا” و “Laudate Deum”
ماتيو بروني
نشكر صاحب القداسة…
شكرًا لكم. شكرًا. وإلى الأمام، تشجعوا. لنأمل أن يقدموا لنا الطعام الآن (يضحك)… لا، هناك شيء لم أجب عليه
ماتيو بروني
لإكمال الرد على سيمون لوبلاتر …
ماذا كان يعرف الفاتيكان عن الـ Abbé Pierre، لا أعلم متى علم الفاتيكان بالأمر، لا أعلم. لا أعرف لأنني لم أكن هنا ولم تخطر ببالي فكرة إجراء بحث حول هذا الأمر. لكن بالتأكيد، بعد وفاة [الـ Abbé Pierre] بالتأكيد؛ ولكن قبل ذلك، لا أعرف.
ماتيو بروني
شكرًا مجدّدًا يا صاحب القداسة، على هذا التوضيح. نتمنى لكم رحلة موفّقة.