قام البابا فرنسيس عصر أمس الخميس بزيارة إلى رعية القديسة مريم أم الضيافة في روما حيث كان له لقاء مع أربعين كاهناً في أبرشيته روما. تخللت اللقاء دردشة بين الحبر الأعظم والكهنة الحاضرين استغرقت حوالي ساعة ونصف الساعة وأجاب خلالها البابا على أسئلة طُرحت عليه وتناولت مواضيع عدة كالعمل والفقر والأسرار والضيافة والتضامن والكرازة بالإنجيل. قبل عودته إلى الفاتيكان التقى البابا سبع عائلات فقيرة تتألف من أشخاص فقراء ومهاجرين، وقد طُردت من منازلها وهي تقيم حالياً داخل الرعية المذكورة.
الرعية الرومانية التي زارها البابا يوم أمس تقع في إحدى ضواحي المدينة المطبوعة بالفقر والتهميش، وحيث للكنيسة نشاط كبير داخل النسيج الاجتماعي، وهي تتعاون بشكل وثيق مع أبناء الرعية من سكان المساكن الشعبية في مبادرة من التضامن والتكاتف. رعية القديسة مريم أم الضيافة أُنشأت في العام ١٩٨٥ وقد جعلت من الضيافة أساساً لوجودها وكيانها، كما يدل اسمها. المجمع الرعوي الذي يُطلق عليه اسم “قرية الضيافة” يقع ضمن واحة خضراء، بعيدة بعض الشيء عن المباني السكنية، وتحتوي على اثنتي عشرة شقة سكنية تستضيف حالياً عائلات تعاني من ضيقة اقتصادية. وهي عائلات إيطالية وأجنبية على حد سواء.
كاهن الرعية الأب Rocco Massimiliano Caliandro أطلع البابا فرنسيس على الأوضاع الراهنة وعلى النشاطات التي تقوم بها الرعية ولفت إلى أنها تستضيف حالياً فقراء ومهاجرين وعائلات لا مسكن لهم. وقال إن قرية الضيافة تفتح أبوابها للآباء والأمهات والأطفال، وتقدم لهم السكن لسنة أو سنتين بانتظار أن يجدوا حلاً لوضعهم السكني. وقد التقى الحبر الأعظم في ختام اللقاء سبعاً من تلك العائلات بينها عائلة لجأت من أفريقيا وأخرى من أوكرانيا.
شاء البابا فرنسيس من خلال زيارته لهذه الرعية الرومانية أن يلتقي بكهنته، متابعاً زياراته إلى مختلف رعايا الأبرشية والتي بدأها في التاسع والعشرين من أيلول سبتمبر الماضي، في حي بريمافاليه، الذي شهد في الماضي القريب جريمتي قتل ذهبت ضحيتهما امرأتان. وعصر ذلك اليوم عقد البابا لقاء مع خمسة وثلاثين كاهناً تخلله حوار صريح ومنفتح.
مع وصول فرنسيس إلى كنيسة القديسة مريم أم الضيافة كان في استقباله خادم الرعية بالإضافة إلى أربعين كاهناً من أبرشية روما، قدّمهم الأسقف المعاون على الأبرشية ريكاردو لامبا، قبل أن يصافحهم البابا واحدا واحدا، ويهديهم السبحة الوردية. في أعقاب اللقاء أكد سيادته أن الحوار بين البابا والكهنة – والذي جرى وراء الأبواب المغلقة – كان حواراً منفتحا جداً وصريحا تميز بالمودة والشعور العائلي. ولفت إلى أن الحبر الأعظم شجع الجميع على مواصلة فعل الخير، وهذا ما يقومون به أصلا، وحثّهم على البقاء دائماً وسط الأشخاص، وعلى الكرازة دوماً بالإنجيل على الرغم من كل الصعوبات التي يمكن أن يواجهوها. وطلب منهم أيضا أن يحافظوا على نمط السينودس في الرعايا التي يخدمونها، مشيرا إلى أن هذا النمط يتطلب تعاوناً مستمراً بين العلمانيين والكهنة.
بعد اللقاء الذي استغرق ساعة ونصف الساعة تقريباً، شكر البابا فرنسيس جميع الكهنة على حضورهم وعلى صبرهم، وقد تمنى أحد الكهنة أن تتكرر هذه الزيارة، مع أن الأمر ليس سهلا، كما قال. قبل مغادرته القاعة شاء الحبر الأعظم أن يصافح الجميع مجددا. هذا ثم كان للبابا لقاء مع عائلات وجدت مأوى لها داخل “قرية الضيافة”، ومن بينها أسرة تتألف من أب وأم وطفلين هربوا من الحرب الدائرة في أوكرانيا، ووصلوا إلى روما كلاجئين لشهر خلا. وقد استقبلت العائلاتُ الحبرَ الأعظم بالتصفيق الحار في باحة قرية الضيافة. ومن بين الأشخاص الحاضرين شاب آسيوي في عقده الثاني بُترت ساقاه وكان جالساً على الكرسي المتحرك، تماما كالبابا، فاقترب منه وصافحه. في ختام اللقاء شكر فرنسيس الجميع مرة جديدة على حسن الاستقبال، وعبر أيضا عن امتنانه لمجموعة من الصحفيين الذين رافقوه لتغطية اللقاء. وعند الساعة السادسة والثلث استقل البابا السيارة عائدا إلى الفاتيكان.